منير الوسلاتي/ تونس :
لست ممن يغنّي للوطن…
يطنُّ في رأسي ألف سؤال…
السلاح أوَّلاً..أم الغناء…؟
صرخةُ الفقير أولا..
أم جلد الفوضى..
لكي لا نقضّ مضاجع الأثرياء..
قد يحدث أن أتبرّم من منشئي..
حين الأسئلة تطلُّ كرؤوس الأفاعي..
فكيف أصنعُ من الوهم خيوط مغزلي..؟
وكيف أمدُّ بالبياض يدي..؟
لأرض يأكلها الدخان..
وتشرّدُ خلسةً دمعتي..
حين تلتهم بصري الحرائق..
تنتابني رغبة أن أغادر وجعي..
حين تسد معبري أكوام القمامة…
أودُّ لو أقطع حبلي السرّيَّ..
شهقةً واحدة .. كي أنساني..
كي أختفي من أمامي..
كيف أغنِّي..ولُصوص الحياة..
يغرزون الأنيابَ في مجرى دمي..
أي أغنية ممكنة لهذا الوطن المـرِّ..؟
يأكل خلدي دوار الغصن المشروخ ..
الأغنية بلا شريان..
الصوتُ حطامٌ…
حنظل البوح يحاصر خاصرة العبارة..
بهتةُ الباحث عن غروب سريعٍ لهذا الجرح..
… في غفلة من ألمي..
حين ألتقي قلبي..في إغماءة..
في الشارع الخلفي للوميض..
يملأ مخيلتي..اخضرار الروابي…
تعشوشبُ ذاكرةٌ من أعالي البوح..
سواعد جدّي تغازل المعول..
فتفرحُ لاهتزاز جبينه السنابل..
وتحتفي بارتعاش شواربه الفصول..
بين منكبيه يرقصُ النبعُ..
ويرفرفُ في ذاكرتي العشبُ..
و شجرُ…هاتيك السهول..
فينحني غصنيَ الغاضبَ..
ليَشُمّ التراب…
ويصعّر الخدّ البتولَ للرّيح…
…أتهــَــــامَـى بالُّدموع..والصَّلاة..
الى الدرك الأسفل من اليُــــتـم..
يندفعُ الى مـحيَّـا اللّحظة الحنينُ والأنينُ
أبتسمُ للبراعم المقاتلة في شقّ صخرة عاقرة…
…. يتلاشى القلب..
إلى وجل…غير مسمّى….!!
—