يعلوا من حولنا صراخ السياسين لكي لا نسمع غيرهم ، لكن صوت الانسانية يختلف عن كل الاصوات و يمكن سماعه من بين كل لغطهم الذي يدفن كل الاشياء الحقيقة الاخرى، ان صوت الانسان حتى وان لا يصرخ ، حتى وان كانت مجرد همسة ، حتى وان كانت اوطىء الهمسات ، نسمعها تعلوا على كل صراخهم و ذلك عندما تهمس بالحقيقة . وليس للحقيقة الا شكل واحد و ليس للحق الا صاحبها الانسان .
ما الفرق بين اطفال العراق اليوم ( الان ) و بين اطفال رواية جارلس دكنس ( Oliver Twist) في القرن التاسع عشر ؟ لا تصعب المقارنة لعدم وجودها .
استورث السياسيون العراقيون العراق بطريقة او اخرى وكانهم قدر العراق و تقاسموا الغنيمة و المناصب و السلطة باسماء متعددة و شعرات ملونة كاعلام مسيرة الحسين . كان لهذا الشعب يوم ما امل على شكل حلم فسرقوه قبل ان يرى النور . من اين اتى مقتدى الصدر ؟ من هو مموله او مرشده كي يتحكم بامور العراق بهذا الشكل . لا تهمني رسائل بعض الاصدقاء عن الظلم الذي حط على شعب التيار الصدري لاني لا اتكلم عن هذه الجموع بل اقف معها لكني اتكلم عن من سرق من هذه الجموع احلام اطفالها ، اي عن قيادة هذا التيار . من اين اتى بهاء الاعرجي و لنا في مقاومة صدام اكثر من خمسون عاما و لم نسمع بهذا الرجل . من اين اتى الحق لعمار الحكيم ليتصرف كملك على العراق وهو لم يناضل يوما واحد في حياته و لا نعرف عن تعليمه او ثقافته ، كيف يسعى عمار الحكيم لمغالطة مفهوم الديمقراطية و قد هاجرنا لبلدانها منذ السبعينات ، حين ينتقد و بشدة دولة القانون لانهم يقدمون مرشح واحد للمنصب رئيس الوزراء ؟ كيف يفسر لي هذا الرجل حين يطالب بان يتبني القانون ثلاث مرشخين و ليس واحد و ينتقدها من منطق ديمقراطي ، ماذا يفقه هذا الرجل عن الديمقراطية وهو من عاش اكثر عمره في ايران معزز مكرم و نعرف عنه و عن جماعة والده الكثير الا ان الحياء لن يسمح لنا باكثر من هذا . لكن هذا لا يعني اننا سنستسلم باراء الجهلاء . باي يحق يعين رئيس الجمهورية السيد فخري كريم ممثلا له و يشاركه في جميع لقاءاته مع كل الروساء و السفراء و هو غير منتخب بل مطلوب من الشعب العراقي لاعمال غير اخلاقية ؟ كما عين السيد جلال نوري عبد الرزاق مستشار له وهو في القاهرة منذ ما قبل التاريخ البشري . ما هو نفع نوري لجلال من هكذا البعد . ونعود الى السيد فخري الذي نعرفه و يعرفه كل من قاوم الطغات و نعرف نحن عن هذا الرجل الكثير الكثير و يعرف السيد جلال ربما اكثر مني عن تاريخه . ربما سيقاضيني السيد فخري في محاكم و انا مستعد لها ، واعرفه بنفسي و بانني بريطانية الجنسية من اصل عراقي و اعيش في بريطانيا و في جمهورية الجيك على السواء وله اصدقاء في تلك البلدان يعرفونني و سيعرف من ينشر هذا المقال عنواني البريدي ، ليقول لنا السيد فخري عن حقيقة مؤسسة المدى و كيف استولا عليها في بيروت من اموال الحزب الشيوعي العراقي الذي كان في امس الحاجة الى اي دولار يتبرع به الاعضاء . ليس هولاء هم مصير هذا الشعب بل املي عليه من قبل من سرقوا منه الحلم العظيم في ان يعيش يوما ما في امان و سلام . باي حق يتذبذب رئيس الجمهورية و يتخاذل للرؤساء العرب باسم العراق ، لم لا تكف عن هذا التلون يا سيد جلال و انت في وضع مالي لم تحلم به في يوم ما و انت في عمر بعد السبعين و نعرف تاريخ اعمالك كما نعرف تاريخ علاوي و( الدكتور ) عبد المهدي . من ذبح في ليلة مظلمة اكثر من ثمانون من الانصار الشيوعيون في كردستان و ذبوحوهم كما تذبح الشاة وهم من ائتمنوكم وجاروا بكم من ظلم صدام ؟
يمكن الكتابة عن كثير من السياسين العراقين الذين تعاونوا في سرقة حلم هذا الشعب المغلوب على امره و ستاتي الايام التي سنقول كل ما نعرف عن تاريخ هولاء .
من صنع من الطفل حيدر الملا رجل يتفوه بالسياسة وهو لا يفقه عشرها . كيف يتهم الحكومة العراقية وهي مازالت تتكون من ائتلاف كل القوى فيتهمها بهذه الصفاقة بسرقة المليارات و انها لم تبني و لا شارع او رصيف . لم لا ينبهه علاوي عن هذا المستوى المتدني من التصريحات التي لا تملك عشر الحقيقة . كيف يصرح فلاح الشيخ وهو من نفس مكون حيدر حين اعترف على العراقية بان البرلمان العراقي قد جمد كل اعمال السيد المالكي وحددوا خطاه و لم يدعوه ليكمل مسير البناء فياتي حيدر و يتهم الحكومة بالسرقة ما هذا التضاد في الاراء . ليسوا هولاء من يمثل هذا الشعب . انهم جاءوا في ليلة مظلمة و في غفلة من التاريخ من اجل المناصب و تقاسم السلطة و تقاسم الغنائم بالتالي . ساكتب كل ما اعرف عن هولاء الطغاة الجدد ، لانني لا اتمكن من روية هذا الذل و هذا الفقر و هذه الحالة المزرية للناس البسطاء . و لن اتمكن من السكوت بعد اليوم وهم يتسابقون وراء المنصب الاعظم و وراء تقاسم السلطة باسم الديمقراطية . و سيكتب كتاب اصلاء افقه و امكن و اكثر مقدرة مني عن الموضوع و باساليب تختلف عني . الا انني لست بكاتب او محلل او اديب وانما يعصر قلبي الاسى ان ارى هولاء يتقاسمون ارزاق الفقراء من اهلي .
و يتسائل كثير من الناس . لماذا اقف مع السيد المالكي . فتطور جوابي من مراقبة اعمال و تصريحات هولاء انفسهم و كيف يقذفون بكل التهم ضد الرجل فاستنتج ان هذا الانسان هو من يحتاج العراق لانه انبلهم و اشرفهم و لو وجدوا عليه ( لا سماح الله) زلة لفتكوا به و من هذا يزداد ايماني بصدق الرجل المحاصر من كل الجهات و بالاخص عندما اقارن مواقفه اليوم بموقف المرحوم عبد الكريم قاسم و كيف حاربه الكل و من كل الجهات .
لننظر عن قرب بماذا يتهمه الاخرون . يتصرف السيد عمار كملك متوج على العراق و يتصرف وهو غير منتخب من الشعب و يتدخل في امور تشكيل الحكومة العراقية و اختيار رئيسها . اتمنى من السيد عمار او من احد مساعديه ان يشرح لي عن الفقرة الدستورية التي ينطلق منها او يستند اليها ، واعرف بان الجواب سيكون لانه رئيس كتلة نيابية لكنه لن يتمكن من تبرير كيف بمقدوره ان يرفض المالكي كرئيس للوزراء و قد انتخبة اكثر من سبعمئة ناخب بغدادي و لم تنتخب عمار ولا حتى السيد ميسون الدملوجي . ليشرح لي السيد فخري عن الفقرة القانونية التي استند اليها السيد جلال بتعينه ممثل له في هذه الايام بالذات بين فترتين انتخابيتين و هل استشار السيد جلال او تدانش مع بعض السياسين العراقين قبل ان يتخذ هذه الخطوة المكلفة . من سيدفع رواتب السيد فخري كريم . واعرف كذلك ان السيد فخري سيتملص من هذه الورطة كما تخلص من كثير من الورطات في السابق وسلم من اطلاقة النار عليه من بعض الفلصطينين في بيروت و عن الاسباب لذلك الحدث .
ليست هذه مقالة سياسية لاني لا اعدي السياسة و لا ادعي الكتابة ولم اكن يوما من الايام قريب من الادب او من اللغة العربية . وانما اكتب عن مرارة ما يمر به الشعب العراقي ، وربما سوف لن تنشر و سينصحني كثير من الناس ( انت شلك بيه ) و لكن اعود و اقول من سيقف اذا مع هذا الشعب الذي نراه على القنواة الفضائية و يضنينا الاسى للحالة الصحية و النفسية من ملابسهم الرثة المؤسفة و نتحصر متى ياتي اليوم الذي سينعم بالهدوء ، انضروا الى النساء و الاطفال و الرجال من الشارع العراقي لتروا على وجوههم البؤس و الفقر و الحرمان وهم يتطلعون الى اليوم الذي سينصفون .
كل ما ارى هذا البؤس على وجوه العراقيين اتذكر ( اين حقي ) للشاعر ابو ناظم و اتصور الحصرة التي اثقلت عليه احاسيسه ليكتب تلك القصيدة .
لقد عادوا السادة في المجلس الاعلا السيد المالكي بعد ثلاثة اشهر من تسلمه السلطة و هذا من اقوالهم لنا عندما كانوا يتصورون باننا من موازريهم ، و لم يخففوا من هذا العداء و لا يوم واحد . لكنهم مازالوا يتكلمون باسم شيعة العراق بدون حق او جهد او استحقاق . و من شيعة العراق رجال لهم من العلم ما لم يدرسه عمال في ثانوية ايرانية .
لا ، ليس الاستعمار و لا تدخل دول الجوار و لا المصالح الدولية او رؤس الاموال الاجنبية فقط . بل نحن من يسمح لكل هولا بالتدخل في شؤننا من اجل المنصب الذي يلهثوا ورائه الى السلطة و التي ستوصلهم للنهب و السرقة باسم الديمقراطية .
كل ما اتمنى ان لا نخسر السيد المالكي كما خسرنا المرحوم قاسم في السابق . لان السيد المالكي محاصر من كل الجهات كما حاصر البعث و كل الباقين قاسم من قبل . وان لا نتعود البكاء بعد فوات الاوان للمرة الثانية .
ليصفني بالمنافق من يشاء و ليكتب عني من يرغب لاني اسمع صوت الحقيقة وان كان همسا .
عبد الصاحب الناصر – مهندس معماري / لندن – براغ