أبو يوسف المنشد:
مهداة إلى بلدي المفدّى …شمس الغد :
تفنى الدهور وأنت لاتنهارُ
أبداً فأنت الفارس القهّارُ
حملت لك الأجيال صخرة أحمد ٍ
فهوت على أقدامك الأقدارُ
تمشي على قمم الزمان مرنّماً
وتجيء بالأمواج وهي قفارُ
عن ذا يمينك دجلتي وفراتها
عن ذا شمالك جنّةٌ أنهارُ
يامنتهى الآمال والأحلام بل
يا أيّها الأجلال والإكبار
أنا لم أبالغ في مديحك سيّدي
إنّي أراك تشاء ما تختارُ
ها أنت وحدك والجهات هزائمٌ
وشموخ جرحك في العصور منار
بلدي وكيف يطلّ دونك كوكبٌ
أم كيف يطلع في الوجود نهارُ
إن يفقد الشدو الرخيم مساره
فلديك من شدو الجراح مسار ُ
ولديك دون العالمين مهابةٌ
ولديك ما صرخت به الأحرارُ
ولديك من آل النبيّ علامةٌ
ولديك من فيض النعيم بحارُ
ولديك من نور السماء جلالةٌ
ولديك من شجر الخلود ثمارُ
والشعر والفنّ الجميل لديك بل
والحبّ والأزهار والأوتارُ
ولديك فلسفة الحياة جميعها
والأنبياء لديك والأنوارُ
ولأنت بين العالمين مباركٌ
ولأنت ما أحيت به الأمطارُ
فاشمخ فديتك دجلتي وفراتها
فالمجد أنت وأنت لا تنهارُ