وليمة سقراط الأخيرة
نقوس المهدي
حتى اللحظات التي لفظ فيها انفاسه الاخيرة في تلك الصبيحة من الصباحات الربيعية ظل المعلم سقراط محافظا على صفائه ورباطة جأشه وسخريته اللاذعة والعهدة على الرسام جاك-لوي دافيد، الذي خلده في احدى اشهر لوحاته الفنية مادا يمينه عن طيب خاطر وبثبات وعزم مكين الى قدح الشكران
فيما كانت يسراه معلقة في الهواء تشرح احدى نظرياته التي ألبت عليه الاكليروس، منتهرا طلابه الذين أخفوا سحناتهم في أطراف قمصانهم مستغرقين في بكاء مرير
افلاطون الذي كتب على باب أكاديميته ” من لم يكن مهندسا “فلا يدخلن علينا
وأرسطو ابن نيكوماخوس الذي ابتدع فيما بعد فلسفته المشائية، وكتب الكتاب الفريد والممتع ” سر الاسرار” المعروف بكتاب السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة
وكريتون أقرب الطلاب الى نفسه، والذي أمره بدفع ثمن ديك لايسكولاب اله الطب دون مفاصلة، حتى وهو يعالج السكرات الاخيرة من الموت قبل ان تفيض روحه ويغمض عينيه في تلك الصبيحة من صباحات اثينا الربيعية
كان في قمة صفائه الروحي ورباطة الجأش نفسه والسخرية اللاذعة ذاتها التي واجه بها القضاة الخمسمائة بقيادة الرجال الثلاثة “ميليتوس” و”أنيتوس” و”بوليقراط” الذين لم يشفع لهم كبر سن الرجل ووهن عظمه، ولا ليونة انامل الداية “فيناريت” على طراوة أجسادهم ساحبة اياهم من ظلمات ارحام أمهاتهم، الام/ امه التي ظل طول حياته يبرهن من خلالها على عدم عقم الفلسفة. السخرية اللاذعة ذاتها ورباطة الجأش والصفاء الروحي نفسه الذي لازمه حتى وهو يصب السائل السام في جوفه دفعة واحدة كانه يعب خمرا، في ذلك الصباح من الصباحات الربيعية
لم يكف سقراط عن التامل والدفاع عن الفضيلة والسخرية والتفكير في مآل الفلسفة، وفي حساء العدس المحبب الى نفسه شئ وحيد لم يستحمله المعلم وهو في أرذل العمر، لا مآل الفلسفة، أبدا، لأنه يعرف أي الرجال هم الذين لقنهم خلود المعرفة، ولا مستقبل أثينا لان الديكتاتوريات تدول وتزول، بل عويل ونواح اكزانتيب التي كانت دائمة السخرية من تخريفاته، وهي تذرو على راسها التراب وتتمرغ في الوحل خارج أسوار السجن، والذي ظل يتناهى الى مسامعه ويمزق نياط قلبه حتى اللحيظات التي لفظ خلالها أنفاسه الاخيرة، مسلما الروح في ذلك الصباح الباكر من صباحات فصل الربيع
فيما كانت يسراه معلقة في الهواء تشرح احدى نظرياته التي ألبت عليه الاكليروس، منتهرا طلابه الذين أخفوا سحناتهم في أطراف قمصانهم مستغرقين في بكاء مرير
افلاطون الذي كتب على باب أكاديميته ” من لم يكن مهندسا “فلا يدخلن علينا
وأرسطو ابن نيكوماخوس الذي ابتدع فيما بعد فلسفته المشائية، وكتب الكتاب الفريد والممتع ” سر الاسرار” المعروف بكتاب السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة
وكريتون أقرب الطلاب الى نفسه، والذي أمره بدفع ثمن ديك لايسكولاب اله الطب دون مفاصلة، حتى وهو يعالج السكرات الاخيرة من الموت قبل ان تفيض روحه ويغمض عينيه في تلك الصبيحة من صباحات اثينا الربيعية
كان في قمة صفائه الروحي ورباطة الجأش نفسه والسخرية اللاذعة ذاتها التي واجه بها القضاة الخمسمائة بقيادة الرجال الثلاثة “ميليتوس” و”أنيتوس” و”بوليقراط” الذين لم يشفع لهم كبر سن الرجل ووهن عظمه، ولا ليونة انامل الداية “فيناريت” على طراوة أجسادهم ساحبة اياهم من ظلمات ارحام أمهاتهم، الام/ امه التي ظل طول حياته يبرهن من خلالها على عدم عقم الفلسفة. السخرية اللاذعة ذاتها ورباطة الجأش والصفاء الروحي نفسه الذي لازمه حتى وهو يصب السائل السام في جوفه دفعة واحدة كانه يعب خمرا، في ذلك الصباح من الصباحات الربيعية
لم يكف سقراط عن التامل والدفاع عن الفضيلة والسخرية والتفكير في مآل الفلسفة، وفي حساء العدس المحبب الى نفسه شئ وحيد لم يستحمله المعلم وهو في أرذل العمر، لا مآل الفلسفة، أبدا، لأنه يعرف أي الرجال هم الذين لقنهم خلود المعرفة، ولا مستقبل أثينا لان الديكتاتوريات تدول وتزول، بل عويل ونواح اكزانتيب التي كانت دائمة السخرية من تخريفاته، وهي تذرو على راسها التراب وتتمرغ في الوحل خارج أسوار السجن، والذي ظل يتناهى الى مسامعه ويمزق نياط قلبه حتى اللحيظات التي لفظ خلالها أنفاسه الاخيرة، مسلما الروح في ذلك الصباح الباكر من صباحات فصل الربيع