انقطاع خارج عن ارادتنا، فالظروف التي نمر بها تجرى (بما لا تشتهي السفن) لكننا آلينا على أنفسن ان نعود ثانية، الى بصرياثا والى الزملاء الاصدقاء الذين وقفوا معنا طيلة السنوات الإثني عشر التي مضت، نعود اليكم لنخدمكم فهذه المجلة ما وجدت الا لخدمة القلم، والقلم الحر على وجه الخصوص، هناك كثير من المنغصات التي حالت بيننا وبين الاستمرار خلال ما مضى من أيام، وكعادتنا بعد انقطاع نعود باكثر همة مأتزرين باصرار المحبة الذي هو أكبر من كل شيء..
لا أخفيكم سرا فأنا شخصيا أعاني من هذا الواقع المؤلم، خلال فترة اعتكافي وانقطاعي عنكم كنت اعيد النظر بعلاقاتي وروابطي وانتسابي الى بعض النقابات والاتحادات ووجدت في آخر المطاف أن الواقع مر، والثقافة تنحدر ولا أريد ان اكون جزءا او واحدا من المطبلين للطارئين وسقط المتاع..العراق بلد الثقافة، صار بين ليلة وضحاها بلد الأميين الذين تضعهم المؤسسات في المقدمة، بلد الجهلاء بعدما غيب العقلاء، لهذا اتخذت قرارا في الاعتكاف بمنزلي ولم ألتق بأحد، ابتعدت عن كل ما يربطني بالخارج (خارج المنزل طبعا) لا هاتف ولا فيسبوك ولا واتساب ولا..ولا.. أوقفت كل شيء وقضيت الوقت أقرأ وأكتب لنفسي، أكملت روايتي الثالثة والرابعة أنهيت جزءا منها، عدد من المسرحيات وضعتها في أدراجي..هذا كل ما حدث!
تصوروا، حتى باسوورد الموقع ضاع مني، وكلما اردت الدخول اتوقف، وبعد جهد جهيد وبالصدفة حصلت عليه في واحدة من ملفاتي الكثيرة، وها آنذ اعود اليكم معتذرا عن الانقطاع..
شكرا لكم، واعتذر ثانية لأني لم افتح البريد الالكتروني منذ زمن واليوم فتحته ووجدت عددا لا يستهان به من الرسائل، فانا بحاجة الى وقت لقراءتها ونشر ما يمكن نشره مستثنيا الأخبار التي صارت قديمة.
تحية لكم اسرة بصرياثا، ربيع دائم عليكم ان شاء الله.
—