قدم المجموعة الشاعر أسعد الجبوري قائلا ( يحاول الشاعر خالد بن صالح إختراق الذاكرة بشفرة شعرية تميل إلى شق التربة المتجمدة للّغة بنوع من الإقتحام ليرفع الكلمات من مقام العادي إلى مقام التحليق المثقل بالمبتكرات ، وهو مايجعل من المعاني توليفات قادمة من لغة ناضجة تملك أكثر من سياق وأكثر من مسار داخل النص .
شعرية خالد بن صالح عمل جنائي في الحب قبل أن يكون كتابة في تأليف نص لغوي . فالتجريب بصيد المفردات من أبعادها الداخلية ، يكشف لنا عن حوض فوّار لمعادن مختلفة ، يكمن في أعماق تربته الخضراء . إنه شاعر يصوغ من النساء نصوصاً . ومن بهرجة الأحداث اليومية منازل شعرية بجدران يمكن تخيّلها بألواح من زجاج . ….)
وعلى الغلاف الأخير كتب زياد عبد الله ( خالد بن صالح يهرب ألى الأمام ، إلى مايعيشه ، إلى مايتوق أن يعيشه ، يلتقط مايسقط سهواً وعنوةً من حياته وحياتنا ، لكن انتبهوا هنالك سمكة خلعت كعبها العالي ، ولسان عند مفترق شهوات وقد يقفز من الكتاب الذي بين أيديكم ملاك يضع قبعة .
قصائد جائت (اوكسجي ) وهي تلاحق ذلك الهواء المغاير ، وبقي خالد بن صالح يجرب إلى أن استقر على أنفاسه الجميلة هذه … لننتظر المزيد أيها الرفاق ، لأنه منحاز للجمال والتجريب ولايركن إلى هواء مستعمل )
فيما أضاف عماد فؤد على الغلاف الأخير أيضا ( يستطيع خالد بن صالح بنزق الشاعر وفطنته أن يقولها لنا بصراحة (الصورة ليست كل الشعر ) ، ولأنها كذلك فعلا ، تطالعنا نصوص هذه المجموعة الأولى له ، وهي تحمل في رحمها أجنّة عديدة ، ثمة أصوات منشغلة بالبحث الدؤوب عن الشعر في التفاصيل والأشياء والأفكار والعلائق ثمة بحث مستمر عمّا هو شعري فيما ليس بشعر . من أين يجيء الشعر؟! .. خالد بن صالح يحاول في هذه المجموعة الصغيرة أن يمنحنا إجابة )
ومن أجواء المجموعة :
تحية إلى المتنبي ..
خمركَ صاحيةٌ يا صديقي
واجتيازُ عتبة السؤال مغامرة كسيحة.
ترتبُ بقايا سجائرك في مطفأةٍ زجاجية
ويبقى كتابُ كونديرا مغلقاً على عنوانه في مكان آخر
وهذه الاحتفالاتُ الصغيرةُ بنهايةِ العمر
أحزانُك حثيثة،
حلمك الآن مواربٌ..
وكأسُكَ وحدها ممتلئة.
كأن الموتَ بوسعك دائماً، تفاحة تبتسمُ لسكين
والعابرون على ظلك المُلقى في الطريقِ العام
لا يلتفتون لعبارة : أنا الذي. .
ولا يلوحون ـ مبتسمين ـ بأياديهم المستعجلة
ظلُّك لم يعد يلازم انعكاس الضوء الآفل خلف حكاياك
ومن رأسك تَطردُ آلهةً، وتتركُ غيمة بنفسجية
عليك بعد حين، سيهبط المساء.
يا صديقي لا تنظر في المرآة كي لا تراني
وتغيّر تسربات الحروفِ بين شقوق الكلام
رمّم جسدكَ قليلا..
واغرس في دمك حديقةً لتنجب امرأة ..
أو داعب مؤخرة الزمن بعود سفرجلٍ لتذوب أفكارك
كحبة أسبرين.
أوراقك المتساقطة من شجرة عرجاء
تُبيح لك نساء يشبهن لحظة تغيب كشمس
ما عاد القمر وجها لخولة
أو تفتقت جراحنا وروداً لبغداد أو كلمات
تعال، فلا أحد يعرفنا هنا..
وربما الحياةُ هي. .
كما قال الشاعر،
سلم بقاياك لريحٍ تهزها إلى آخر الدنيا
وأغمض عينيك لينامَ جنونك بسلام
وتلتئم تصدعاتٌ للتّو بانت على جبين القصيدة )
وجدير بالذكر ان الشاعر خالد بن صالح له رواية قيد الطبع ومجموعة شعرية جديدة قيد الإنجاز ويشتغل على معرضه التشكيلي بلوحات لاتختلف كثيرا عن قصائده بماتحمله من عالم غرائبي يعكس فوضوية الواقع بنظرة فنية متفردة شعرا وتشكيلا .
rasha200020@yahoo.com