(1)
الغروب
يجلس على الكرسي، يرفع إنبوبة الارجيلة إلى فمهِ نفثات قويّة مِن صدر غضّ ٍ، يفتح عينيهِ على الحياة. تجلس هي أمامه تحمل أنوثتها، تمسح حقيبتها التي على المنضدة لتظهر بريقها! هكذا دخلت إلى القفص الذهبي، تنظر إلى دخانه المتصاعد، تنظر إلى الورود التي تُحيط بهما يزداد في نفثاته عند ربيع الحّبّ، يقتل كُلّ همسة منها يقول لساعات مِن عقاربها. لا.. لا.
هي ترى في عينيهِ ضبابية تراوده من الدخان المتزايد، لم يخسر حرفاً واحداً، هي لم تربح ما يُعادل كفّة المحبّ، تُغيب عن نظره عند الغروب الذي اصابهُ الصمت هو الآخر.
(2)
بكالوريا.
كنتُ آملُ ان يساعدني في رفع نسبة الذكاء مما حلّ عليَّ من الغباء، كلمات طريّة، حركات لليد على الورقة البيضاء، وعيون تسترّق النظر من الملقّب الخصوصي عند الضحى. تمدّد حلمي عند أبواب الكُليّة سنة حلوة يا شباب، ضحكات من أفواه ٍمحمّرةٍ، ونظرات بين الصياد والحمامة التي لاتُصدر هديلاً. آفاق من غفوة الدرس الخصوصيّ، ولكن للّسنة الرابعة بعدما أدرك حكمة الصياد والحمامة.
(3)
لقاء
سوف انتظرك قرب واجهة المكتبة، قال لصديقهِ، وهو يرفع المحمول إلى اُذنيهِ.
_لماذا المكتبة، أشعر بالقرف من ذلك المكان؟!
_هل نسيتَ الايّام ونحنُ نتجادل عن سلامة موسى، وافكار طه حسين.
_انت تعيش في الأحلام، ألآن ما يذهلني المدوّنات التي دقّتْ آثار منْ ذكرتَ!
_سانتظركَ قرب واجهة المكتبة.!
_سانتظر عند مقهى الإنترنت.!
وحين نزلت.ِ اللحظات عند رغبتيهما لمن يكسب اللقاء، كان الطريق ملتهباً من إنفجار هزَّ الأشجار، والبيوت، واضحى اللقاءُ بين العملاقين ضعيفاً.!
البصرة /٢٠٢٢