يسر مجلة بصرياثا الثقافية الأدبية أن تجمع بعض الشذرات للكاتب الكبير الاستاذ محمد صالح عبد الرضا والمنشورة في صفحته الشخصية بموقع (فيسبوك) لما لها من قيمة أدبية ابداعية كتبت بصيغة وصايا واشارات ومواقف فيما يخص الشعر والنقد، ولأهميّة تلك التي اطلقنا عليها عنوان (شذرات) لأنها تعبّر عن رؤية الكاتب في المجال الجمالي الابداعي ننشرها لقرائنا من أجل الاستفادة.
بصرياثا
——-
* القصيدة المتوهجة هي غرس روح الشاعر الوامضة وانتفاضات قلبه تتجمع فيها اخفى خوالجه وروح الشياء واللغة الباهرة.
* حين أقرأ قصيدة محكمة السبك لشخص أعرفه فقيرا في اللغة والعروض أو مقالة رصينة في نقد الشعر أكون على يقين أنه يشفط أو أنه من أنبياء الدب الذين يوحى اليهم!!!
*القصيدة ذات الجمال الباذخ كالنبع الصافي تدل على اقبال شاعرها على الحياة وروحية ذات حيوية توقظ ضميره وفكره.
* للشعر خصوصية بيئية تحمل روح التربة والوطن والشاعر ابن بيئته يرى معاصروه في شعره أنفسهم وهمومهم وتطلعاتهم.
* المعاني الفنية الواضحة غالبا ما تنطوي على مرام شديدة الاختفاء ما وراء سطور القصيدة والناقد الذكي يتوغل اليها.
* حين تجف الطاقة التعبيرية في أيّة قصيدة تصاب بفقر الدم وضعف الايحاء فلا يحس القارئ بأي توتر تجربة فيها.
* حين تضيق آفاق الرؤية أمام الشاعر تصدر عنه قصيدة لا تتوفر فيها أسس بنائية أو خصائص فنيّة.
* القصيدة التي تزخرف الألفاظ وتهمل الجوهر الانساني ولا تعطي للمحة عمقا تصبح نظما على القدر المقصود.
* قصيدة السهل الممتنع من أرشق القصائد تحس فيها بسجيّة تغترف من الحياة اليوميّة باسلوب جزل رشيق.
* من يقرأ قصيدة واقعية مميزة يقرأ صورا حيّة عاشت في قلب شاعرها وخرجت الى الحياة فيها صدق التعبير وصدق الفن.
* التراث الشعري العربي كتبت اسفاره لتحتل خزائن الكتب وقد أحسن الزمن حين تلمسنا في بعضها صدى ابداعياً طاغياً.
* القصيدة المتوهجة هي غرس روح الشاعر الوامضة وانتفاضات قلبه تتجمع فيها اخفى خوالجه وروح الاشياء واللغة الباهرة.
* القصيدة الناجحة تقدم رسما واضحا تؤديه وللقارئ الذكي أن يتأمل ويستبطن مناحي التأثر والتأثير ويدرك أغوارها.
* في القصيدة المعاصرة لابد من التقاء الكلمة وروح العصر بعيدا عن البلاغة الجاهزة وبما يعطيها حيويتها.
* ترد أحيانا قصيدة لا يدري القارئ ما يفهم منها وكل قارئ يتفرد بفهم خاص لما تثير من تأويلات متباينة.
* الناقد المتمرس يفهم فلسفة القصيدة واسرارها ومقوماتها الرصينة حق التفهم لفرز انساقها ويقدم دقائق التأويل.
* بعض المتثاقفين من يرى نفسه أكبر من حجمه ويفضحه كلامه دون العادي وتلك مصيبة.
* نصح شاعر اغريقي قديم شعراء عصره ((ابذروا البذر باليد لا بالزنبيل)) وكأنه يقول: لا تراكموا الصور في جملة واحدة.
* اقرأ ثلاثة أشهر لتكتب ثلاثة أيام (من وصية ديهاميل لولده)
* من يقول ان القصيدة الجديدة كلمات جافة متراكمة لم يقرأ قصائد متميزة ببناء مبدع وايحاءات عميقة.
* الخصيصة التي ينفرد بها أي شاعر كبير هي البراعة في تقنية القصيدة كعلامة فارقة تكشف أسرار جماليتها.
* القصيدة الناجحة لا تصدر الا من شاعر ينجذب اليها عن وعي بها وتفهّم لخصائصها الفنيّة وهذا لا بد مما ليس منه بد.
* القصيدة الناجحة لها تقنياتها الفنيّة ومعاييرها الجمالية والموضوعية ومن أهم اسباب نجاحها ان تتحاشى الحشو.
* قال لنا معلمونا في المجال الأدبي والصحفي: لا تتسرعوا في الكتابة، طالعوا جيدا حتى ولو في عشر سنين وتمكنوا من مهارات أدبية وصحفية ثم اكتبو ( معادلة مقلوبة في أغلب هذا الجيل).
* لا تستطيع أية كتابة أدبية عن أي شاعر أو ظاهرة من ظواهر الأدب أن ترقى الى منزلة التأليف الحقيقي في كتاب، ما لم تكشف عن قدرة استقرائية تحليلية وفاعلية في التعبير عن التجربة وخفاياها وما تجسد من هواجس وأفكار، ولا يتحقق ذلك الا بمعرفة نقدية أساسها الفهم اللغوي والبلاغي والاسلوبي والايقاعي الذي هو حصاد موهبة خلاقة وقراءات معمقة وطويلة الزمن في هذا الميدان.
* ناقد الشعر المتمرس حين يتصف بالعمق والدقة يتضح انصافه من دون اسفاف او ركاكة.
* القصيدة الناجحة اقدر على التصوير والاثارة وذات بناء متماسك الاجزاء والاطراف في وحدة مستقلة بذاتها.
* الانعكاس الانفعالي في الابداع الشعري نوع من فيض انساني ولعل هذا ما اشار اليه برغسون (الشعر انفعال مبدع).
* للشاعر الحقيقي رسالة زاخرة بالعواطف الانسانية والقيم الوطنية والأدبية السامية التي نحن أحوج اليها.
* الناقد الحاذق يكفيه من القصيدة جوهرها وحركة نموها ليكشف خيوط نسيجها ويقدر صدقها الفني ومستواها.
* القصيدة حين تتجرد من شكلها الفني تصبح محنطة هرمة سجينة الجدب ومنعزلة عن الحقيقة العميقة للإنسان والحياة.
* الجرأة والاصالة ترفدان القصيدة بثروة ذوقية كبيرة ومن دونهما تكون القصيدة وعاء من خشب وتخلو من أي تدفّق وجداني.
* لا أحد يستطيع نقد الشعر ما لم يمتلك ذائقة جمالية تعينها أربعة علوم: اللغة والبلاغة والعروض ومناهج نقد الشعر.
* في النقد الرصين يتجلى تحليل ما يقع في اللاوعي ومعانقة التجربة الشعرية واكتشاف ابعادها والحلول فيها.
* يعجبني الناقد الذي يفهم ان كل قصيدة حب حقيقي هي قصيدة تقدمية تقدم مذاقا جديدا للحياة.
* القصيدة المتميزة هي نتاج براعة تقنية وابداع في الشكل والمضمون في اسلوب شعري موهوب يلازم رسالة الشعر الجديد.
* لا يجوز اطلاق حكم عام على شعرنا اليوم بأنه يعيد زخرف الشعر القديم وهو جسد لم تستقر فيه روح.
* كلما تخلصت القصيدة العمودية من التعابير الجاهزة او المفردات التي تفرضها القافية كانت أقرب الى النجاح.
* ثمة مسافة واضحة بين قصيدة فنتازية مسرفة بالترميز ذات لغز ومعميات وقصيدة شفافة تنضح ايحاء وانسانية.
* القصيدة العمودية في اطار الكلاسيكية الجديدة استطاعت ان تتخلص من الصبغ البديعي وتستعيد الديباجة الناصعة.
* تشكيل القصيدة الجديدة على وفق نظرة مركزة للغة في صياغة مبتكرة يجعلها عصية على الابتذال.
* توثيق الصلة بين الشعر والفنون الجميلة وتجاوز أفق المحسوس الى ما وراء الحس يعطي القصيدة بعدا ايحائيا مميزا.
* وحدة القصيدة والانسجام بين ألفاظها والحس الذي تعبر عنه وتوليد الصور بقوة ايحائية يساهم في انجاح القصيدة.
* قدرة الشاعر الحقيقي على التعبير تلتفت الى الموسيقى عروضية كانت او ايقاعا داخليا لتحقق احساس المتلقي بالشعرية.
* القصيدة الحديثة هي التي تتسع لكلمة الحداثة في وثبتها التي خلصت الشعر من شوائب الضعف والركة والصنعة اللفظية.
* النقد الناضج ينفذ الى جوهر النص ويدرك حقيقته الجمالية، وكيف تتحرك فيه الرؤية.
* التقليد في الشعر يضعف القصيدة ويوقعها في سطحية التجربة ولا يعطيها أية قيمة اضافية أو دلالة جمالية.
* ما تقره هندسة الذوق في التجديد الشعري، ان يرسل الشاعر لحنا منفردا.
* بين ما يتحدث بعضهم وما ينشرونه من نتاج أدبي مسافة تتيح كثيرا من الشكوك.
* من مهارات الشاعر المقتدر ان تتفاعل قصيدته تفاعلا انسانيا عميقا مع قضايا الانسان برؤيا صادقة تنطلق من وعي تجربته.
* حداثة الشاعر الماهر تكمن في مغامراته باتجاه اكتشاف خرائط جديدة للشعر، ليحتل موقعه في مملكة الشعر بوصفه انسانا يعاني عصره.
* ليس سهلا أن يحقق الشاعر انجازات باهرة فهي تنبثق من قلب المعاناة ليكون شاعرها إحدى العلامات المهمة في جيله الشعري.
* في الومضة الشعرية ميل الى السهل الممتع احيانا كثيرة وذلك في سياق فني يحافظ على تماسك هيكلها وتأنقه.
* الناقد الحقيقي للشعر لا يتجاوز منطق التفكير الموضوعي والتشخيص العميق ثم لا يمر مرورا عابرا على النص.
* شعرية الكلمة لا تكون الا بمقدار اتساقها مع بناء الجملة الشعرية وبعدها عن المفردات التي اسرف باستخدامها.
* اذا لم يكن لدى الناقد في الولوج الى خبايا التعابير النفسية والفنية في القصيدة لا يصل الى وجدان شاعرها.
* قد تترجم في الومضة الشعرية عبارة عاميّة الى الفصحى مع الحفاظ على مغزاها وايحائها وبساطتها.
* الومضة الشعرية تتشكل من انطباع سريع لحالة تعتمد الادهاش المتصل بتجربة قد تصل الى حدود الحكمة.
* من يعلق باطراء كبير على قصيدة تعتورها اخطاء لغوية وعروضية اما لم يكن قرأها أو قرأها ويجهل تقنيات الشعر.
* ثقافة الناقد الحقيقي للشعر تتضح في قدرته التحليلية وهي من اهم أدواته التي يحسها القارئ وراء قلمه.
* من الخطأ أن يؤول ناقد مضامين نفسية أو فنية في ديوان ما بتعسف ويتجاهل تجارب تخالف ميله الشخصي.
* غاية الكمال في الكتابة الشعرية مسألة شبه مستحيلة مهما بذل الشاعر من جهد في بناء قصيدته واحكام أدواتها الفنية.
* ناقد الشعر ذو النظرة الواسعة يمتلك مفاتيحه التي يفض بها مغاليق القصيدة ولا يبدد طاقته في تخيلات عابرة.
* حين يمزج الشاعر بين ذاته والآخرين تتخذ قصيدته موقفا انسانيا يتبين فيه حبه للحياة وانتماؤه الانساني.
* القصيدة المرتبكة ترد فيها كلمات زائدة وأخرى في غير موضعها كما نجد فيها صياغة قلقة لا روح فيها.
* الشعراء المتمرسون يكتبون قصيدة النثر الناجحة والآخرون يكتبونها باهتة للاستسهال لأنهم تحت خط الشروع الشعري.
* يخطيء بعض نقاد الشعر حين يحكمون على شعرنا المعاصر بمقياس المعجم الشعري القديم من دون النظر الى التجديد.
* الاسلوب المبسّط في كتابة الشعر الذي يفهمه المتعمق في دراسة الأدب وغير المتعمّق شرطه ألا يتجاوز الى السطحيّة.
* حين تقع القصيدة في خطابيّة زائدة تقع في التقريرية وتبتعد عن جماليات الابداع وتصاب بفقر الدم الشعري.
* شعرية الكلمة لا تكون الا بمقدار اتساقها مع بناء الجملة الشعرية وبعدها عن المفردات التي اسرف باستخدامها.
* الناقد الحقيقي للشعر لا يتجاوز منطق التفكير الموضوعي والتشخيص العميق ثم لا يمر مرورا عابرا على النص ورؤاه.
* ناقد الشعر الذكي شديد الحرص على فهم اشد الساليب تعقيدا في اللغة والتعبير عن المعاني بتفصيلاتها.