عَشرُ بجعاتٍ على رِيقِ البحر !
سامي العامري
فم
———-
أنا إنْ أُخفِ نداكِ المُشتهى
طَيَّ يَدَيّا
فَلِكي يبقى جميعُ الوردِ
مُحتاجاً إلَيّا !
هذه غيماتُكِ الخضراءُ تسري في دمي ,
ترشقُهُ برقاً على بابِ خريفٍ
يرتدي يأسيَ زِيّا !
———–
خاتم
———-
حدَّثني الراعي
عن قمرٍ
قد صنعَ المزمارْ
من صمتكِ الأغَنِّ
حتى غارْ
صدى العصافيرِ
ومَن في الدارْ
القمرُ الحالمْ
وقلبكِ اللامعُ كالخاتمْ
تبادلا الأدوارْ
فبادليني قهوةً في خيمتي
وخيمتي – وتعرفين سيرتي –
ليستْ سوى قِطارْ !
——
رفيف
———-
أناديكَ يا مالكاً يا حزينْ
لِتخلَعْ إذن قبعاتكَ
وارحلْ على بهجةٍ
رغم أنف الحنينْ
رغم أذنيهِ
رغم اللهاةْ !
فالموجُ مَهما تباعدَ
تحفظُ زرقتَهُ البجعاتْ
هو الحُبُّ في الجُبِّ
والخوفُ صهباءُ في الآنيهْ
ومملكتي الهذيانُ توطَّدَ
ما بين برلينَ شرقاً
وكولونيهْ !
————
أشياء
———-
يا ربُّ هل ذاكَ حَمامْ
على الغصونِ أم شَمَّامْ !؟
ذكرتُ هذا في الطريق عابراً …
وتسكبُ العاصفهْ
كلَّ الخطى
من سَلَّةِ الأرصفهْ
وهذه برلينُ يستعمرُها ضَعفيَ ,
والوجوهُ في المساءْ
كأنها الأسماكُ محمومةً
تسبحُ من غيرِ ماءْ !
وحين تغزو اليقظةُ الأشياءْ
تبدو كأنها مدينةٌ من شُعَلِ الحصونْ
أو أنها مدينةُ ( المأمونْ )
شَبَّتْ على ارتعاشِ نخلٍ فارعِ الضياءْ
————
غصن
———-
رائحةُ الخشبِ المبلولِ
أعادت لي ماضي
أحيَتْ أنقاضي !
بغدادُ خُذي كُلِّي ,
زعلي ورضايَ جميعاً
وأنا الممتنُّ الراضي !
مُدُنٌ ظلَّتْ غصناً في البال يجولْ
أمّا أنتِ
فأنتِ كذلك غصنٌ
لكنْ يسألهُ النصحَ لفيفُ حقولْ !
وأنا أسألكِ الصفحَ جهاراً
ومعي ( لاينَهْ)
نهرٌ غطَّتْهُ البجعاتُ
فما عُدنا نعرفُ أينَهْ !
————
شتاء
———-
عواصفُ ممطرةٌ
ذبذباتٌ
رعودٌ
بروقٌ
خرجتُ اليها
اهتززتُ , ابتسمتُ , بكيتُ
إذا الناسُ
منها احتموا
فَبِها كالحبيبِ احتميتُ !
ورتَّلتُ خَفْقَ شراعٍ
جناحاهُ حضنٌ وبيتُ
شراعٍ يسافرُ فوقَ دموعِ صديقٍ قديمٍ
اليهِ انتهيتُ
ولكنني ما انتهيتُ !
————
عجب
———-
معكِ استراحتْ ليلتانِ ورائيهْ
أُولاهُما امتدتْ بفكري مثلَ أعوامٍ
وأمّا الثانيهْ
فَدَهمْتُها
وبِلَمسةٍ فجَّرتُ جسمَكِ شُعلةً…
عَجَبي بأنكِ باقيهْ !
———–
صَفصاف
———-
ها هي أزهاري
لم تَبلغِ الغيمَ
كما أرغبْ
وأنتِ صَفصافةٌ
تعلو ولا تتعبْ
تريَّثي ,
ضَعي يديكِ في يديَّ
ساعةً …
سألعنُ الأزهارْ
وظلَّها الأحدبْ !
——–
رمش
———-
دَعْي يا أنتِ بحاري الزرقَ
مَدَّ الرِّيقْ
واشعلي بَرَّكِ بالماءِ
ليمتدَّ كما هدبٍ وريقْ
هكذا يرمشُ جِلدي
هكذا أبلغُ مَجدي
وأنا أَسبحُ في الأكوانِ حلماً
رغم أني بكِ باقٍ
كالمساماتِ لصيقْ !
———–
سديم
———-
أحبكِ في العذابِ
فآيتي كوُني
أحبكِ حينَ يُبعِدُني الفراتُ
إذن فما أنا صانعٌ
لَمّا خطا دوني !؟
مُناجاتي أرقُّ من النسيمِ
وخاطري أرفَعْ
وأنتِ إذا سكبتِ الدمعَ من ألمٍ
فإني ليْ ضلوعٌ كالحريرِ
ودمعتي تَدمَعْ !
—————————
تشرين الأول 2009 – برلين
alamiri84@yahoo.de