هما : قسوة السلطة واستقواء المسحوقين بالسخرية التي اوصلت لنا طبعة شعبية قريبة من الرسوم المتحركة عن (بهاء الدين قراقوش) الذي عرف صلاح الدين كيف يستعمله (حمار شغل ) لايرتاح ولايدع المسحوقين يستريحون ..فكان مزدوج الاستعمال فهو رئيس جمهورية بالوكالة مرتين .. ومراقب عمل لدى صلاح الدين.(فكر يومئذ في بناء قلاع كبيرة تحيط بمدينة القاهرة ومن لهذه المشروعات المضنية غير الامير بهاء الدين قراقوش../55)..وبجهود العمال الغلابة نهضت (قلعة الجبل) على قطعة مرتفعة من جبل المقطّم .ثم بنى (قلعة المقس)..ودون استراحة ساق قراقوش الكادحين ليبنوا سورا عظيما على حافة الصحراء الغربية !!كم كان عدد الاسرى والسجناء والفقراء الذين تساقطوا وهم يبنون السور؟ ماذا كان يأكلون؟ كم عدد السياط على ظهورهم..الأهم ان الأيوبي
( أثنى على همة الامير بهاء الدين قراقوش ثناءً عظيما ) صلاح الدين يومها لايرى سوى العدو، لذا أمر الامير(قراقوش) ان يبني سورا عظيما يطوّق القاهرة ويصل بكل القلاع والفسطاط ومنحه حق استعمال اسرى الافرنج والشعب المصري كافة واستعمال احجار الأهرام..وقبل حملة الاعمار هذه، أستأذنه قراقوش لبيع خزانة الكتب وهي اعظم خزانة في بلاد المسلمين وصار يبيع الكتب يومين في الاسبوع لمدة عشر سنين .فصلاح الدين لايحب الكتب ، لكنه لم يأمر بحرقها وكعادتها القوات العسكرية تزعم المؤازة ! فتدمر الثقافة وتعسكر البلاد والعباد وبأشراف مباشر من القائد العسكري الصارم قراقوش الذي كرّس جسده المخصي لحكم صلاح الدين الذي اعطاه صلاحية مطلقة ، لذا عامل الناس بالقسوة وعامل الذين يديرون العمل بالخصومة والزجر وحين حكم القاهرة وقتيا …لاالعامة نجت من قسوته ولاالخاصة..بأختصار كان الموظف قراقوش آله ناطقة ..وفي تلك العتمة انوجدت قناديل : ابن سناء الملك ، العماد الاصفهاني ، القاضي الفاضل .. يومها إبن ممّاتي..(زينة الدنيا في عصره…/97) كتبه في العلم والأدب تربو على خمسة وعشرين كتاباً ..من اسباب نجاح كتاب (الفاشوش في حكم قراقوش) ان الاديب ابن ممّاتي خاطب العامة بلغة يستعملونها يوميا ،والعامة لاوقت لها لإطالة التفكير بالمكتوب ، وأستعمل ابن ممّاتي الحكاية ، وباسلوب يتماهي في الشفاهي فتيسر للناس نقل الكتاب شفاهيا فيما بينهم .. لم يكتب ابن ممّاتي كتابه للخاصة ، كما فعل الجاحظ في (رسالة التربيع والتدوير) وهو يسخر من شخص أسمه أحمد بن عبد الوهاب وهو من كتّاب الديوان العباسي..وهذه الرسالة في اغلبها ثقافية يتذوقها من بالفلسفة اليونانية والنحو واللغة وعلم العروض: له سعة إطلاع …
*عمود اسبوعي/ طريق الشعب / 22/ 9/ 2015
—–