استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوار مع شاعرة الرومانسية الاديبة اللبنانية **ناديا رمال** هو رقم -4 – من الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي… والذي اتمنى أن يكون بداية لسلسلة من الحوارات المتصلة في مختلف المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين
وفيما ما يلي نص الحوار.
س :- كيف تقدمين نفسك للقراء؟
أنا إمراة شرقيه جنوبية لبنانيه الأصل والمنشأ يسكنني الحب والوطن صوتاً ونبضاً.. عالمي المستقل هنا بين الاشجار والصور الحية والالوان وتحولات الفصول والمخيلة الحسيََّة الخجولة الهاربة إلى كل مكان بملامح لا تنضب من الاجلام والمدفوعة بالرغبة وهذا الصوت وهذا الشعر
س:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
في طريق الغربه بغية الوصول الى نقطة البدء ومعرفة المكان لاول مرة
س:- كيف كانت بدايتك مع الشعر – وما هي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتك الأدبية؟
بدايتي مع الشعر ولعبة الكتابة واللغة الحيًّة كانت في مرحلة مبكرة جدا بدأت علاقتها مع أشجار الزيتون وينابيع الضوء والمطر ومع العطر العابق والشمس والعاصفة والشتاء حيث الدفء والحب والخضرة وفينوس وأدونيس وكبار الشعراء كنت اقرأ كثيرا وأنسج روايات كثيرة علمتني الحب والثوره والحرية وإستقر ملاذها الآمن الوطن كي يقف فوق منابره المثقفه إسمي وأسماء ابناءه المتألقي الحرف مع تلك الشفافية والبساطة والعفوية الخفيفة الظل ولكي يلمع في سمائه النجم الأدبي المتألق ويرفرف بإجنحتة طائر الأحلام القزحي
س :- تكتبين قصيدة النثر برأيك هل حققت قصيدة النثر ما طمح إليه الشعراء أو الشاعرات أم إنها مازالت تحاول إثبات ذاتها؟
تعرضت للفشل فهناك الكثيرون من تسبَّبوا بكوارث النثر العربي خير لنا ان نسأل هل هي بخير الآن بالنسبة الى العروض والقوافي ببساطتتها وتلقاءيتها أم تلاشت أمام ورق الكتابة أقول لاشي شيء يقتل ورق الكتابة سوى القصيدة المحاصرة والمحلقه في الأجواء البعيدة البعيدة جدا غير الأجواء المتََّسمة بالروحانيه والجمل المتخصصة الفتيََّة الأدب والغنية المعنى
القصيدة النسائية نضالها مع التصميم أكَّد حضورها وفردوس تميزها بجدارة من خلال تعابيرها وخيالها الخصب حين تآلفت مع الكتابة المثمرة والمتميزه وأقيم على شرفها الحفلات التكريمية وشهادات التقدير لكن هناك قصائد نسائية ككائن معذب جائع ضعيف المفردات أخرست البعض حين إرتدت الحروف ذات الألوان الفاقعه والمعاني الأكثر غرابة والخارجة عن النصوص التي تسببت بموتها المفاجىء بعيداً عن صغر سنها وشيخوختها
س:- لمن تقرأ الشاعرة ناديا رحال الان ؟
أقرأالنص الأدبي المعقََّد والمركَّب المنظَّم القلم والمشجع للقراءه والمحافظ بالقوة على التجديد الشعري نحو الثقافه والعاطفة والتراث والتاريخ تحت لواء الإبداع الأدبي جوهر ألفاظه
والأكثر حضوراً في ذاكرتي نزار قباني شاعر الحب ومحمود درويش شاعر الوطنيه وجبران خليل جبران وفاروق جويدة ونازك الملائكة وإحسان عبد القدوس والكثير من الادباء والشعراء بكل مستوياتها والممتدة إلى مجموعة الاقطار
س :- ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك ؟ا
الكتابة هي الغرام الآخر والهواء الآخر الذي أصبح عالمي السري والسحري فأنا أكتب لأتنفس ليس كالمعتاد وللتعبير عن الحياة بوجهها الكبير والصغير ولست غائبة عن دمعتها وابتسامتها لكي أبلل عروقها وحالتها النفسيه وكل مدنها في لحظة لطيفة واحدة بقطعة سكر وبعض الهدايا وما تبتغي من سحر الحرف لأكتب عنها وما زال عندي الكثير لأكتب لها وأحيا لها وبها
س:- هل من الممكن ان نسمع بغض ابداعاتك ؟
علي الرحب والسعة :-
(أعترف لك أنني أحبك )
………………………..
أعترف لك إنََّني أحبّك
ولن أخاف
ولماذا أخاف رعب الإعتراف
أمام وجهك الصافي الرائق الحي
وأمام وجه هذه المدينه الأثرية الرََّاسخة كالابدية
والمرتدية ثوب الطُّهر
والعفاف
وأمام وجة هذه القصيدة الفاخرة بعطورها العنبريََّه
الخالدة الحرف والضوء البديع
الشفََّاف
والمهرولة إلى بيتك الريفي الخشبي
كي تستريح دقائق عند تدرُّج الحواف
أعترف لك إنََّني أحبُّك
اليوم عند المساء
فقط وأنا أجتاز أفكارك البيضاء
وأكتب تاريخ وطناً كاملاً
لأفهم الأشياء
لو أعياني هنا النُّطق
والحُمَّى لحظةَ داخل حنجرتي الخرساء
من قوة لهفتك وقبلتك
التي تعشقها الآلهه
والقداسة الحمراء
في معابد العشق والإنتماء
وفي زوايا الظل
بين الضياء والهواء
أعترف إنََّني أحبًّك
إقترب
لكي تسمعني
حيث لا واقع هنا الا رجفة رموشك وعيناك
وتجاعيد وجهك و الضباب
وشمس خريف عارية البشرة والثياب
متسلَّلة عبر النبيذ هناك
في باحة الغاب
مع براعم الأعشاب
ومع الليل والبرد والصمت والعزلة
وحرب المجيء
والذهاب
وجسداً وعطراً وناراً
وساعةً من الموسيقى والرقص
تضع لنفسها الوقت والوحدة
والغياب
أعترف لك بأنَّني أحبُّك
وسوف أحبُّك
فأنا العاشقة العجيبة
يا أيًّها القارئء بورودها وبراكينها وأبجدياتها وحروفها
الناعمة الكلمات
والحبلى بالتأملات فوق حدود
الوهم والأمنيات
والأميرة المرفوعة الرأس َ
سل النجوم والغيمات
ومالكة الحواس الخمس
والسدس والسيع
والثُّمْن والتسع
ومالكة أحضان آبائهم وأمهاتهم
والأخوة والأخوات
……………………………………….
(جنوبية أنا)
…………..
جنوبية أنا
إبنة الرعد والبرق والقوة والماء
ومزاج النار
من أهل الََّليْن
والإلفة والقسوه والرًّشد
والإعتبار
يخجل مني الأسد والفهد والنمر واللبوة
والنسوة
والأشرار
جنوبية إنا
إبنة أبي النََّقي
والمارد العربي سيد الأحرار
وجارة فاروق ودرويش والسيََّاب
وجبران ونزار
الشاعر الشََّقي
أكبر الكتاب
والشُّعار
أحلم أحلام الفارس التََّقي والجندي
الأهيب البََّهي
الشََّديد الإسمرار
جنوبية أنا
لا أطيق الإنكسار
والإندحار
علََّمني الحزن والحلم
الإبتكار
من عدد القتل والظلم والدمار
تعال لكي أريك
هاتين العينين الغامضتين الباردتين
والحزينة طوال الليل و النََّهار
والخضراوين الزرقاوين
والرماديتين العسليتين
الفاقدة الصََّبر
والإصطبار
من الشوارع الضَّيقة للجماهير
والحناطير والمخاتير
ولرئاسة التحرير
والأنصار
ولحرية العصافير
والطفل الصغير والكبير
والختيار
ومن الشَّوارع التي تضج بعيدا عن الأحرار
بالبعير والخنازير والحمير
وحذافير العجول
والأبقارْ
جنوبية أنا
المرأة السمراء
وواحدةً من أجمل النساء الأطهار والأخيار
أحبَّها الحجر والمطر والشََّجر
والأزرار والأزهار
وأحبَّها الواتر والوتر والخطر
والحذر
والنغم في حناجر الأوتار
………………………………………
(أقسمت ألا أرى أحدا سواك )
……………………………
أقسمت ألَّا لا أرى احداً سواك
في مدينتي الليل والنهار
هكذا أمرت عيني
الملكة الأولى والملكة الثانية
والهمسة والبسمة
والحوار
وحكمت عليها منذ مئات السنين
عبر قامة السائلين
الى جانب ذاك الجدار
وعبر الذهن المسالم الرصين
والقلب الوفي
الرزين
حلو القرار
وسط زغاريد العاشقين
وبطش الحاشدين
وامام الكون والتاريخ والوعي
والمساء الحزين
وعبير النار
أن تقف أمام الحاضرين والغائبين
متحجرة كحارس الجدار
وتبحث فقط عنك من بين الآخرين
منذ ولادة صورة الشجرة
والوحل والطين
والغيمة والغمزة والهمزة
والحروف
والدواوين
وعاشقة قصائد
الأقمار
أقسمت ألاّ لا أرى احداً سواك
دعها تشهد عيني هذه الليلة
على هذا المقعد الوحيد
الترقُّب واللهفة
والإنتظار
كم تشتهي
وجه النهر والثلج والجليد
ولآلىء البحار
والبحر والينبوع والصخر المستبد العنيد
ولغات الأزهار
كي تكتب وجهك الغرام الأبدي المديد
حتى يذوب القصيد والنشيد
وهذه الأشعار
أقسمت ألاَّ لا أرى أحداً سواك
لا في خميلة اللحظات والقبلات
والأسرار والأسرار
والأسرار
ولا في مياة المرآة ورقص الحسرات
ولا في التحرر والقيود
والقضبان والأسوار
ولا في الكتب والروايات
ولا في فناجين العرََّافات
ولا في خضرة الغابات وتراقص
الايقونات
وصفير الريح
والأعصار
مع الليل والبرد والعزلة
والأمطار
أقسمت ألاَّ لا أرى أحداً سواك حبيبي
ولن استطيع أن ارى لأنني أحبك يا أنا
ولا أطيق الإنكسار
ولو كان هذا الهوى فتى
أمام مساء الصوت والصمت والموت
والهدى
صغير الحلم والأفكار
فأنت وصية الدجى والفجر والضحى
والوجود والمدى
وراعية المسار والمدار
اخر الشوق والفوز
والإنتصار
***
س:- من هم أبرز الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وتفتخر ناديا رمال بهم ؟
الاساتذه الكبار أصحاب القصائد الوطنيه الذي نسجوا في داخلي حب أرضي ووطني لبنان حباً لا يقاوم وأصحاب أبجدية اللغة الشعريه العاطفية الشفافة الدافئه والوجدانيه السلسه التي إستقطتبتني وشدتني لهفة كتابتها وقراءتها هؤلاء الأساتذة وهؤلاء أبطالها فضلهم وخلقهم وعلمهم وجهدهم هويتهم وهم من حملتني إسرتهم وكنت أحد من تتلمذوا على أيديهم،وتعلمت منهم نزاهة البحب عن الكتابه إعتقاداً وممارسة
س :- ما هي أحلامك على المستوى الشخصي ؟
وعلى المستوى الأدبي ؟احلامي وطموحاتي لا حدود لها أن أؤكد حضوري وفعالياتي وأن تزهو كتاباتي في كل الدول والقرى حتى في البوادي والمدن الخرافية مما يتيح لها السطوع من خلال حبر قلمي لأن النص الرائع هو الباقي والخالد ما دام يفرض ذاتة هو المسيطر . وأن اقطع أشواطا كبيرة في المجالات الثقافيه فالساحة موجوده فما عليَّ الى أن أسير قدماً
س :- في حياة كل منا لحظات لا تنسى ، فما هي أهم اللحظات في حياة ناديا رحال والتي لا تنساها؟
اللحظات التي لا تنسى تاريخ الحربالواقع المرير والثورة والإحتلال والجوع والمعاناة والشوق الهائج للتحرير .نعم لا كان قبلها قضيََّه ولن يكون بعدها قضيَّة بوجودالمناضلين والثوار والقادة
ٍس:- ما رأيك بالحركة النقدية عربياً؟
الحركه النقديه عربياً موجوده بالنسبة للآخرين دون التحكم والتهجم إما أنا لا ضد ولا مع أحترم حرية التعبير وإحترام الرأي والرأي الآخر بمعنى آخر أفتح كل نافذه قي كل صعد الحياة بين الجمهور والكتابة
س:- هل تعتقدين إن المبدع أصبح محظوظا في عصر تعدد النشر؟ولماذا؟
ليس المبدع وحده محظوظا في عصر تعدد وسائل النشر ولا وحده الحلم الحديث الذي نقلنا إلى العالم الآخر لو تهيأت الفرص لنا فهوية المبدع تربتبط ارتباطاً متينا بمنتوجه الفكري مما يجعل هذا العالم محظوظا به بعيدا عن الإضطرابات والإبتكارات التنكنولوجيه وفوضى الكتابه
وهذا هو رابط صفحتي علي الفيسبوك للتواصل معي :-
https://www.facebook.com/nadia.rammal.5
س:- قبل أن نختتم هذا الحوار, وبكلمات قليلة, ما الذي يمكن أن تكتبه في نهاية الحوار ؟
في نهاية هذا الحوار..احب اولا ان اتقدم بالشكر الي الاديب المصري الاستاذ صابر حجازى الذى ادار الحوار بشكل رائع ..كما أشكركم كثيراً وأتمنى ان نكون مثل جبال وطني شامخين وأقوياء ومثل أزهار وأنهار وأحجار وأشجار وطني نبتسم مع الليل ومع النهار وألاََّ نطعن من الظهر ونقتل من لا من الامام والخلف للوصول إلى مرحلة متقدمة من مراحل الوجود العميق كالمحبة الذي انعمها الله علينا داخل قلوبنا
————
*
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
-عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية –
-بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.
-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية
-كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.
– ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة
-الصفحه الادبية