حمزة شباب :
أقِيمِي يَا غُيُومُ وَرَاءِ الأفْقِ عِزَّا
و أسْجُدِي لِشَمْسِ وَطَنٍ بَاتَ مَنْفَى
إنَّ لِي فِي عَيْنَيكِ أهْدَابَاً تُغَنِّيكِ رَمْزَاً
مَنْ لا يَعْشَقُ الحُبَّ فِي أحْضَانِ حَيْفَا . . .
مِنْ شَوَاطِئِكِ الكَرِيمَةِ أمْوَاجُ حَضَارَتِي
تَقْذِفُ القَلْبَ بِأنْوَارِ العَابِدِينَ قَذْفَاً
اسْألُوا التَّارِيخَ عَنْ جِنَانِ الخُلْدِ فِي غُرْبَتِهَا
لا يَنَالُ الجِنَانَ إلا مَنْ تُوارِيهِ تُرْبَتِهَا
هَذا أوَانُكِ لِتُزْهِري عَلَى كَتِفِي قُبُلاً
و أنْتِ كَجُنْدِ رَبِّكِ تُزْهِرينَ شِتَاءً و صَيْفا . . .
مَلَلْتُ الاحْتِضَارَ علَى كَفِّ تَابُوت
مَلَلْتُ الانْتِظارَ الطَّويلَ كَمَّاً و كَيْفاً
أُرِيدُ عَوْدَتِي إلَى مَوْسِمِ الهُطُولِ
يَوْمَ تَعْصِفُ قَصَائِدِي فِي وَجْنَتَيْكِ عَصْفَا . . .
فَالمَآلُ لِحَيْفَا لا يَنْتَهِي فِيهِ مَجْدٌ
والجَمَالُ فِيكِ مَحْمِيٌّ بِلا رَصَدُ
سَمَاءُ حَيْفَا مُكَبَّلةٌ فِي هَوَاهَا
إنْ بَكَتْ أشْرَعَتْ لِلسَّماءِ أسْيَافَا . . .
تَنْحَنِي قَامَاتُ النَّخِيلِ تَنْطَوي فِي مَعَاصِمِكِ
و أنْتِ كَاللَّيْلِ تَزُورِينَ قَصَائِدِي عَطْفَاً
لِيَرْتَاحَ البَالُ مِنْ اشْتِعالِ الشَّوْقِ فِي كَبِدِي
فِيكِ شَوْكٌ رَصَاصِيٌّ لا تُجَاوِزُهُ الأكُفَّا . . .
مِنْ نَظْرَةٍ عَجْلَى تَسُومُنِي يَا مُعَذِّبَتِي
فُنْدُقٌ أنْتِ يَحْتَوي التَّشْرِيدَ فِي لُغَتِي
قَبَّلتْنِي فِيكِ فَتَاةٌ فِي رَيْعَانِ شَبَابِها
وَقَفْتُ لَهَا احْتِرامِي كَالشَّمْعِ و الألِفَا . . .
بَاتَتْ ألْحَانِي فِي مَقَامَاتِ قَرْيَتِهَا
أرْسُمُ الكَلِمَاتِ أغَنِّيهَا بِلا عَزْفَاً
مَنْ لِي غَيْرُ حَيْفَا حُنْجَرَةً و صَوْتَاً
أُغَنِّيهَا كُلَّمَا بَانَ الغَرِيبُ قَصْفَاً
أمٌّ و أبٌّ يَسْهَرَانِ إذَا حُمَّ طِفْلٌ
هَذِهِ حَيْفَا لا أسْتَطِيعُ لَهَا وَصْفَا . . .
—