منير الوسلاتي :
أنا النصُّ…
وفي ثناياي النبض والخفقُ
ومدينتي مخطوطة في العروق وفي الأعصاب…
وفي تَحفُّز الأوصال..
انا النصّ المترسّلُ فلا تسقط دوني سُجُوفك…
وأبعد عن وجهي شبح الإمّحاء…
تسمّعْ لصليل ألواني..
شوارعُ الرّوح..يزدحم فيها القصُّ…
…وإن كنت متحرّقا لرحيق اخيلتي..
فلن تجد في الطوايا ولو جرّة خاوية..
أنا النصّ..تراكمُ الفُصُول..
وفي أكــفِّي خارطة الملاجئ..
والظلال الرقيقة.. دروبُ الهروب..
..وشقوقي أنا اعرفها..
سترة العاشقين المتعبين..
سوْة الزمن المترهّل…
…أنا الّطـَّافرُ المنتفضُ..
ولى على المسوطين في محابس الضيم
يـَـــدٌ للارتواء ماطرةٌ ..
وفلول التأسّي ..أودَعْتُ فيها دُموع العذارى..
الرّاهباتْ في هيكل الوجد…
المورّاطاتِ في حَرجِ الشَّبقِ…
…أحزانُ الحياة مبعثرة على جسدي…
حركة البحر وبوصلتي الممزقة…
..أنا مرسمُ الدَّمع الحائر..
والحبر السَّخن السّاخر..
والورد المرتبك تحت الامطار..
حنين الغصن المشروخ للاشجار..
..أنا البرّاقُ في مفارق الوجع..
ابتسامة المداد المحاصر بالإعصار…
…أنا الخارقُ، الخافقُ الخلاّقُ…
رقّة الانكسار..صهلةُ الجبروت…
أنا الرَّقراقُ، الرقيقُ..
الى مراقي الوميض ُرقْـيَا غنائي…
يفيض اللؤلؤ من شفاهي..
وحبّات اللؤلؤ بؤبئـــيّــة النَّــــوء..
حين تنبجسُ من اوردتي المُزنُ…
….أنا ارضٌ على قرن ثورٍ..،
صرخةُ الخبز المسروق في قبضة السُرّاق…
أنا حقولٌ للغيم صاديَـةٌ..
أنا ظلوعٌ من تحت جلود سُمْرٍ باديةٌ…
جوعُ الفقراء الموتى بالمجان..بنادقُ ضاريةٌ..
…ثورة الغاضبين ..اصحاب الخيال…
….انا النصّ المُتقصّي في الخبايا..،
المتفصّي في الـثَّـــنـايا،الفارعُ في المدى..
مكوّرُ في السَّحنات..وُجودي…
منحوتٌ في الهُـنَـيْـهَات الهاربة…
أنا هنّاتُـهُ..وارتكازهُ …اهتزازهُ،وشظاياهُ…
أنا المارقُ الشرسُ..
ملجأ غيرُ مشروعٍ..بلا حُجَجٍ…
تتراكبُ حوله اللُّجَجُ…
اصواتُ الجلاجل المسافرة في التلال..
رحلةُ حرفي إلى العميق.
.شَذرًا وشَرَرًاوبُثُــورًا…
أركّبُ من الحرف وجهَ الآتي..
أصوّرهُ،فأحسنُ صُورَهُ…
وأجوّدُ ما يَرْتُــلُــُـهُ العَبقُ…
…أنا النصُّ المتبرّجُ المتبرّزُ…
السّافرُ…الـشَّــبِقُ…
عطورُه الضَّامئةُ..الصّاهلَةُ…
كبرُ السيّدات الحسناوات…
مخيّلة الفوارس الغُرباء…
أنا النبعُ اليافع المندفعُ..
الطاهم الطّهوم…المتطاولُ…
في افجاره الحقيقة الحافية الخافية..
في بحّة الاصوات المكسورة…
أنا الضّوء المسائيُّ الطَّافلُ…
شفقُ السماء السّائلُ…
حين تشرَقُ الشَّمسُ بدموع مغيبها…
وحين تعبرُ الغسَقَ الهساهسُ…
…أنا النص الغاشيةُ لكلّ مجدٍ…
ينبسطُ به السلطانُ..وتتوجّسُ منه الحاشيةُ….
جسدي محرقة المواقيت..التقاء الاصوات…
اختلاط الشكل مع الاعماق…
…في مدينة شوارعها الأحرف الصّاهلة..
يسّامقُ نصّي…يتمدَّدُ..يتعدَّدُ..جسدي به يتجدَّدُ..
يتسلّق نصّي أسوار المعتاد…يثور ُ.. يتمرّد ُ..
يقاومُ بالمخالب والدموع والسخرّيّة…
كلّ الذين اتَّهمُوهُ بالهَــــذَر….!!
—