وأبي معطفُ دفءٍ
من طينِ قرىً فاقعةِ الفقرِ
كتابٌ لايقرؤه أحدٌ
تمطرُ أحياناً ذاتَ غروبٍ
لو أمهلتِ قليلاً فرحتَنا
الفجرُ بعيدٌ والقريةُ تطبخُ أحزانَ الأمِّ
ينامُ الصبيةُ والدنيا تُرعدُ
جنياتُ النخلُ تخاتلُهم
وإزارٌ بخيوطٍ باليةٍ حين يغطّي الرأسَ
يسلّم للبردِ القدمينِ
فماذا تطبخُ في موقدِها أمٌّ غيرَ الماءِ
وحباتِ الرزِّ ينامُ الصبيةُ
هل تفرحُ ، موحشةٌ أشباحُ الكوخِ
وملعبُها بين السدرةِ والبابِ المترنحِ في الريحِ
أ كان شقاءُ القريةِ في الصحفِ الأولى قدراً؟ ومناقيرُ الصبيةِ صفراءُ إلى الصبحِ
الكربُ الرطبُ دخانٌ يصبغُ أحلامَ الأمسِ
أهاجرُ…
يجلدُني رقّاصُ الساعةِ فوق سريرِ النومِ
ويقرؤني الحاسوبُ على ذمّةِ قافيةِ اليقظةِ
يتركُني أتجوّلُ في غربةِ أيامي
هل ثمةَ طيفُ نبيٍّ آخرَ ، هل كان الليلُ
صديقاً مأموناً لترهُّلِ أحلامي حين أسيرُ
على نبضِ الشارعِ في الليلِ فلا تأتي ،
هل نسِيَتْ أني حين أنامُ تروادُني عن قلبي
أتذكرُ ذاتَ جنونٍ سفناً تغرقُ أو بعضَ نوارسَ
تنزلُ فوقَ يديْ ، والماءُ يغادرُ موجتَهُ نحوي ،
أرصفةً نبتَتْ نخلاً ، وموانئَ غادرتِ السّفنَ
المرصوفةَ وهي تولولُ ، ندخُلُ في زمنٍ لا
يتذكرُ من ماتوا خلفَ طقوسِ العشقِ ، قِفا
نبكِ على تاريخٍ يصنعُهُ سيّافُ ، وخيولٍ تعِبتْ
وسبايا يهتِكُها جندٌ شبقونَ ، النورسُ يهبطُ
والموجةُ تحبو فوقَ رمالِ الشاطئِ ، كنا نعزفُ
إيقاعَ الموجةِ ، تعلو في صخَبٍ ، هل كنتِ سواي برسمِ الموت…