صالح الطائي :
لا زلت منذ القمر الأول في عمري
أبحث عن صمت في الموانئ
ابحث عن خيط من الضوء
في أكداس الضوضاء
عن لحظة من الفرح
في صخب الكون حولي
فلا أجد سوى رجالا
يجهشون بالبكاء
وأمهات ثكلى
تعوي ريح اليأس في قلوبهن
تنهش الوحدة آخر العمر
يفترس الحزن
ما تبقى من جمال
فيلبسني ثوب الحزن
مثل باقي الرجال
تموت قطرات الندى على جدران روحي
فالكمد قتّال يشفيه البوح
وأنا أخرس قطعوا لساني وصادروا الروح
وضاعت الكلمات من ذاكرتي
ولا شيء يربطني بالدنيا
سوى
أرواحهم المسافرة تقطر زخات مطر
دم منهمر
في الطريق إلى سبايكر
حين علم الإنسانُ الحيوانَ الغدر
طفوا على وجه دجلة
ألواحا كانت تحمل أرواحا
وعلاماتُ الغدر تطرز الجبين
مغدورين
مغدورين
على يد أخوتهم .. أخوة يوسف
أخوة يوسف عادوا اليوم وحوشا
عادوا أشد لؤما من ذئب
عادوا مهووسين بالدم
موغلين في النكاية
عطشى إلى الذبح مثل صحرائنا
مخدوعين بقصص الغواية
وعنتريات قديمة فارغة
تبا لأخوة يوسف السفهاء
فالدماء لا تلد سوى دماء
أولاد الشيطان
على يديه أنشأهم
رضعوا من ثديه
بعد أن كانوا أولاد أنبياء
أخوة يوسف زنوا بأمهاتهم
ففاضت الدماء
لن تهدأ الدماء