قسمة كاتول :
كأنها هى المعنية بغزل الايام وشاحات صبر ..تتدثر بها من برودة سنوات تسجل غيابات متكررة للفرح ..تعبئ نفسها فى خانة
“بكرة تتعدل”،لكن ” بكرة ” هذا يأتى وهو محمل بقايا امنيات مبتورة ، جعلتها متخمة بالصمت ، يطبق على ” انفاسها ” ، لانها ” محشورة ” فى خانة تضيق عليها ..حاولت ممارسة تدريبات انقاص وزن الكآبة لتناسب خانتها ، ولم تجد نفعا .
وكل”بكرة”يجعلها تستنفذ مخزونها الاستراتيجى من الصبر حلمت بان تتخضب بالحناء .. تمرر الكحل فى مقلتيها يوم زفافه فهو طفلها،حلمت ان يتقافز اطفاله الافترضيون فوق حجرها أخذ منها وتركها تتجرع مرارة الفراق مع كل “بكرة” يأتى خاوى اليدين .
ليته فارقها راحلا لبلاد نفطية مثل اقرانه..او حتى مهاجرا لبلاد ثلجية يغتسل بالماء والثلج من فشل متكرر منى به فى الوطن بل هو يشاركها ارض هذا الوطن يطالع سماءه خلف قضبان منذ خمسة عشر دهرا .. لأنه حمل للوطن حفنة احلام ل “بكرة” الوردى ..الحر
حلم بوطن حاضن لابنائه ” معشش عليهم” بدلا من “تهجيجهم ”
خارج خارطته المكبلة .
انتظرت مجيئه..تفترش حصير قديم امام الباب تترقب عودته ..هو يترقب السماء وراء قضبانه .. لا هو كسر القضبان ولا هى برحت مكانها اليومى من الانتظار.
—