قبل ايام قليلة اصّدر الكاتب المبدع (احمد دهر) كتاب فكري اسماه (الفراغ) “فلسفة سماع الذات” ويطرح الكاتب نظرية عظيمة بطريقة بسيطة اسماها الفراغ
:وهي نظرية تحاكي العوام وتركز قليلاً على الشباب الذين يسعون الى الأهمية والشهرة… مبارزات الضوء(الشهرة) والفراغ في هذا الكتاب تتيح لك مدى أهمية الفراغ ومدى أهمية السباحة في فضاء الفراغ وأيضاً تبين لك أضرار الضوء على المرء وكيف يمكن ان ينحصر المرء في الضوء دون الالتزام بمواعيد
الفراغ المهمة……. !!
وايضاً يتناول الكاتب “الضوء والسعادة والفراغ” وهل الضوء يجلب السعادة ام الفراغ اكثر وكيف يمكن ان يحطم الضوء الأهمية عند الفرد والإبداع الفكري
و يتناول ايضاً أهمية الفراغ في الحب والعلاقات الإنسانية التي يمر بها الانسان ، واعجبني جداً موضوع التأملات التي يمر بها الانسان طوال حياته وكيف يمكن ان تكون هذه التأملات التي نسعى الى الوصول لها خطرة للفرد وغالباً ما تكون سمّ بطيء للإنسان اذا ما انتبهنا لها ولاحظناها بتمعن وتركيز….
الكتب الفكرية عادتاً ما تكون مصطلحاتها موحشة ولكن في هذا الكتاب تجد ان اللغة متوازنة ورائعة ومنظمة وأيضاً فلسفة هذا الكتاب اعتمدت على نظريات مذهلة كنظرية(النسق ل فوكو) ونظرية (معظلة القنفذ ل شوبنهاور) ونظريات عديدة لكامو وكانط وهيجل التي مزجت مع رائعة الفراغ….
اسئلة كثيرة في هذا الكتاب يبحث عن اجوبتها الفرد منذ مدة او ربما منذ سنين عدة…
السعي الى الضوء ؟
مشاكل الضوء ؟
لماذا الفراغ ؟
خطر التأملات ؟
فلسفة رائعة تبين لك مدى سهولة حك الشفرة التحليلية ،واكتشاف الذات ،وتطور الذات ايضاً….
نص من الكتاب:
لايمكن لأعمى يزور بيت لأول مرة أن يطرق الباب، وإن طرقه لن يجد مقبضه، ولا يمكن لأصم في داخل ذات البيت أن يسمع طرقاته أو محاولاته للدخول، ونحن الأعمى والأصم… !
فلا نعرف كيف نفتح أبواب عقولنا لأننا هجرناها ولانسمع عقولنا مهما حاولت الطرق.. اليوم نحن أمام جوع جديد وهو جوع الصورة إنه الإدمان الجديد أفيون يجعلنا بلا اتزان حين نفقده نبقى نظرب رؤوسنا في جدران الحياة ونفعل كل شيء مسموح وغير مسموح بجميع اشكاله لكي نكون في الصورة بغض النظر سواء شتمنا أو اثني علينا….