رائحة التفاح – قصه قصيرة
نشأت المندوي
نشأت المندوي
بعد قطيعة تقارب السنة، تفاجأت بأخي يباغتني بشقتي قائلاً:
ـ المنفى ولادة متأخرة تتأرجح في موت مؤجل، والغربة مهنة شاقة.
مترجماً صورته الأبويه، وبتناغم مصطنع ابتدأ حديثة وراح يكُمل:
-ستترأى لك الأشياء عديمة الطعم بمرور الوقت، أما الغد فسيبدو كمستنقع راكد يحلم بالتغيير.
صمَت قليلاً كمن يتذكر شيئاً واستمر:
ـ كل القرارات الصعبة تحتاج قوة تسندها، لأن الأيام حبلى بالمفاجآت، فقط نحتاج التروي والصبر للحماية.
تنحنح .عدل جلسته وضع ساقًا فوق الأخرى، مسّد راحته على صلعته الزاحفة ببطء إلى الجنبين كاشفا بقايا شعر رمادي مجعد تناثر على الفودين. مدَّ بصره نحو الغرفة . لوى نهاية ربطة العنق المخططة بيده مضيفاً بلغة تربوية رتيبة:
ـ كل جيل شغوف بثوريته, مكابراً على الصح خاصة عندما يستند على الشباب إناء التفاعل فيه، وللحياة قانونها الخاص الخالي من الاستثناء.
حدّق فيّ بنظرة من يريد تأكيد جدية ما يقول، انفرجت أضلاع صدره عبر شهيق عميق مالبث أن خفف من لهجته وأضاف:
– ودوماً نتهافت على التجديد بكبرياء وثقة، ناسين الماضي، ذلك الجزء البائس فينا ولا يقبل الانسلاخ بيسر وسهولة، إسمع، أريدك أن تدنو من الواقع، بهدوء تلتصق به. أعرف أنك تتوجس الاقتراب, لكن الاقتدار مطلوب لأن الذي يمتلك الصح يمتلك التغير، والتجربة غير الفعل أحياناً ودوماً تحتاج خبرة وبصيرة.
اكتفيت بالصمت، نظرت إليه ،تقاطعَت عيوننا، فطأطأتُ رأسي خجلاً, كانت بيننا المسافة ملغومة بلغة معطبة. ومفردات التواصل محشوة بفراغات هشة مسبوغة بالترقّب والانفجار.
أذكر حينما وطأت قدمي هذه الأرض الموبوءة بوزر الغربة وفيضانات الروح. كنتُ استنفر قناعاتي كي أتجانس معها، متصوفاً حينا، وزاهداً في هياكل معابدها حيناً آخر. قالوا أنها أرض أباحت بكارتها لقراصنة دجنوها و صاروا سلاطين، أضافوا أنها مدن مجنونة ينبت فيها الشَعر الأصفر وتهاجر إليها العيون الزرق.
كانت حكايات المدن القابعه على الضقة الثانيه من الاطلسي تتراكم ايام فترة المراهقة كأساطيرشتوية وتتناقلهاالينا جداتنا بلا وعي وكانت مفاتن صورها تلتصق بفردوسنا المفقود . فاثارت زوبعة المغامرة واصبحت كقوس قزح يراودنا كلما دسسنا أنوفنا بين أسطر صفحات الكتب المدرسية ساعة المذاكرة. لذا قررت السفر.
غادرت الوطن حاملا بضع زهرات قرنفل و أمنيات سرية دستها أمي خفية بين ملابسي، انتشلت من الرف ذاكرة مثقوبة معطبة ، علّني أتسامى بها هناك مع العالم المتحضر الجالس على حافة الوهم والحقيقة، عالم يتمرد بين العبث والجدل.
تركت أخت تصغرني ببضعة أعوام، وأم ماتت بعد هجرتي بشهرين، بوضوح وجرأة أذكر يوم سفري، فقد تغنيت على مشارف مدينتي الغافية على دجلة, بكيت نخلتنا المتسيدة حديقة الدار بشموخ وكبرياء ونقشت تاريخ أول علاقة حب وهمية مع بنت الجيران على جدار وهمي شفاف اكتشفته بالصدفة وبكيت.
كان يوم سفري يتيماً, ومثله يوم وصولي. قدمت من نهايات الصحراء حاملاً أجزائي وبقايا أحلام، فاستقبلتني أرصفة صفراء شاحبة وجدران صم تحمل إعلانات للجنس والجريمة وأجساد تجتر الأفيون كالخبز الاسمر.
على حافات الأبنية في منعطفات الطرق, أمواج بشرية كوشوم فرعونية كادت تلتهمني, رحت أسال أخي عنها بعطش سرمدي، كنت استفسر “كغريب عن الجوع والانتظار المتورم على الوجوه. كانت الدنيا فقاعة صابون تتوسطني وتشدني إلى العالم.
ظلت أسئلتي تدور حول الإنسان وظلال الحاجات السرية. صار أخي بتعمد واضح يقتضب الإجابات ويقضمها، و يهملني شيئاً فشيئاً ، أشعرني خلل برجه العاجي بنظرته الفوقية وتخلفي المزمن، طوقني بعقدة التفوق المكتسبة وارث الكبر الشرقي المتربص عنده.
حقدتُ على الامتيازات المجانية التي جعلته بطلا من ورق استخدامها كحق ، شهرين من بعد وصولي ودبّت الأزمة بيننا, تعقّدت, انفجرت الخيوط وتحولت إلى قطيعة, اصطدمنا لأتفه الأشياء وأبسطها، صرنا قطبين متضادين،، نسينا في خضّم الغربة ومحنتها أخوّتنا, استبدلناها بحلبة صراع حضاري وعلى كافة الأصعدة.
سجال ونقاش وجدال, يعقبه تهديد ولمن ستكون الغلبة، ولأن الانتماء الغير واضح في العلاقات يخلق ارتباك مستديم في المفاهيم والتصورات.
قررت الرحيل إلى مدينة صغيرة مسكونة بالأرق والعصافير, خوفا أن تتطور ازمتنا , أحطت نفسي بطوق شفاف من اللامبالاة، انضممت لأناس لم أراهم حتى بالحلم. تلقفتني شوارع مقفرة يسكن مقاهيها البرد والصقيع. ويصبغ الثلج وجوه المحلات فيها.
وصلتها عبر قطار أنيق ، فارتميت في أزقتها أفتش عن حقيبة الأماني المنسية، ورائحة تفاح وطني، علني أجد من يطفئ غربتي ولو بدفء زوايا عينيه.
كان الشوق قبعة أحتمي بها من تلوث الناس حولي وهم يتناثرون كشظايا تتحرك بفعل النوازع المتمردة فيهم، تقلصت اتصالاتي بأخي واكتفيت بالمراقبة والتأمل.
حبست أفكاري بين الإنسان والمطلق, ما عادت تفاصيل العالم تهمني،كان الله والحياة يتقاربان في لحظة موت ويفترقان، ثمة قوة خفية تحاول ترتيب الثوابت عندي.
في لحظة غير محسوبة، وبدون سابق إنذار، كان أخي يفترش الشقة عارضا مشروع زواجي قائلا:
– صيانة الحاضر تستوجب الحذر، وخوفا عليك من الانجراف والتمرد من جانب، وكوني مسؤولاً عنك من جانب آخر جئتك بطلبي هذا.
الفتاة قريبتك, وأنت تعرفها جيداً, ستخفّف عنك الهموم, وترسم لك بيتا تملؤه صبية وبنات، وتعيد معك صياغة العالم بنظرية أقوى وتنسيك الماضي.
نفس الأسلوب في حشد الآراء والطرح المتكبر، رددت مع نفسي مصغيا لما يقول، لم أحاول الرد. أكمل حديثك. قلتها ببطء مستعيدا من ثقوب ذاكرتي الخاوية شريط انهياري رغم إيماني بإمكانية خلق توازن معقول.
– سأمر عليك غداً لنتعشى سوية ونكمل الموضوع. قالها وودعني بعد أن طبع قبلة على خدي فارضاً ابتسامة باهتة على وجهه.
غابت سيارته في منعطف الزقاق ، كان زعيق العجلات يرتطم بصوت المطر الساقط منذ يومين.
اضطجعت على فراش شقتي المنزوية أسفل البناية,
أمامي نافذة تشرف على المدينة ويتقافز على إفريزها نهايات أشجار تتحرك بفعل الريح المنتشي بعطر المطر.
تزوجت في مثل هذا اليوم, وقبل ثلاث سنين, دخلت امرأة البيت، صار عندي طفلان، أصبحت زوجتي بدينة وزالت رشاقتها فيما ازدادت شهيتها للأكل والإنجاب.
قل إيماني بالغزوات وحافات الحقائق, صارت الأرقام تفزعني وتحاصر رغباتي, وعندما تداخلت معادلات اليقظة والصحو في مفاهيم الغربة، اكتملت لغتي، فلعنت الحاضر وصمت.
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنين، كنت أريد أجوبة لأسئلة ظلت تؤرقني, وأسماء انمحت من الذاكرة كالشهب. الحب وارتعاشات أول لقاء في الممنوع, الوطن والذوبان في عفر الأرض. وأخيراً، أخي والعثور على نقطة الصح في العلاقات.
أيقنت بعدها أن الأحلام التي تتشكل في صبواتنا، تخلق لنا فيء الأمان وإن لم تتحقق, ولذة الدنيا في الاحتواء والنضج.
كان الليل في أواخر هزيعه يأخذ حصته مني فغفوت.
————————————–
nashmandwee@hotmail.com
ـ المنفى ولادة متأخرة تتأرجح في موت مؤجل، والغربة مهنة شاقة.
مترجماً صورته الأبويه، وبتناغم مصطنع ابتدأ حديثة وراح يكُمل:
-ستترأى لك الأشياء عديمة الطعم بمرور الوقت، أما الغد فسيبدو كمستنقع راكد يحلم بالتغيير.
صمَت قليلاً كمن يتذكر شيئاً واستمر:
ـ كل القرارات الصعبة تحتاج قوة تسندها، لأن الأيام حبلى بالمفاجآت، فقط نحتاج التروي والصبر للحماية.
تنحنح .عدل جلسته وضع ساقًا فوق الأخرى، مسّد راحته على صلعته الزاحفة ببطء إلى الجنبين كاشفا بقايا شعر رمادي مجعد تناثر على الفودين. مدَّ بصره نحو الغرفة . لوى نهاية ربطة العنق المخططة بيده مضيفاً بلغة تربوية رتيبة:
ـ كل جيل شغوف بثوريته, مكابراً على الصح خاصة عندما يستند على الشباب إناء التفاعل فيه، وللحياة قانونها الخاص الخالي من الاستثناء.
حدّق فيّ بنظرة من يريد تأكيد جدية ما يقول، انفرجت أضلاع صدره عبر شهيق عميق مالبث أن خفف من لهجته وأضاف:
– ودوماً نتهافت على التجديد بكبرياء وثقة، ناسين الماضي، ذلك الجزء البائس فينا ولا يقبل الانسلاخ بيسر وسهولة، إسمع، أريدك أن تدنو من الواقع، بهدوء تلتصق به. أعرف أنك تتوجس الاقتراب, لكن الاقتدار مطلوب لأن الذي يمتلك الصح يمتلك التغير، والتجربة غير الفعل أحياناً ودوماً تحتاج خبرة وبصيرة.
اكتفيت بالصمت، نظرت إليه ،تقاطعَت عيوننا، فطأطأتُ رأسي خجلاً, كانت بيننا المسافة ملغومة بلغة معطبة. ومفردات التواصل محشوة بفراغات هشة مسبوغة بالترقّب والانفجار.
أذكر حينما وطأت قدمي هذه الأرض الموبوءة بوزر الغربة وفيضانات الروح. كنتُ استنفر قناعاتي كي أتجانس معها، متصوفاً حينا، وزاهداً في هياكل معابدها حيناً آخر. قالوا أنها أرض أباحت بكارتها لقراصنة دجنوها و صاروا سلاطين، أضافوا أنها مدن مجنونة ينبت فيها الشَعر الأصفر وتهاجر إليها العيون الزرق.
كانت حكايات المدن القابعه على الضقة الثانيه من الاطلسي تتراكم ايام فترة المراهقة كأساطيرشتوية وتتناقلهاالينا جداتنا بلا وعي وكانت مفاتن صورها تلتصق بفردوسنا المفقود . فاثارت زوبعة المغامرة واصبحت كقوس قزح يراودنا كلما دسسنا أنوفنا بين أسطر صفحات الكتب المدرسية ساعة المذاكرة. لذا قررت السفر.
غادرت الوطن حاملا بضع زهرات قرنفل و أمنيات سرية دستها أمي خفية بين ملابسي، انتشلت من الرف ذاكرة مثقوبة معطبة ، علّني أتسامى بها هناك مع العالم المتحضر الجالس على حافة الوهم والحقيقة، عالم يتمرد بين العبث والجدل.
تركت أخت تصغرني ببضعة أعوام، وأم ماتت بعد هجرتي بشهرين، بوضوح وجرأة أذكر يوم سفري، فقد تغنيت على مشارف مدينتي الغافية على دجلة, بكيت نخلتنا المتسيدة حديقة الدار بشموخ وكبرياء ونقشت تاريخ أول علاقة حب وهمية مع بنت الجيران على جدار وهمي شفاف اكتشفته بالصدفة وبكيت.
كان يوم سفري يتيماً, ومثله يوم وصولي. قدمت من نهايات الصحراء حاملاً أجزائي وبقايا أحلام، فاستقبلتني أرصفة صفراء شاحبة وجدران صم تحمل إعلانات للجنس والجريمة وأجساد تجتر الأفيون كالخبز الاسمر.
على حافات الأبنية في منعطفات الطرق, أمواج بشرية كوشوم فرعونية كادت تلتهمني, رحت أسال أخي عنها بعطش سرمدي، كنت استفسر “كغريب عن الجوع والانتظار المتورم على الوجوه. كانت الدنيا فقاعة صابون تتوسطني وتشدني إلى العالم.
ظلت أسئلتي تدور حول الإنسان وظلال الحاجات السرية. صار أخي بتعمد واضح يقتضب الإجابات ويقضمها، و يهملني شيئاً فشيئاً ، أشعرني خلل برجه العاجي بنظرته الفوقية وتخلفي المزمن، طوقني بعقدة التفوق المكتسبة وارث الكبر الشرقي المتربص عنده.
حقدتُ على الامتيازات المجانية التي جعلته بطلا من ورق استخدامها كحق ، شهرين من بعد وصولي ودبّت الأزمة بيننا, تعقّدت, انفجرت الخيوط وتحولت إلى قطيعة, اصطدمنا لأتفه الأشياء وأبسطها، صرنا قطبين متضادين،، نسينا في خضّم الغربة ومحنتها أخوّتنا, استبدلناها بحلبة صراع حضاري وعلى كافة الأصعدة.
سجال ونقاش وجدال, يعقبه تهديد ولمن ستكون الغلبة، ولأن الانتماء الغير واضح في العلاقات يخلق ارتباك مستديم في المفاهيم والتصورات.
قررت الرحيل إلى مدينة صغيرة مسكونة بالأرق والعصافير, خوفا أن تتطور ازمتنا , أحطت نفسي بطوق شفاف من اللامبالاة، انضممت لأناس لم أراهم حتى بالحلم. تلقفتني شوارع مقفرة يسكن مقاهيها البرد والصقيع. ويصبغ الثلج وجوه المحلات فيها.
وصلتها عبر قطار أنيق ، فارتميت في أزقتها أفتش عن حقيبة الأماني المنسية، ورائحة تفاح وطني، علني أجد من يطفئ غربتي ولو بدفء زوايا عينيه.
كان الشوق قبعة أحتمي بها من تلوث الناس حولي وهم يتناثرون كشظايا تتحرك بفعل النوازع المتمردة فيهم، تقلصت اتصالاتي بأخي واكتفيت بالمراقبة والتأمل.
حبست أفكاري بين الإنسان والمطلق, ما عادت تفاصيل العالم تهمني،كان الله والحياة يتقاربان في لحظة موت ويفترقان، ثمة قوة خفية تحاول ترتيب الثوابت عندي.
في لحظة غير محسوبة، وبدون سابق إنذار، كان أخي يفترش الشقة عارضا مشروع زواجي قائلا:
– صيانة الحاضر تستوجب الحذر، وخوفا عليك من الانجراف والتمرد من جانب، وكوني مسؤولاً عنك من جانب آخر جئتك بطلبي هذا.
الفتاة قريبتك, وأنت تعرفها جيداً, ستخفّف عنك الهموم, وترسم لك بيتا تملؤه صبية وبنات، وتعيد معك صياغة العالم بنظرية أقوى وتنسيك الماضي.
نفس الأسلوب في حشد الآراء والطرح المتكبر، رددت مع نفسي مصغيا لما يقول، لم أحاول الرد. أكمل حديثك. قلتها ببطء مستعيدا من ثقوب ذاكرتي الخاوية شريط انهياري رغم إيماني بإمكانية خلق توازن معقول.
– سأمر عليك غداً لنتعشى سوية ونكمل الموضوع. قالها وودعني بعد أن طبع قبلة على خدي فارضاً ابتسامة باهتة على وجهه.
غابت سيارته في منعطف الزقاق ، كان زعيق العجلات يرتطم بصوت المطر الساقط منذ يومين.
اضطجعت على فراش شقتي المنزوية أسفل البناية,
أمامي نافذة تشرف على المدينة ويتقافز على إفريزها نهايات أشجار تتحرك بفعل الريح المنتشي بعطر المطر.
تزوجت في مثل هذا اليوم, وقبل ثلاث سنين, دخلت امرأة البيت، صار عندي طفلان، أصبحت زوجتي بدينة وزالت رشاقتها فيما ازدادت شهيتها للأكل والإنجاب.
قل إيماني بالغزوات وحافات الحقائق, صارت الأرقام تفزعني وتحاصر رغباتي, وعندما تداخلت معادلات اليقظة والصحو في مفاهيم الغربة، اكتملت لغتي، فلعنت الحاضر وصمت.
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنين، كنت أريد أجوبة لأسئلة ظلت تؤرقني, وأسماء انمحت من الذاكرة كالشهب. الحب وارتعاشات أول لقاء في الممنوع, الوطن والذوبان في عفر الأرض. وأخيراً، أخي والعثور على نقطة الصح في العلاقات.
أيقنت بعدها أن الأحلام التي تتشكل في صبواتنا، تخلق لنا فيء الأمان وإن لم تتحقق, ولذة الدنيا في الاحتواء والنضج.
كان الليل في أواخر هزيعه يأخذ حصته مني فغفوت.
————————————–
nashmandwee@hotmail.com
من مجموعه – رائحه التفاح- دار الكنوز