حسين علي غالب :
(1) تدويــــر :
يحسب أكياس النفايات, كلما ازداد عددها ازدادت فرحته، يرميها في عربته الوسخة وينطلق في طريقه.
يخاطب نفسه:
– اليوم حصلت على نفايات كثيرة, سأطعم بها خرافي وغداً سأذبح أحدهم كي أبيعه في السوق .
—
(2)
المصيدة :
بجانب صديقه ينظر إلى التلفاز غاضباً:
– انظر ماذا يفعل أصدقاؤنا ، لقد قتلوا البارحة عشرين شخصاً في انفجارٍ صغير .
يمد يده في جيبه ويخرج رزمةً من الأوراق النقديّة, ويلوح بها عالياً:
– تباً، لا أملك مبلغاً كبيراً من المال لأتحرك وأمارس هوايتي المُمتعة ..!!
نهض صديقه من مكانه فرحاً:
— ما رائيك أن أنفذ لك ما تريد، ولكن بطريقتي الخاصة.
– هيا ما الذي تنتظره، أنت اليوم الزعيم ،ولكن لنفعل شيء.
تقدم وأخذ رزمة الأوراق النقديّة، ركب عربة الشّحن خاصته ومعه صديقه .. تمر الدقائق.. يتوقف بعربته:
–راقب ما سأفعله وتعلم..!!
يخرج من شاحنته, يلوح برزمة النقود عالياً، يصرخ بأعلى صوته أمام حشد للعمال:
— نريد عشرة عاملين.
يهجم العمال على العربة بشكلٍ هِستيريّ مخيف, يراقب مسروراً، تمر الدقائق وقد امتلأت العربة الشّاحنة خلفها بالعمال .
دخل الرجل شاحنته، يلتفت صديقه إليه :
– ماذا تفعل أنا أريد أن أقتل لا أريد أن أبني.
صمت عن الكلام ،وانطلق بشاحنته:
–الآن اتصل بأصدقائنا ودعهم يتوجهون إلى مكاننا المعروف, لننفذ عملية ستعجبك للغايّة.
– ماذا، كيف، لم أفهم..؟؟
— العمال هم الضحايّا, سترى ما أفعله بهم من دون أدفع ديناراً واحداً.
قال صديقه مبتهجاً:
– حقا أنت التلميذ الذي تغلب على أستاذه.