كثيرون هم الذين يتحدثون عن امكانيتهم في تقبل الفكر الاخر المغاير وكم هم منفتحون على الثقافات او الديانات السماوية او المذاهب الانسانية , وكثيرون جدا ً الذين اذا ذكرت الدعوة الاسلامية في زمن الرسول تمنوا لو كانوا في ذلك الزمن , وعدد غير قليل من الناس يندبوا حظهم لانهم لم يكونوا في زمن الحسين ويكرروا مقولة يا ليتنا كنا معك و الكثير يتمنى ان يكون في عهد المسيح او احد الانبياء اوالمصلحين , وهذا لاشك شعور طيب نام عن حسن نية واستسهال أمر . لكن الشيء المهم او السؤال الذي يجب ان نفكر به قبل التمني هو لو كنا في ذلك الزمن مع من سوف نقف ؟ . منطقيا ً الكل سوف يقول انه سيكون في مصاف الانبياء والاولياء ليس في ذلك شك ومجنون من يعتقد غير هذا .
لكن الواقع غير ذلك لان من وقف امام دعوة المصلحين على امتداد التأريخ هم البشر وليس الملائكة وربما يكون احد اجدادنا هو من وقف امام ذلك الاصلاح الذي قام به المصلحون .
الدعوات الاصلاحية التي قام بها المصلحون في زمننا هذا كثيرة يمكن لنا ان نقيس انفسنا على ضوء التقبل لهذه الدعوات وكيفية تقبل البشر لها او التعاطي معها . اسماء المصلحين والمفكرين كثيرة جدا ً لكني اقتصر على البعض و اعرض نماذج منها :
الشيخ محمد عبده يعد من المصلحين الذين واجهوا المؤسسة الدينية في الازهر وفي الشارع العام في مصر كيف جوبه ؟ وكيف سار الشارع تجاه هذا المصلح ؟ . قليلون هم الذين ايدو الشيخ عبده في دعوته الاصلاحية والكثير من المشايخ وقفوا ضده وسلبوا حقوقه .
كذلك الامر مع عميد الادب العربي طه حسين احرقوا كتبه ونهبوا ممتلكاته . الدكتور علي الوردي كان يمشي خائفا ً وجلا ً من الجهلاء والصعاليك حتى ان احدهم بصق في وجهه . السيد محسن الامين العاملي وقف امام الغلو والكذب على الحسين اهانوه وشتموه ونعتوه بانه زنديق . الدكتور علي شريعتي قتل بسبب فكره . السيد محمد حسين فضل الله جرعوه الويلات اعتدوا عليه وعلى علمه وعرضه وقالوا عنه ضال مضل .
هذه رزمة من المفكرين لنتعرف على انفسنا هل نملك نواة التغيير ام ان الذي نلهج به مجرد أوهام نتغنى بها في مجالسنا لنطرب بها من يستمع إلينا ؟.
من منا غير دينه ؟ او مذهبه ؟ او افكار مجتمعه ؟ , من منا حاول تشذيب الحالة العامة فيما يعتقد دينيا ً او اجتماعيا ً ؟ من منا فكر فيما وجد عليه الاباء والاجداد لكي يصلح العقل ترهات النقل ؟ .
أدرك ان امكانية التغيير الفكري عند البشر صعبة جدا ً خاصة في المسائل الدينية حيث لا يجرء احد ان يفكر في عقله المجرد لان الجميع يؤمن
بالموروث الذي وجد ابواه عليه ايا ً يكن هذا الموروث في جديته وصحته او في سخفه وهزله انه مقدس لا يتغير عنه ولا يحيد .
التقيت قبل فترة رجلا ً عربيا ً اسهب في شرحه عن نفسه و في امكانيته الفكرية والفقهية ورحابة صدره في تقبل الافكار الاخرى قال حينما اجد فتوى للمذهب الاخر واجدها صحيحة ليس عندي إشكال في التعبد بتلك الفتوى , فبادرته بالسؤال كم فتوى التي اخذت بها من المذهب الاخر وتركت مذهبك طالما انت رجل تبحث عن الصواب ؟ اجاب بعد تململ ولا فتوى .
الحقيقة اننا نحتاج الى شيء من التغيير نابع من داخلنا ونؤمن به في عوالمنا الخاصة شيء من المراجعة والتدقيق لما نؤمن به , وأسألة كثيرة يجب ان نطرحها على انفسنا على ان لا نحابي شعورنا على حساب اللاشعور ونترك الذهن يفكر بانصاف , حينها يجوز ان نسأل هل كل الذي يؤمن به غيري من دين او مذهب او فكر اخر خطأ وكل الذي أؤمن به صح ؟ هل كل ما وجدنا عليه أباءنا صح وغيرنا الذين وجدوا أباءهم عليه خطأ ؟ .
ان الاسئلة كثيرة لكن من يستطيع ان يمحص او يطلق العنان لتنوير عقله وفكره ان يتحرر من قيود المجتمع او كما يقول المفكر امانويل كانت في التنوير العقلي إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد. كما عرَّف القصور العقلي على أنه “التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا.” ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: “اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم .
لاشك ان دعوة كانت دعوة تنويرية جادة الكل يتشدق بها ويستحسنها ويصفق لها لكن من يعمل بها ؟ او يجاريها من له القدرة على التفكير المطلق كما يدعونا كانت ؟.
من يريد ان يعرف نفسه هل هو من المستخدمين لعقله المجرد او عقل غيره هل هو من المقاومين للدعوات الجديدة او من المؤيدين لها , هو ان نناقشه في المعتقدات التي نشأ عليها , فإذا رأيناه يتعصب لها كلها بغض النظر عما فيها من سخف او غلو او تطرف جزمنا بأنه سيكون من المقاومين لأي دعوة , أكانت إلاهية ام انسانية .
إمكانية التغيير في المجتمع ليس باليسر الذي يتصوره البعض بل هو معقد شائك واهم اسبابه هو المجتمع الغير مؤهل للتغيير لكننا مطالبون بالفحص عن كل ما نؤمن به بل التشكيك في كل ما نؤمن به بعقل مجرد لكي يتسنى لنا غربلة كل ما هو في ذهننا من افكار وتصورات وعادات و تقاليد .
لكن الواقع غير ذلك لان من وقف امام دعوة المصلحين على امتداد التأريخ هم البشر وليس الملائكة وربما يكون احد اجدادنا هو من وقف امام ذلك الاصلاح الذي قام به المصلحون .
الدعوات الاصلاحية التي قام بها المصلحون في زمننا هذا كثيرة يمكن لنا ان نقيس انفسنا على ضوء التقبل لهذه الدعوات وكيفية تقبل البشر لها او التعاطي معها . اسماء المصلحين والمفكرين كثيرة جدا ً لكني اقتصر على البعض و اعرض نماذج منها :
الشيخ محمد عبده يعد من المصلحين الذين واجهوا المؤسسة الدينية في الازهر وفي الشارع العام في مصر كيف جوبه ؟ وكيف سار الشارع تجاه هذا المصلح ؟ . قليلون هم الذين ايدو الشيخ عبده في دعوته الاصلاحية والكثير من المشايخ وقفوا ضده وسلبوا حقوقه .
كذلك الامر مع عميد الادب العربي طه حسين احرقوا كتبه ونهبوا ممتلكاته . الدكتور علي الوردي كان يمشي خائفا ً وجلا ً من الجهلاء والصعاليك حتى ان احدهم بصق في وجهه . السيد محسن الامين العاملي وقف امام الغلو والكذب على الحسين اهانوه وشتموه ونعتوه بانه زنديق . الدكتور علي شريعتي قتل بسبب فكره . السيد محمد حسين فضل الله جرعوه الويلات اعتدوا عليه وعلى علمه وعرضه وقالوا عنه ضال مضل .
هذه رزمة من المفكرين لنتعرف على انفسنا هل نملك نواة التغيير ام ان الذي نلهج به مجرد أوهام نتغنى بها في مجالسنا لنطرب بها من يستمع إلينا ؟.
من منا غير دينه ؟ او مذهبه ؟ او افكار مجتمعه ؟ , من منا حاول تشذيب الحالة العامة فيما يعتقد دينيا ً او اجتماعيا ً ؟ من منا فكر فيما وجد عليه الاباء والاجداد لكي يصلح العقل ترهات النقل ؟ .
أدرك ان امكانية التغيير الفكري عند البشر صعبة جدا ً خاصة في المسائل الدينية حيث لا يجرء احد ان يفكر في عقله المجرد لان الجميع يؤمن
بالموروث الذي وجد ابواه عليه ايا ً يكن هذا الموروث في جديته وصحته او في سخفه وهزله انه مقدس لا يتغير عنه ولا يحيد .
التقيت قبل فترة رجلا ً عربيا ً اسهب في شرحه عن نفسه و في امكانيته الفكرية والفقهية ورحابة صدره في تقبل الافكار الاخرى قال حينما اجد فتوى للمذهب الاخر واجدها صحيحة ليس عندي إشكال في التعبد بتلك الفتوى , فبادرته بالسؤال كم فتوى التي اخذت بها من المذهب الاخر وتركت مذهبك طالما انت رجل تبحث عن الصواب ؟ اجاب بعد تململ ولا فتوى .
الحقيقة اننا نحتاج الى شيء من التغيير نابع من داخلنا ونؤمن به في عوالمنا الخاصة شيء من المراجعة والتدقيق لما نؤمن به , وأسألة كثيرة يجب ان نطرحها على انفسنا على ان لا نحابي شعورنا على حساب اللاشعور ونترك الذهن يفكر بانصاف , حينها يجوز ان نسأل هل كل الذي يؤمن به غيري من دين او مذهب او فكر اخر خطأ وكل الذي أؤمن به صح ؟ هل كل ما وجدنا عليه أباءنا صح وغيرنا الذين وجدوا أباءهم عليه خطأ ؟ .
ان الاسئلة كثيرة لكن من يستطيع ان يمحص او يطلق العنان لتنوير عقله وفكره ان يتحرر من قيود المجتمع او كما يقول المفكر امانويل كانت في التنوير العقلي إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد. كما عرَّف القصور العقلي على أنه “التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا.” ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: “اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم .
لاشك ان دعوة كانت دعوة تنويرية جادة الكل يتشدق بها ويستحسنها ويصفق لها لكن من يعمل بها ؟ او يجاريها من له القدرة على التفكير المطلق كما يدعونا كانت ؟.
من يريد ان يعرف نفسه هل هو من المستخدمين لعقله المجرد او عقل غيره هل هو من المقاومين للدعوات الجديدة او من المؤيدين لها , هو ان نناقشه في المعتقدات التي نشأ عليها , فإذا رأيناه يتعصب لها كلها بغض النظر عما فيها من سخف او غلو او تطرف جزمنا بأنه سيكون من المقاومين لأي دعوة , أكانت إلاهية ام انسانية .
إمكانية التغيير في المجتمع ليس باليسر الذي يتصوره البعض بل هو معقد شائك واهم اسبابه هو المجتمع الغير مؤهل للتغيير لكننا مطالبون بالفحص عن كل ما نؤمن به بل التشكيك في كل ما نؤمن به بعقل مجرد لكي يتسنى لنا غربلة كل ما هو في ذهننا من افكار وتصورات وعادات و تقاليد .