في المكان ذاتهِ قبل سنتين، جلستُ بمفردي على المصطبة بعدَ أن سُرِحتُ مِنْ عملي بسببِ تباطئ الأقتصاد، قبضتُ على يدي محاوِلةً لَم شتاتِ نفسي
وفي ذهني تفيضُ العديد مِنْ التساؤلات، جررتُ روحي التي بدت لي مُثقلة بعبء المجرات، فلو أبتلعني ثقب أسودٌ عندها لفظني مِنْ ثقلِ المشقات.
عدتُ إلى منزلي يومُها منهكة بعد أن قطعتُ خمسَةُ أميال، أنطويتُ إلى نفسي وأنا أصارعُ الأفكار، رباه !! أنا المعدمة ، لا أمثِل حتى غُباراً في سمائِك
هل يعجزكَ أمري وأنت المُجيب؟ وهل يُخفى عنك ضيقي وأنت السميع؟ وإذا بهاتفي يرن، التقطتهُ مستثقلةً الأجابة:
– مرحباً ، مَن معي؟ .
– تهانينا ، قُبلتي معنا للعملِ في شرِكة غورو لِلنشر .
– بدء لي أن كُل عضلةٍ في جسدي متصلبة وتأبى الحركة .
لم أقُل بعدها شيء لعدةِ ثوانٍ حتى قاطعني صوتهُ :
– مرحباً يا آنِسة، هل مازلت معي؟
– نعم ! نعم معكَ ، متى أستطيعُ المُباشرة في العمل .
– بالغد إن أردت .
– بالطبع .
قبلَ دقيقة وخمسين ثانية كنتُ مبتلعةً في داومةِ أفكاري حتى أنتشلني أتصالهُ منها معلناً أستجابةِ السماءِ لي، وفجأة وجدت نفسي لا آبهُ لشيء سوى رحمةِ الربِ التي وسعتني مِنْ قاعٍ أشبهٍ بسردابٍ إلى سماواتٍ سبع لِتكتُب لي نِعماً ومعجزة في الليلةِ ذاتها .
اليوم أجلسُ معكَ على المصطبةِ نفسِها في أستراحةِ الغداء أتكئ على كتِفكَ بينما يُداعِبُ مسمعي صوتكَ بالكتابِ الذي نشرناهُ معاً، فأحاط بالمعجزات مرةً أخرى.
تقرأ لي الكتاب الذي نشرناه معاً بِصوتك ليتنشِلُني مُجدداً فأحاط بالمعجزاتِ مرةً أخرى .