هو منشغل بمعّسل ناركيلته وانا ارتشف لومي بصرة من الاستكانة : صيف 2004 مقهى سيد هاني. وبصوت ٍ مبتسمٍ : ( عزيزي ابو مسعود قررت اصدار مجلة الكترونية تجمعنا وتوصل انشطتنا الى كل مكان). .لامفاجأة في مساررته ..أعرفُ لديه ايدي بوذا…وسيجترح في محلة الجمهورية هذا الاصرار التقني..سنوات وهو يضع الكاميرا على كتف كما يضع العامل ادوات عمله في (شمتة) ويسعى – الاصح يطارد غزالة رزقه – ..يكتب أو يرسم (مخابىء) في نهاية المقهى وبرعاية الضجيج والأدخنة .. يلتقط ذرة رمل من بسطال ينزف..تمكث الذرة مثل حمامة وديعة في راحة كفه كاظم الاحمدي، يتشممها في(ريح قريبة الهبوب..لينة ومضاءة /27).. حبة الرمل ساخنة الكلمات…أستقرت في حذاء متحرك ضمن قصة للقاص والروائي استاذي كاظم الاحمدي (الرمل في الحذاء).. حين قرأتها تذكرت حبة رمل تحت ركبة انطوان سعادة اعاقت جلوسه وهو يستقبل رصاص الاعدام..فطالبهم ان يزيحوها، قبل اعدامه ..هكذا اخبرنا عصام محفوظ في كتاب له بعد ثلاثين عاما من الرصاص العربي .. اقول :(رمل) فينبجسُ جملٌ ..هل الرمل : رحم الجمل الابدي؟ ..كلاهما من نفس العائلة اللغوية ولاندري ايهما الاول : راء الرمل ؟ جيم الجمل؟ الرمل عيون بورخس التي لاتحصى والعامري يكتب قصيدته بعين الكاميرا..(صورة للجمل وهو يرسم: دوائر الخطوعلى الرمل.غاب عن الصورة : البدوي) ..الجمل يرسم قصيدته بالدوائر، والكاميرا ترسم الجمل والرمل بضوئها ، وتلح بغزارة اللقطات ، فجأة يقبض البدوي قبضة من أثر الجمل، ويذرها في عيونهم ويغوصان: بدوي وجمل في رحم أصفر..هنا تتسع كاميرا العامري وتنسج من عنكبوت النت فضاءً ثقافيا يوسق الابداع العربي ..مسافة رملية مزهرة ليست قصيرة بل غزيرة بعطاء الصديق الموهوب عبد الكريم واولاده…
*عمود صحفي/ طريق الشعب / 12/ آب/ 2015