أبو يوسف المنشد :
أجثو لعينيك
ككاهن صعقته المعجزة
وأختبر السحر فيهما
فتعربد النار في شراييني
2-
لعينيك قاعٌ بعيدٌ ، وبعيدٌ جداً
وأنا كالملّاح
يبحر مدى الحياة ، ولايصل !
3-
مدنٌ ، شعوبٌ ، عوالم ، أفلاك
تائهةٌ
في فضاء عينيك اللّامتناهي
أرسليني
للشمس والقمر
للطيور والقوافل
للمطر ، والنار
لأعمّم الهجرة الكونيّة في عينيك
كبا البحر
وهو يحاول الوصول
إلى مجرّة عينيك !
4-
حين يتماوج السحر في عينيك
أرى الضحايا
وأسمع نداءات الغرقى
أيجيء الطوفان من عينيك ؟
أم يجيء القدر من عينيك ؟
رحماك انتشلي ما تبقّى من الوجود
وانتشليني
5-
لم يدوّن الشعراء
ما تدوّن عيناك
من نصوص ٍ في الجمر ، والمطر
ولم يأت ِ النبيذ
بما أتى به نبيذ عينيك
عيناك آخر طائرين من الأبديّة !
وبدءاً من عينيك ، وعنفوان عينيك
أقول للحبّ : نعم ، وأجثو لسحرك !
وحدهما عيناك ..
تشطران البحر
فتعبر فيه طفولتي
وطفولة هذا العالم !
—