(1)
تدري بأنَّ قطـارَ الشوقِ يا حَمَدُ
قد أوقـفَت عمرَهُ الآهـاتُ والنكدُ
وحيـنما مَـرَّ مشـتاقاً إلى بلـدٍ
لم يَحنُ يوماً على أوجاعهِ البلدُ
فعاشَ غربةَ طيرٍ عن شواطئهِ
حتى خبا في المنافي صوتُهُ الغَرِدُ
(والريلُ) مَرَّ غريباً قربَ حارتِهِ
حتى توارىٰ ولم يَسمـعْ بهِ أحـدُ
لا طيبةُ الهيلِ أغرتهُ بطيبتِها
ولا الأحـبّاءُ وافَـوْهُ بمـا وعـدوا
يا ريلُ لا تأتِ ما عادَت مرابعُنا
أُنساً فقد رحلَ الأحبابُ وابتعدوا
صرنا نَحِنُّ لأمسٍ رغمَ قسوتهِ
من فرطِ خشيتِنا مِـمّـا يضمُّ غَـدُ
لم نَنسَ آلامَنا حتىٰ وإنْ قَدُمَت
لـكـنْ تُـهـوِّنُـهـا آلامُـنـا الـجُـدُدُ
آهٍ عليكَ عراقَ الحبِّ كيفَ هَوَت
بكَ المـباهـجُ واستعلىٰ بكَ الكَمَدُ
(2)
جميلتي في قاعة الامتحان
قل للتي عَذَّبَت روحي بغيبتِها
جَفَّت بكـفَـيَّ أزهـارُ المواعيدِ
تمضي إلى الإمتحانِ الصعبِ ناسيةً
أنَّ امتحاني بها هَـمّي وتسهيدي
إن تمتحنْ بالرياضياتِ حائرةً
فإنها حيّرَت فِكرَ ( المگاريدِ )
ياليتَها حينما قد أعربَت جُمَلاً
قد أعربَت عن هوىً في القلبِ موجودِ
قُلْ للتي تعرفُ التأريخَ منذُ بدا
نسيتُ من حُسنِها حتى مواليدي
قل للتي امتحنَت في الدينِ راهبةً
في سحرِ عينَيكِ إثباتٌ لتوحيدي
إن تمحُ ما كتَـبَـتهُ في إجابتِها
فكم محَت صبرَنا بالطرْفِ والجيدِ