1ــ كيف انحدر امرؤ القيس من عاشق إلى مطارد..
حين زارني امرؤ القيس كان الوقت مساء… الشمس بدأت تلملم أشعتها لتمارس هجرتها اليومية، فبدت شعلة نارية أدركتها النهاية ، شرعت تخمد .. تخبو.. تضمحل.. ترحل.. تتلاشى.. تسافر.. كلنا مسافرون بهذه الدنيا ..راحلون .. نواجه المسافات.. الزمن والوطن .. تسافر في المسافات و الزمن والوطن.. أبدا مسافرون يا نفسي .. وأنت يا امرؤ القيس تستكين بأحضان الرقاد تسافر بمفردك بفجوة الانهيار، يمحوك الزمن وينبذك الوطن.. الزمن توقعه نبضات القلب وجلجلة ضحكات عنيزة والرباب.. والوطن تمحوه اللذة موج البحر الليل والرحيل..
حين زارني امرؤ القيس ذاك المساء البعيد، كانت الإذاعة تبث أخبار الانقلاب العسكري الذي أطاح بعرش والده الملك حجرالكندي، المذيع يقرأ البلاغات ، الموسيقى العسكرية الصاخبة تصدح، إذاعات أخرى متفرقة تبث أغاني عاطفية ، وأخبارا متنوعة عن ارتفاع أثمان استهلاكية، واختفاء مواد غذائية أساسية من الأسواق، وارتفاع أسعار النفط والفضة والذهب ، وانهيار قيمة الدولار والأسهم والسندات ، وعن اضرابات ومظاهرات طلابية ..وثورات الفلاحين..واضطرابات واختلافات عقائدية ودينية في آسيا وأوربا.. وانقلابات عشوائية في إفريقيا، وتغيير بعض الدول لرؤسائها بسهولة وبدون بروتوكولات تماما كما يغير الثعبان جلده…
المذيع يقرا، ويردد، ويتفنن في القراءة، ومع كل قراءة يضغط على مخارج الحروف، وبين كل قراءة وقراءة تنبعث الموسيقى العسكرية ، وأنت يا امرؤ القيس بن حجر الكندي تغط في نومك ، لا احد يعكر صمت المكان سوى شخيرك المرتفع الذي يجفل الإبل في مرابدها ، وبندول ساعة الحائط الثابت الذي يشير إلى الزمن ولا يعده..
2 ــ كيف أصبح امرؤ القيس شاعرا ضليلا..
حين علم امرؤ القيس الخبر قال ببرودة أعصاب بالغة: اليوم خمر وغدا أمر.. والحكاية أنني قلت له : قم أيها الشاعر لقد هدك الزمن، وغدر بك القدر، سيفك الظمآن يود الخروج من غمده ومخبئه، جرده من الحرمان والكبت الدموي ، ادخله ذاكرة المجد ،اترك قلبك الحجري يتخثر بين سعف النخيل ، يعلن التمرد على أصنام العشق وهوى الخليلات، فرك عيونه الحمراء وقال ببرودة مستعينا بهزة من كتفيه : اليوم خمر وغدا امر ..فأضحى بطريقة آلية شاعرا ضليلا ..
المذيع يتابع القراءة.. المارشات العسكرية تتواصل بصخب.. الموسيقى دفق حماس، والتغيير حماس.. والحماس نار متأججة تغلي على إثرها الدماء الجارية بشبكة العروق.. وامرؤ القيس حين قال اليوم خمر وغدا أمر..خرج من ذاكرة الوطن غبر صتبور النسيان .. حوصر .. تهاوى .. تلولب ..وحضرموت دخلت ناصية الجراح..
3 ــ كيف أصبح امرؤ القيس شاعرا ذا قروح.
أحضرت لامرىء القيس عدته.. زوادة بها خبز وماء وتين مجفف وبصل .. أتعرفون فوائد البصل.. لعله بطريقته السحرية في ادماع العيون، يبيد ما تراكم على القلب من هم وغم، يريح الأفئدة، يشحنها ويشفيها… كنت ساعتها قد استلمت راتبي الأسبوعي الهزيل، دفعت أكثره سدادا لديون الكراء والبقال والكهرباء والماء، كنت استيقظ كل صباح ، أغادر البيت لأعود إليه عند المساء ، لا احد يعرف مهنتي لأني لا اعرفها بدوري، فهي غالبا لا تستقر على حال ، سوى أني اعرف ويعرف الجميع أنني أشقى من اجل صاحب الكراء والبقال والماء والكهرباء وشركة التبغ ، لكن الحل ليس بيدي ، واعرف حق المعرفة أن أكثر الذين يدخنون الكيف أو يحتسون النبيذ الرديء أو أشياء أخرى لا يفعلون ذلك الشيء من اجل المتعة أو من اجل رغبة أو محبة فيها، لكن من اجل النسيان وتفتيت غيضهم وغضبهم ، إنهم يشفطون الدخان بأسى عميق .. ينفثون الأدخنة ورغم ذلك يضحكون ، يدخنون لكن يبتسمون لإخفاء إحباطهم ، يبتسمون رغم أن الطوق يضيق حول رقابهم ، يضيق ويضيق بحدة حتى تخرج الحدقات من محاجرها ، وفي نفس الوقت يبصقون على مؤخرة هذه الدنيا القحبة العجفاء المتجعدة التي يواقعها نزلاء الخيريات الذين تنكروا لآبائهم وأهلهم ..وتناسوا أيامهم الكالحة..جوعهم وعريهم… كلسوناتهم المثقوبة من الخلف من كثرة الضراط ، وجزماتهم التي ضاقت عن أخمص أقدامهم ، ووجبات العدس التي باتوا يتوجسون يوما أن يتبرزوا من جرائها كتلا من الحديد…
ولأني اعرف جد المعرفة كل هذا وذاك فانا موجود ..
ولأني اضمحل وأفنى بين الطريق والكاري والبقال واللقمة وشفطة السيجارة ، فأنا موجود..
أنا لا اعمل إذن أنا موجود..
أنا لا ارزق ولا اربح، واحترق وادفع كل محصولي الشهري لدى استلامه إذن أنا لست موجودا..
أنا لست موجودا.. لأني أموت في هذه الدنيا بالتقسيط ، مع أنني ارغب في قرارة نفسي أن تكون لدي ثروة أرسطو أوناسيس..
دفعت لامريء القيس بعض ما تبقى لدي من مال، ودعني وانصرف بعد أن ذرف دموعا غزيرة كالنساء لتذكره ملكا ضاع والكأس والمدام ودغدغة المعك والدعك ورجع مع نفسه..
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
خمنت بان سقط اللوى وحومل من اكبر الحواضر العربية ، يعمها الخير والأمان والسلام بعكس مدننا المحنطة بالظلم والفاقة والجوع والحرمان والتعفن .. طأطأ رأسه ، وتابع طريقه ناقلا خطواته اليائسة بين البقع المفعمة بالقاذورات.. والتي نام عنها المسئولون، ونفسه تفيض بشتى الأمنيات التي لم يستطع تحقيقها بينما يدرك صراحة في قرارة نفسه انه يصعد نحو الهاوية..
كان الأطفال يلعبون بالكرة في الحارة….
كان الأطفال يلعبون في الحارة بالكرة…..
بالكرة كان الأطفال يلعبون في الحارة…..
في الحارة بالكرة كان الأطفال يلعبون……
الاطفال بالكرة كانوا يلعبون في الحارة…
في الحارة كان الأطفال يلعبون في بالكرة…
بالكرة في الحارة كان الأطفال يلعبون…..
…………………………………………….
……………………………………………..
4 ــ استنطاق
ــ لماذا تسافر يا امرؤ القيس وأنت صاحب معلقة ؟
ــ لأنشر معلقتي على أسوار روما، أغازل نساءها وأتعلم لغة عشق جديدة..
ــ ولماذا كتبت معلقتك إذن..؟
ــ لأفوز بالجائزة الأولى لأحسن قصيدة طللية..
5ــ ذكر ما غبر من أخبار امريء القيس بن حجر..
قالت العرافة بعد أن نثرت الأقداح حولها:
عشت كل حياتك يا ولدي في لهو متواصل، بدرت أموالك، كرست شعرك لوصف الخيل والليل والنساء، ستسافر يا ولدي ستصادف متاعب وأهوالا، ستعبر جبالا ووديانا، ستلاقي وحوشا كاسرة وثعالب وذئابا بشرية، وأعداء يوزعون الخبث .. ويزرعون الطرق بالأشواك والقتاد، الخيول تكبو، الرياح تعصف.. والأصدقاء يكيدون لك كيدا، والشمس تغرق في بحور الغمام ، وارض تضحك وارض تعبس ، وارض تلفظك ، وارض تبلعك ،وارض ترفعك وارض تبسطك ، وارض ترفعك، وارض تطويك ، ويجيء جوع، ويجيء عطش ،ويجيء نصب، ويجيء ضياع، ويجيء تعب ، ويجيء ظنك ، ويجيء احتيال ، ويجيء حرمان وحنين وضياع، تدمى قدماك وتتدمل رجلاك ، والخيبة تتبسم من بين سجوف الظلام ، والسراب يتراقص فوق الرمال، يفزك ، يغيظك … سوف وسوف…وتعرف بعدها بأن الحياة صارمة جدا جدا يا ولدي…
وقال الراوي:
أن أمريء القيس لما ود صاحبه أن برجع على أعقابه قال له:
ــ ويحك يا عمرو بن قميئة أأنت صبي ؟
أجهش عمرو بالبكاء، وزعق كالصبي وأجاب:
ــ إن الطريق إلى روما طويل، والمشي أدمى قدماي
فقال امرؤ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لا حقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عيناك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وواصل بمفرده رحلته القاسية إلى روما..
6 ـ العبر من ذكر أخبار السفر..
ــ الرسالة الأولى..
ــ رفع الحجاب عن أخبار الرباب..
صديقي … الشاحنة تطوي بنا الطريق.. تلتهم المسافات.. الأشجار النباتات والإسفلت.. وأنا ادخل طقوس تجربتي..أمارس رحلة الكشف عن ذاتي… احمل شارة الهجرة..أعلن الانتساب لمن لا ارض لهم..بين المطرقة و السندان أنا كما بين الإرهاب والديناميت العالم.. كما بين النكسة والرجعية العالم العربي…
صديقي … الزمن يتلاشى…الزمن يذوي كشمعة بليل شتوي مرير..الزمن حوت كبير.. وأنا حوت صغير..والحياة بحر..والبحر كرم وفيض…. وأنا دوني البحر.. والبحر دونه روما..
أنا الآن اعبر مواطن التيه.. محاصر بدفق الصديد… أنا امرؤ القيس محاصر بآفاق كالحة . محاصر بكل قتامة الألوان.. لأني احمل بذاتي كل المتناقضات وكل الخذلان وكل الهزائم وكل الخيبات وكل الألم…
الرسالة الثانية..
العوض على البلد..
صديقي… وصلت إلى روما.. الضباب غمامة داكنة.. و روما مدببة بعمائم السحاب.. السماء تسكب ذرات النرجس المائية اللزجة… وأنا أطأ روما مرورا بالجمارك وصناديق الليمون والعنب والطماطم .. اخلف ورائي عالما يحبل بالسحر وبالمفاجآت وفرص المتعة والخيال ..
ــ لأني أعلن انتمائي للعالم المتخلف ..
ــ ولأني أصلح لكل الأعمال الشاقة والحقيرة ..
ــ ولأني بصراحة لا أجيد غير لغة المغازلة..
السماء يا صديقي فوق روما تتبول…تراود الأرض عن نفسها لتبرعم عناقيدا تنزف نبيذا يهاجر للقناني…والأرض من تحت سماء روما تشهق من شدة الرغبة.. تفتح ساقيها وذراعيها وتتأهب للمس واللمس… والشوارع المرشوشة بنور بنفسجي تناديني بوقاحة شارع الفداء شارع الحرية شارع السلام…وأنا المهاجر العربي أعيش في استسلام..اشتم رائحة الخيانة والدعارة والاستسلام …وأعلن آني طيب الشرق بالغرب.. ورائحة الجنوب بالشمال…عبير الانهيار والخزي وبيع الأوطان بالمجان…السباكيتي.. كوكا كولا…بيبسي كولا.. مارلبورو.. ونستون..كنت … سالم ..الماكدونالدز (1).. البيع بالمزاد العلني..الاغتيالات..الاستغلال..عرب الأمريكان وعرب إيران..العرب العاربة والعرب المستعربة..العرب العارية والعرب المتعرية ..عرب عدنان وعرب قحطان…عرب سات وعرب سالت…عرب المشرق وعرب المغرب ..عرب اليمين وعرب اليسار …عرب النفط وعرب الزفت…عرب الهند وعرب السند.. عرب زايد وعرب عمرو…عرب الكفاح وعرب النكاح. عرب سام وعرب العم سام..عرب الجنة وعرب الجنان..عرب الهجرة وعرب الميلاد..عرب الشقاق وعرب الرفاق….عرب الدنيا وعرب الآخرة…عرب الفلس وعرب العدس.. عرب السلاح وعرب الأقداح… عرب السلم وعرب الحرب…عرب المسبحة وعرب المذبحة…عرب المقاومة وعرب المساومة…عرب النهار وعرب الليل…عرب الجفاف وعرب الخراف…عرب الصديد وعرب النبيذ..عرب الجزيرة وعرب الجزائر…عرب البحر وعرب البحرين..عرب البعث وعرب العبث..عرب الدنيا وعرب الدين..
صديقي.. أنا الآن أجوب شوارع روما… وروما تموء مثل القطة عندما تغزوها الشهوة. وكالبقرة عندما تنتابها حالة (تايكوك) في عز الربيع… يقول صديقي جيم.. وهو عربي على دراية بمقالب العرب والعجم أن القطة عندما تفزها الرغبة للجماع تموء بضراوة تستنفر كل حواسها كأنها تستغيث .. تموء بعدوانية كأنها تصهل.. تضطجع كامرأة على ظهرها أو ترفع ثقبها إلى أعلى كمدفع هاوون.. وتموء من فرط الشبق….تموء إعلانا عن اغتلامها وشبقيتها…حتي يأتي الاير.. الذكر..القط .. فتستكين.. وتجمد… و تخمد فورتها…نعم روما تموء كقطة .. أو تهيج كبقرة مهلبها واسع رطب كالغدير.. ولها فرج عظيم… روما تزامن الشبق…وأنا أموت على مقصلة الحرمان …أصارع بوهن بالغ ظروفي ومحنتي … وروما تزدهر.. تتراقص.. تتبرج.. تسمق.. وأنا في وحدتي أموت وأموت وأموت….
فلو أنها نفس تموت سوية
ولكنها نفس تساقط أنفسا
7ــ بلاغ من وزارة
عثر على جثة الشاب امرئ القيس بن حجر الكندي…ونحيطكم علما بان هذا الشخص هو أجرأ عربي في العصور الغابرة تناول قضية الجنس شعرا ، و سبق بذلك اجتهادات الفقيه سيدي محمد النفزاوي رحمه الله. و قائل املح بيت غزلي…
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
بسهمك في أعشار قلب مقتل
هذا وقد وجدت بجيبه وصية يقول بوجوب دفنه إلى جانب الأميرة الدفينة بجبل عسيب ..وكتابة هذا البيت على شاهد قبره.
أجارتا إنا غريبان ها هنا
و كل غريب للغريب قريب
سيداتي سادتي ( إن الدول تتقدم بفضل الشعر والغناء لا بفضل الاقتصاد والصناعة ) لذا وعملا بهذه المقولة نود أن يبقى الشاعر امرؤ القيس بيننا حيا يرزق … وعليه نرجو من كافة ممن تغزل فيهن أو نظم فيهن شعرا الحضور بكامل زينتهن لسحب اعترافاتهن….و يكون هذا البلاغ بمثابة استدعاء لكل السيدات وشكرا والسلام…
8 ــ بلاغ عن بلاغ
تلبية لدعوتنا باحياء تراث فقيد الشعر العربي الشاعر امريء القيس .. فقد حضر في الوقت والزمن إلى مقر وزارتنا العديد من الأوانس والسيدات بأحسن ما لديهن من أزياء و على وجودهن ما جد في الأسواق من أصباغ ..كذلك حضر لعين المكان المصورون ورجال الصحافة المسموعة والمرئية.. وقد قمنا بجمع ما قيل فيهن بحكم تشببهه فيهن أو صداقته لهن.. و سوف نصدر كل ذلك في ديوان شعري على أن تصدر بعده نسخات مزيدة و منقحة..
9 ـ تعليق على بلاغ
بناء على ما أقيم حول شخصية امريء القيس ابن الملك حجر الكندي من أساطير وروايات.. وبناء على التقارير المرفوعة إلينا من الجهات المختصة حول ماضيه المشبوه، وثفل دمه ، وسوء معشره، وكرهه من طرف النساء، وانه طلقته زوجته وعاشرت غيره لعدم فحولته وعدم انتعاض عضوه .. وان النساء كن يتعلقن به لماله وجاهه وحسبه فقط ..وبعد مناقشة مستفيضة اجمع الحاضرون على صحة تلك الادعاءات ومنافاة تلك التصرفات لكل حدود المنطقي والمعقول.. وعليه تم الاتفاق على ما يلي ذكره:
ــ التأكيد على عدم المساومة في أي شبر من الوطن..
ــ التأكيد على عدم المساومة بشان المواقف المتخاذلة والوصولية وتسخيرالقلم في خدمة احد غير الوطن والشعب..
ــ فضح مواقف امريء القيس التي هي في حد ذاتها مواقف ذاتية صرفة ، صرفها للتغزل بالنساء وشرب الخمرة واللهو..
أما الآن فإليكم النشرة الجوية المتوقعة لهذه السنة والسنين المقبلة يقرؤها عليكم عبد اللطيف اللعبي:
طقس جميل..
الإله الدولار..الإله الفرنك ..
وكل الآلهة الأخرى وأنصاف الآلهة..
من عصابة الأشرار الدولية للنقد..
والتجسس وقلب الثورات ..
تهرع إلى السماء الجديدة ..
المعبأة مواخير صحية .
طقس جميل..
اهتزازات الزلازل عادية..
اضرابات شرسة.. ثورات الفلاحين..
صدامات..
كل شيء هاديء..
طقس جميل..
ثلاثمائة يوم من الشمس ..(2)
** هوامش:
يحكى عن شركة ( رينولدز توباكو الأمريكية ) أنها تدر أرباحا خيالية على الاقتصاد الأمريكي وأنها تفرض على دول العالم شراء حصتها من منتجاتها قسرا، وان تدخين سيجارة واحدة هي مساهمة منا نحن أبناء هذا العالم المتخلف لتأدية ثمن رصاصة لابادتنا وتقتيل أبنائنا ..ودعم للبنتاغون الأمريكي من اجل الإجهاز على سلا متنا ..
وان حضارة الامبريالية العالمية الإعلانية تتفنن في تسميمنا من خلال إعلانات السجائر إلى علكة ( توندرمانت ) مرورا بالمشروبات الغازية التي يجتهد البعض في فك معميات رموز أشدها فتكا( بيبسي ـ كولا): (من اجل دعم الشعب الصهيوني الإسرائيلي ضد منظمة الدول العربية )..
ــ إن أمريكا تمنحنا التبغ والحلوى والعلكة والكوكاكولا والأسلحة..
ــ فأما التبغ فلدينا منه أنواع جيدة ورخيصة..
ــ وأما الحلوى فلدينا الثمور..
ــ وأما الكوكولا فلدينا الشاي والحليب واللبن..
ــ وأما الأسلحة فالصلح خير ما دمنا نحن العرب أصبحنا حقل تجارب لهذا السلاح..
2) ــ قصيدة طقس جميل ــ للشاعرعبد اللطيف اللعبي ــ ترجمة رشيد بنحدو ـ مجلة الأقلام العراقية ..