نقل لي اليوم صديق عن مكالمة هاتفية بينه وبين اهله في العراق ، نقلوا له انهم ذهبوا للسلام و للقاء المالكي عند ريارته لمدينتهم الحلة ومكتب المفوضية هناك ، فنقل مرافق المالكي له بان اشخاص من الحزب الشيوعي جاوا للسلام عليه ، فلاقاهم الرجل بالترحاب وبكلمة جميلة و اعتراف اجمل ، حين قال لهم المالكي ، (( اهلا باصحاب الايادي البيضاء ، ان حميد مجيد موسى انزه عضو في البرلمان العراقي )). وهذه لعمري لشهادة يعتز بها قائلها و المستمع لها على السواء ، ولم تحدث من قبل في كل التاريخ العراقي الحديث . لانها نابعة من القلب بين الاشخاص الوطنين العراقين الاقحاح و بين المخلصين الحقيقيين على سلامة العراق و على بنائه و تطويره لمصلحة هذا الشعب المتعب . هذا هو تقارب ابناء العراق بالرغم من اختلاف الاراء و بالرغم من اختلاف المناهج و السياسات .
ثم يتسائل البعض من لم يفقه سبب شعبية الرجل بين العراقيين على اختلاف مذاهبهم و قومياتهم ، يتسائل لماذا كل هذه الشعبية ؟ و يحيدها زورا الى الخوف من الدكتاتورية . وكان الدكتاتورية تولد بهكذا بساطة و ان الدكتاتورية قد تتلبس كل الناس بالرغم من تربيته و ثقافته . . وكأن الدكتاتورية هي مصير كل الحكام في العالم ابتداء من توني بلير و بوش و كلنتن و شيراك و كولل وثاتجر ونهاية كل حكام الارض المنتخبون من شعوبهم ، انه البعبع الذي يخيف به اصحاب الاهواء التصلطية انفسهم قبل الن يخيفوا الناس . و اعجب من هذا كله ان ينعته بهذه الصفة من هو على رأس قائمته منذ ثيلاثون عاما و من تفرق و انفصل عن كتلته من اتحد معه في الانتخابات السابقة لانفرادره بالسلطة . و ينعته بها من جاءوا وريثين لابابائهم . مثلما تولد ارادة الشعب في الانتخابات تولد كذلك مهازل بعض الناس الذين اتت بهم الاقدار و الفرص الخارجية ليكونوا رجال سياسة في العراق .
فلقد اثبت هذا الشعب و كما توقع كل المخلصين له ، انه شعب ذو ارادة صلبه لو اتيح له المجال و انه يأنف من اموال الحرام و شراء الذمم . اقول هذا ممازحا بعد ان سمعت السيد الشاب عمار الحكيم يشتكي و على ( قناة الجزيرة ) بان الانتخابات و الاصوات قد بيعت باموال من الخارج ؟؟؟ . جمد نخاعي حينها و انا استمع لهذا الكلام من من وزعوا الاموال و بصورة بشعة كيف لا يستحي منها حتي من باع ضميره وسار في طريق غير طريق الحقيقة و سار في طريق مملوء بهذه السذاجة . هل يستحق هذا الانسان ان يكون قائدا لهذا الشعب ؟ شعب الانتخابات ؟
عبر العراق الى صوب الامان و تعلم الشعب العراقي ان يقول كلمته بكل وقار و علو جناب . و سيتكلم العالم اكثر و بمرور الايام عن هذا العرس الانتخابي الجميل .
عبد الصاحب الناصر – مهندس معماري / لندن