عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع صدر للشاعر ابراهيم ياسين كتابا شعريا حمل عنوان (جدارية آدم وحواء وشيطاني).
الكتاب عبارة عن قصائد نثر ، تتناول مواضيع شتى متعلقة بالذات والأنثى والعشق والنفس الإنسانية، بصورة تأملية فلسفية، ولغة جزلة، يكاد يشم القارئ فيها سحر محمود درويش وكبار ناظمي قصيدة النثر .
من قصائد المجموعة نختار جزءا من قصيدة شيزوفرينيا :
شيطاني حضر خلسة …
مِنْ شروخ جدران تطلبُ ترميمًا ،
لم أدعوهُ على العشاء ولا النبيذ ،
مَنْ قال له أنْ يحضر ؟!
نفسي الساكنة بين الفتحات الهشة في الستائر المتهتكة ،
لا سِتْرَ لفراشةٍ تحتها ،
شيطاني حضر كسولًا ملولًا ،
كقوس قزح شوَّهتْهُ أصابع سحابة سوداء ،
لم يرقصْ في عقلي ،
ولا سافرَ في مدارات روحي ،
وجنوني ، وخيالاتي ،
لم يمسك روحي الكسولة هذا المساء ،
ليسيلَ حروفًا على الأوراق والألوان الباهتة،
فيضيء عُتمة أبديَّة ،
ولعنة عرَّافة عاهرة تعيشُ منذُ ملايين الأعوام !
لم أكنْ سِوى شبحًا ،
لا يرى صورته في المرآة ،
فالضوءُ مسحوب في الغيب المجهول !
بخارُ قهوة صباح بِكْرٍ لم يعكِّرْهُ بعدُ سَواد قلوب الحمقى ، يتلاشي في اللاشيء ككُلِّ شيء !
شيطاني يرقصُ بين بخار تلاشى،
وبعضٍ ما زال عالقًا على المرايا،
الأشباح تدورُ حوله دراويش !
نَظَمَ قصيدة جاهليَّة عربية موزونة عاقلة ،
سَرَدَ نثرًا فرنسيًا ناعمًا ،
ورواية روسيَّة عميقة ،
شبحي ضائع بين حروفه، وخطوطه، وألوانه، وأطواره !
انهضْ أيُّها الكسولُ مِنْ شبحِكَ ،
اقتلْ هذا الشيطان الملعون في مدائن خيالاتكَ ،
ضوء القمر كسَّر الفولاذ رذاذ في روحي،
أحال الوردي في جنتي رماديًا باهتًا !
—–
“آدم: له ثلاثة أبعاد، آدم أبو البشر، وآدم أبي، وكل رجل هو آدم.
حواء: حواء أم البشر، وحواء أمي، وحواء التي أفتش عنها وكل امرأة هى حواء.
شيطاني: الجزء المتمرد من آدم.
لوسيفر وعزازيل: رمز الشر”.