اذا لم يُحررها رجالُها ..
رغم ان اكثر من مئة يوم مرت على احتلال الموصل الحدباء من قبل عناصر داعش الاجرامية الا ان اية ردة فعل حقيقية لم تصدر من رجال الموصل وشبابها .. فقد قبل هؤلاء بما حل بمدينتهم ولم ينتفضوا ..!! واذا كان بعضهم ممن باع شرفه وضميره انضم الى تلك العصابات الخارجة على الدين والقيم والاعراف ، فان الاكثرية صامتة خانعة امام ما يجري في المدينة من انتهاكات لحقوق الانسان وما حصل من قتل وسبي وتهجير .. لقد رضوا بكل ما حصل او سكتوا عنه ، فسُبيت النساء امام اعينهم ، وقُتل الابرياء من الضحايا وكانوا شهوداً عليهم ، وتم تهجير الجيران والاصدقاء وهم يتفرجون على مشهد التهجير والظلم .. لقد توقفت صلاة الجمعة في ام الربيعين ، الا في تلك المساجد التي يُدعا فيها لداعش وزعيمها المعتوه بالنصر على المسلمين .. فاية صلاة تحت تلك القباب والمآذن يُدعا فيها للمجرمين والقتلة .. بالضبط كما كانت ترتفع الدعوات لقائد البعث وزبانيته .. الموصل مدينة الضباط التي انجبت المئات من القادة العسكريين الكبار .. اليوم تئن بصمت بينما ينتشر المسلحون في ساحاتها وشوارعها .. فلا أمان حقيقيا لاهلها ، ولا رادع لهؤلاء الغرباء الانجاس من الاعتداء على نسائها بعد ان امروهن بالخمار والختان وعدم الخروج الى العمل ، تقارير الامم المتحدة تشير الى ان التنظيم الاجرامي فرض الختان على نساء الموصل وان هناك مليوني امرأة قد تشمل بهذا الامر..
الضباط الاحرار الذين اعلنوا قبل شهرين من الان انهم سينتفضون ضد داعش لم يصدر بيانهم الاول الى هذه اللحظة .. وحركة الشباب الموصلي صمتت امام خروقات داعش في هدم مقام النبي يونس عليه السلام ومساجد وحسينيات ومقامات وشواهد تاريخية وحضرية وثقافية .. ولم يفعلوا شيئاً ازاء سرقة آثار مدينتهم .. اما مليشيات النجيفي التي اعلن عن تشكيلها فهي لذر الرماد في العيون ، بعد ان هرب محافظها مهزوما الى اربيل مع ان اعداد القوات الامنية التي تحت امرته بلغ 30الف شرطي بسلاحهم وعدتهم وعتادهم ومراكزهم التي تاويهم كأنها القلاع ..
وفوج عشائر نينوى الذي اشارت اليه الصحف المحلية والذي ولد في المدينة ، لم يقاتل داعش بعد بصورة حقيقية .. وحركة الضباط التي انتمى اليها (400) مقاتل حسب مصادر محلية ايضا لم تعلن بعد عن عمليات ضد “العدو” .. لقد خسرت الموصل كثيرا من مكوناتها واصبحت احادية المذهب ، فقد هجرها اهلها الاصليون من المسيحيين والشبك والتركمان والشيعة والايزدية .. ولم يبق فيها الا من تعتبرهم داعش جُمهورها .. فاذا بقي رجال الموصل على صمتهم هذا ، فان نساءها سينتفضن ويطردن القتلة من المدينة ، فقد مسهن الضر والرجال عنهن غافلون ، فمنهن من تعرض الى الاهانة ، وبعضهن الى السبي ، وقد يتعرضن الى التشويه بعد امر داعش بختانهن ، اضافة الى وضع المدينة غير الآمن ، وغير المستقر ، ما يجعل الاجواء مهيأة لانتفاضة نسائية ضد داعش ، بعد صمت رجالها وترددهم في مقاتلة تنظيم الدولة الدعوشية .. لقد خسرت الموصل الكثير منذ سقوط النظام الدكتاتوري وحتى يومنا هذا ، فقد عشعش فيها البعثيون والنقشبنديون والمتشددون .. واصبحت حاضنة لتنظيم القاعدة ودعاة الطائفية ، فتوقفت المشاريع التنموية والخدمية وعجزت عن مواكبة التطور الذي شهدته محافظات عراقية اخرى .. ان خسارة الموصل لاتعوض ، ولابد من وقف هذا التدهور الذي اصابها ، وهذا لايتم الا بانتفاضة شعبية واسعة ، تساندها القوات الامنية العراقية لطرد مسلحي داعش واعوانهم من المدينة .. وعودتها عراقية خالصة صانعة للرجال ، والبناة ، والنساء اللواتي انجبن قادة القوات المسلحة العراقية ..
الزمن يمر وثورة نساء الموصل قادمة اذا استمر صمت الرجال طويلا .. فهبوا يارجال الموصل قبل ان يلحقكم العار لقيام النساء بالقتال دفاعاً عن المدينة.
عبدالزهرة الطالقاني
القاهرة
مقالات ذات الصلة
14/10/2024