يمتلك الروائي ” صالح جبار خلفاوي” عنصر الوعي النظري بالكتابة ويعتبرها متنفسا في حد ذاتها وأُفقاً للنهوض بالإبداع العربي. يقال إن الروايات تولد من الشكوك والكوابيس وسوء الفهم، و لا ينجح الا من له خيال واسع على نسجها ، صالح جبار خلفاوي حقق في أعماله الإبداعية ما هو ملموس و واقعي، و أيضا مجالي اللغة والشكل، حيث ظلت اللغة هي متنفسه الوحيد ، في ظل انزياح المفردات و الايحاء، بينما ظل عالم التخييل ومتعة السرد هي عُدته الدائمة، وتلك هي على الأخص مهمة الروائي المبدع…
يفرحني ان يتزامن هذا الحوار مع صدور رواية الروائي صالح خلفاوي “توما هوك” الصادرة عن شمس للنشر و الاعلام و يفرحني أكثر ان أقدم الى قراء موقع “الهدهد”هذا الحوار الممتع.
صالح جبار خلفاوي شاعر، قاص و روائي من مواليد بغداد عام 1954 م ، عضو اتحاد الادباء في العريق ، رائد القصة التفاعلية ، و قد ذكر الروائي المصري سيد نجم بكتابه االابداع الرقمي باعتباره أخد رواد المجال في الوطن العربي صدر له:
روايته الاولى سأمضي سنة 2004
مجموعة قصصية صلاة الليل سنة 2005
همس الدراويش مجموعة قصصية سنة 2008
4- مجموعة قصصية مواسم الخروب سنة 2010
رواية توما هوك سنة 2014
س 1 : رواية “توما هوك”رواية فريدة ومتميزة في موضوعها وأسلوبها، مكثفة الصور وشعرية الانسياب ومكتظة الحدث تشدك الى عوالمها التي يمكن ان يعيشها المجتمع لمختلف العلاقات والمستويات تحت براثن الحرب والتدمير، فهلا حدثتنا عن “توما هوك ” الرواية؟ كيف تشكّلت الفكرة لديك وكيف تخمّرت؟
ج 1 : كتابة الرواية عمل ابداعي واعٍ وهذا الامر يحتاج الى دراية في صنعة الرواية وتكوين رؤية واضحة لما تفرزه الحروب لذا فان الانجاز الذي ظهر في توما هوك هو ارهاصات تعيش في الوجدان لتبرز من خلال الطرح الحداثوي في ان زمن الابطال انتهى الان الجميع هم ابطال ومن زواياهم في الحدث فكانت الفكرة تصب في منحى المجتمع الذي يئن تحت وابل الرصاص.
س 2: رواية توما هوك رواية غنية تتعدد فيها الرواة و مستويات السرد ،كل الشخوص حملت همها وصف لنا الكاتب لوعة التيه يقول الكاتب (الماضي يترك اجنحة تتوارث طقوسي المحنطة قلبي المنهك يحدثني نحن الاثنان من طينة واحدة نعيش في عالمين متوازيين يكمل احدهما الاخر صفحة 69 )، كيف تنظر إلى التجريب ووظيفته وتبعاته ؟
ج 2 : يُنظر سابقا الى الادب عموما بأنه لا يمكن تصنيفه تصنيفا علميا بسبب عدم امكانية حصره ضمن اطر محددة حتى يجري وضع اسس منطقية لتطبيق النظريات العلمية .. لذا يبقى فن الكتابة هلاماً لا يمكن تحديد معالم خاصة به .. وهذا يقودنا الى انحسار الارسطية التي حاول البعض من خلالها تقنين الكتابة السردية عموما لكن التغيرات المستمرة والمتلاحقة اوجدت معايير متغيرة ايضا من الصعب حصرها في .بوتقة معينة
س 3: كتب في حقك الاستاذ والناقد المتألق بشير حاجم بخصوص روايتك كما جاء بصفحتكم عبر الفايس بوك “لم يراودني شكُّ، ولو للحظة واحدة فقط، في قدرتك على كتابة رواية. ذلك، تعليلا، لأني مدرك بأنّ عندك وعيا سرديا في ما هو متعلق بالفوارق ما بين “القص” و”الروي” الاستاذ صالح، الرواية والقصة تنتميان لعائلة سرديّة واحدة، فما الذي دفعك للانتقال من كتابة القصة إلى كتابة الرواية ؟
ج 3 : لم يعد هناك استخدام حاد لمصطلحات القصة والرواية اصبحت كما ذكرت في مضمون سؤالك عائلة سردية وهذه لها اسسها العلمية في طريقة تناول الثيمات الحياتية المختلفة بطرق متفرعة فكان الانتقال سهلا بينهما والوعي السردي الذي اشار اليه الناقد المتألق بشير حاجم كان بسبب متابعته لمسيرتي الادبية في النشاط الثقافي العراقي ومن خلال الطرح الذي كنت اطرحه في منجزاتي الادبية وهي بالتأكيد مهمة ليست سهلة لكنها جعلت من صالح جبار خلفاوي مدعاة للمتابعة من قبل المختصين ومنهم الاستاذ الفاضل بشير حاجم وهذا عمل مُسر.
س 4 :في قراءة نقدية للدكتور و الناقد ” السيد نجم” إن رواية توما هوك تسعى لرصد فترة قاسية وتتسم بالشراسة والبغض من تاريخ العراق المعاصر، بسبب العدوان الامريكى عليها عام 2003م ان أهم ما اتسمت به الرواية: .. هى مجموعة من الرموز والتناولات النفسية، وهو ما تجلى فى توظيف فى توظيف أسلوب وصفى جعل من الراوى العليم قادرا على بث أفكاره ورؤيته. كيف تنظر إلى النقد الذي تناول تجربتك، وهل من أثرٍ له في النص الذي تكتبه؟ هل تؤمن بالنقد وهناك من يتهم النقد بالشللية في عالمنا العربي؟
ج 4 : كل التقدير والاحترام اقدمه للدكتور والناقد السيد نجم واحب ان اوضح هنا ان السيد نجم هو مصري الجنسية وانا كما معلوم لكم عراقي الجنسية لكن هذا لم يمنعه من كتابة نقده الذي اعتز به عن الرواية وهو المتفضل بذكر اسمي بكتابه الابداع الرقمي عن كتابة القصة التفاعلية والذي اعتبرني مع القاصين العرب والعراقيين من الرواد لهذا الفن وهو فعل ذلك قبل ان يكون هناك شيء اسمه الفيس بوك فهذه الخاصية لايملكها الا القلائل من المهتمين بالادب العربي وهو بالتأكيد منهم.
س 5 : كيف تصف لنا المشهد القصصي والروائي في العراق في ضوء ما شهده الواقع الثقافي والفني من تجديد على كل المستويات ؟
ج 5: يمتاز المشهد الثقافي العراقي عموما بالحراك المستمر ولعل بازار المتنبي ينبىء عن هذا الحراك المتزايد ومن ضمنه بلا شك المشهد القصصي وهذا التواصل يبرز العديد من الاسماء يوميا والتي يكون لها مساحة من الاهتمام في الواقع المتفاعل بايجابية
س 6 : كيف تتابع ردود الأفعال على كتاباتك هل من حفلات التوقيع أم مواقع التواصل الاجتماعي أم ماذا؟
ج 6: معظم ردود الافعال عادة تكون على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اني ضنين بالحضور في الفعاليات الادبية والثقافية بسبب المرض الذي يمنعني من التواصل الحقيقي لكن هناك احيانا ردود فردية حيتما التقي احدهم
س 7 : كيف ترى الحالة الأدبية والوضع الثقافي العراقي حاليا و بما تنصح به الكاتب الشاب؟
ج 7: الحالة الادبية والثقافية في العراق بخير وهي في تصاعد .. واهم ما نصح به الكاتب الشاب هو القراءة المستمرة وعدم استعجال النشر
س 8: برأيك ما هي أهم المشكلات التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي ؟
ج 8: عدم الوعي المجتمعي ابرز مشاكل الثقافة العربية وهذا ما يجعل من المثقف العربي يعيش الاغتراب في وطنه اضافة الى وسائل المعيشة التي تضطر الاديب العربي بالتنازل عن الكثير مما يعتز به
س 9: ما هو جديدك في الفترة القادمة ؟
ج 9: كتاب سردي بعنوان سرديات نخلة