صيحات تصدح في سماء اللهفة
تطلب إرتواءا لظمأ يشقيها….
تنتفض العروق ترتشف ..قطرة قطرة…
عل ما تجلبه لها يشفيها….
تحتلط المراسم بتاريخ العدم طلبا للمزيد…
والمزيد لا يروي سوي ..قطرة أخيرة .يسقيها…
تتشبث بسراب عارم …يذهب العقل…
سرعان ما تخبو جذوته …ثم يجافيها…
فتلعق شفاها بعد أن جفت … أنهارها…
بلا قطرة تلعقها …سوي دموع مآقيها….
عزف علي طبول خاوية …دقات تتسارع…
بلا نغم يضبط بها إيقاع غائب ..فيها…
تتوالي المراسم و تتغير بلا هدف …
بل إسراع ….وهرولة نحو ذروة الراحة….
والراحة تستهزئ… .فلا راحة تنهيها..
ثم تري الدراما المعهودة تتكرر…
.و تلال ..تهتز …وأصوات رقيقة…
…البحة تضنيها……
ولمسات هي الأسحار بعينها….
تجعل الجياد تتوتر و تتقلص عضلاتها …
وتشرأب رؤوسها ..علي حوافرها…
تقفز علي باغيها…
و تشرع الرماح مشتاقة للطعن…
والغوص في بحور النار تغليها….
و تتكرر الطعنات و آهات الألم ….
وصيحات الحرب والقتال,…تعليها…
ثم يخبوا البركان بعد أن تتفجرحممه….
و تهدأ الرياح كما لو لم تكن من قبل ..
أعاصير أو عواصف تذريها…
أيا دنيا نجري و نلهث نطلب…
ما نظنه حلو فيها….
ما خلق فيك من لذة …إلا قصر عمرها…
وتلوثت سماتها من مضار تثنيها…..
حتي لا تكون الدنيا هي العليا أو فردوسا…
بل تظل هي السفلي أطماع و ضعف البشر…
تجعل ذو العقل ….يزدريها….
د. فتحي البطوطي