في بلدي اصبح التعليم مهنة والقضاء مهنة والطب مهنة حتى امام الجمعة وخطيب المنبر اصبح مهنة بعد ان كان لكل منهم رسالة انسانية سامية. فصار حضور المعلم للمدرسة اسقاط واجب من اجل استلام الراتب معتمدا على الاهالي في التدريس ,والناس يلجؤون للمدرسين الخصوصيين لتعليم ابنائهم .
والقضاء يكتفي بالحل العشائري واسقاط الدعاوى بين الطرفين بالتراضي العرفي والمجرم طليق دون حساب رادع.
والطبيب يتاجر بأرواح الناس كما يتاجر البقال والبزاز ويضيف لدخله نسب متفاوتة من الارباح التي يحصل عليه من اموال احالة المرضى الى التحليلات المرضية والصيدليات والفحوصات الشعاعية وغيرها التي يرسلها للذين اتفق معهم.
وامام الجمعة يقرأ في صلاتها ما كتبه الوقف من خطبة فهو يستلم راتبه منه, اما اغلب خطباء المنابر فهمهم انتشال الدمعة من اعين الحاضرين بالصوت الشجي واختيار الكلمات المؤثرة وبعضهم اصبح حكواتي يسرد قصص تاريخية الا القليل منهم ما زال متمسكاً برسالته ويعد اطروحاته لشعب عم فيه الجهل رغم كثرة مثقفيه .
فأصبحت الشهادة العلمية تباع وتشترى بطرق رسمية، وحتى الدرجات يمكن شراؤها من الوزارة بالأموال. والجامعات الاهلية الاستثمارية صار عددها اضعاف الحكومية والمدارس الاهلية حدث بلا حرج . فكلية الطب التي تقبل معدل اكثر من 95% في الجامعات الحكومية تقبل معدل 70% في الجامعات الاهلية مع دفع بضعة ملايين من الدنانير. في بلدي ينام الغني قلقاً على امواله من هبوط الدولار والسرقة وينام الفقير ينتظر رحمة ربه .
25/9/2022