ثامر سعيد :
أيّها المأخوذُ بالضغائن
والمتباهي بخواتمهِ اللاصفة
أنا لستُ أنتَ ،
رأسي مرتعٌ للنجوم
وأصابعي بالحروفِ مشغولةٌ .
أيّها الشّحيحُ …
باعَ نصيبَهُ حتى من الشّمسِ
ولم يغيّر حذاءَهُ المثقوب
أنا لستُ أنتَ ،
فخزائني مشاعة للندامى
والعصافير .
أيّها القردُ …
ما عافَ غصناً حتى راوغَ آخرَ
كي يتعلقَ بهِ
أنا لستُ أنتَ ،
السّماءُ ذراعايّ وجناحايّ غيمتان .
بين الضّباعِ ، تراتيلُكَ ، والغربان
أيّها الملعونُ من عشبِ الحقيقةِ
ومن زهرةِ الأحلام
رمادُكَ في قلوبِ الدائخين
أنا لستُ أنتَ ،
فكلماتي لا ترددها إلاّ البلابلُ .
يُبغضُكَ الله ويُحبني
فابكِ ما شاءَ لك
وتضرّعْ ،
دموعُكَ لا تصلحُ لتنظيف النوافذ
وتُحرقُ ، دمعةُ قلبيَّ ،
الليلَ .
أيّها المهزومُ …
أمامَ أزهارِ فان كوخ
وأوتارِ زرياب ،
أيّها المأزومُ …
من حمامةِ ابن حزم
ومن أمواسِ ذقني ،
أيّها المذعورُ …
من تراتيلِ فيروز
ومن عسلِ الهديل .
أنا لَستُ أنتَ ،
من جنائن روحي
يقطفُ العُشّاقُ ورودَهم ،
ومن دفاتري ،
في سريري …
لا تشعرُ عاشقةٌ بالبرد .
—