عمّار الرّكابي :
ها أنا أسيرُ اليوم
متجاهلاً كل ما حصل
مراقباً أصابع القوم
تقول هذا الذي أفتعل
أنظر كيف يراقبني القوم
فتصيبني سهام نظراتهم باللوم
والعشاق يرفعون أغلالهم ،
تحية للوافد الجديد
ورائحة صدى الأغلال تذهلني
فكنتُ أحسِّب أني الوحيد
ولحظات الألم تمر بذهني
وذكريات الماضي تعيد حزني
يا لها من نهاية ما كنت أتوقعها
وكأني قمت بعمل لا يرحم
ماذا عساي أفعل ؟
كيف لي أن أواجه ربِّ ؟
كيف لي أن أعرف ما سيحصل ؟
هل كان ما فعلته سيئا ؟
أم أني سأنتقل إلى حياة أفضل ؟
فتآكلت بسمة العينين وانكسرت الدموع لتخبره
قد كان حبا قصير العمر ، ما فتئت عيني تبصره
قد كان حلما ، ما أن استيقظت لم أعد أذكره
قد كان جرحا يكبر كلما نزفت بأوراقي السنين
قد كان حلما أغتيل من النوم مرتين
قد كان زمنا ، وما هو من زمنٍ لعين ؟
فسأتوضأ الآن ..
بدموعي التي أدخرها
منذ ان أحتضن قلبي حبها
فها أنا الآن أبكي
لأني أرى آلاف الموتى من العاشقين
يشيعون جثمان الذي ظن أنه الوحيد ..
فبين العين والوجنة
أرى دموعا من البوح العميق
فتتهاوى بين جفناي
لأنها تشهد ماضيها السحيق
فكم من الحزن يحتاج الطريق ؟
فقد حملتني أناشيد الأماني
على جانبيه ينسكب الفؤاد
وكم جارت عليَّ حروف القوم ؟
حتى بكى الجرح منها ونزف الضماد
فقد دفنتني حروفهم حيا
ومات قلمي يخنقه الرماد
وهاجت قصائدي فوق قبري
كعاصفةً يعتّقها السواد
وتركت لوحةً كُتِبَ فيها
هذا ما لم أرده ، لكنهم أرادوا ..
—