قبل سنتين كنتُ في مانيلا ( عاصمة الفلبين) وقد خرج رئيسها على التلفاز ليشحذ همم الجنس لا كما رؤساءنا وخطبهم في البطش وساحات الوغى ، بل هذا الرجل الرئيس أراد أن يعطي الدفق والتنشيط للحب . إذ قال : (ياشعبي الفلبيني العظيم ، أوصيكم أن تمارسوا الجنس بدونِ واقٍ ذكري ولاتخافوا الأيدز ، لأن هذا يفقد المتعة الحقيقية للرغبة التي خلقتها لنا الطبيعة والتي هي أترف من جميع رغباتنا . كما وأنّ ممارسة الجنس بالكندوم تعني مثل أكل الشوكولاتة وهي مغلّفة بورقها السيلوفان) . هذا ماقاله رئيس الحب والسياسة معا ً. أما ماقاله أصحاب الطرابيش بحق شعبنا في مهرجان بابل الدولي ( لاللغناء والرقص ، لأن هذا حرام وسيدخلنا الجحيم) .أين أنتم ياسادة من حضارة اليوم والتوازن بين اللوغوس والأيروس ( العقل والجنس) . أنتم ياسادة على خلاف ماقالهُ الرئيس الفلبيني ، لكي تتجنبوا الأيدز القادم من زيجاتِ ماملكت . أما فقراء القوم فلهم قوت البكاء والإستمناء وتأبط شرّا. لو تعرف شعوبنا أنّ الدنمارك منعت عرض الأفلام الهندية في صالات السينما منذ عام1991 لأنّ السيناريو محمّلٌ بالبكاء والحزن والجوع ، ولهذا نرى اليوم الدنمارك على مدار خمسة وعشرين عاماً يحصد جائزة أسعد شعوب العالم في المرتبة الأولى أو الثانية . ومن هنا نعرف مربط أباطيلكم الذي رسمتموه بتخطيط الدهاة المتربصين فالمرء لو تعلّم دزينة من اللغات فلغة الدمع هي الأسهل والأكثر تأثيراً على المغفلين وما أكثرهم هذه الأيام .
—–
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي