ثامر الحلي
كربوَةِ رملٍ أسهَدَ ركامها المقلتينِ
تَواتَرَ الحنين حول سنين العمرِ
فَمنذ أعوام وأنا أرجأ ذاك اللقاء
الماكث بينَ ثنايا الروح
وَ الماثل للخيالِ كهالةِ ضوءٍ
هَمَّ البال يشكو النصيب
من فجعِ الحال وَ نفاذ الصبر
فــَ بعثرةِ الوقتِ وأن طالت ..
لَم تثنِ الوجد أن يَتعلّقَ بأهداب الليل
حتى يَنجلي الصديد من ذاكرةٍ أسقَمَها الماضي
فكلّ ندبة أحملها تروي مسيرة عمر
بملامحٍ أشبه بتضاريس الأرض
وَفي لحظاتِ الهجرِ ..
وَقفت على كمّ ٍ من الآهات
تحيط بها دفاتر الذكريات
فَــ كانت هواجس الفقد تغزو الخيال ..
كأشباحٍ تحول بيني وبين السناء
نفضْتُ عن كاهلي غبار الهموم وَتعمّدت النسيان ..
حتّى تَخطّيت آخر الأحزان
وَ قرّرت الارتقاء .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
وَحينَ الموعدِ ..
تجلّى الأصيل بعنفوانٍ
وَتَغنّجَ لرونقهِ الفؤاد
فمابينَ تعلّق بسطوةِ قمرٍ ..
وَ حنين لاِشراقةِ شمسٍ بعد أفول ..
أينَعَتْ براعم الفرح بذاكرةِ الوجدِ
لتسمق كأشجارِ الصنوبرِ
داليَتها النجوم ..
وَمدادها تناهيد الروح
شدَّني الشوق لارتقاء الأفق
وَشَرعَ النسيم يخالج الحواس
حتّى تملَّكتني الجرأة ..
فارتَقَيت..
لَم يَكن يماثلَ تَطلُّعي غير ذاكَ السكون
وَسريرة من رامَ الهجرِ بعدَ أن رَوّضَهُ الكَبت
فـَـ َتحتَ هالة القمر ..
تزفر الخطى أنفاساً مقيّدة
قايَضَتها الأجواء بأنفاسٍ عذبة
أريجها الآس وَ حفيف صفصاف بابلي
يرفرف بأغصانهِ لرياح النشوة
قد أثملَ حفيفه الخيال ..
فَــ بقيتُ وَتلكَ اللحظات كإمبراطور
في مملكةٍ فريدة
تحفّها تباشير الأمل
وميلادٌ جديد معَ حلول الفجر
فَـَ إلى ذلكَ الصباح ..
سَيبزغ نور اليوم الأوّل من ذاكرة الهجر