هي البصـــرةُ الفيـحاءُ فاحَ عبيرُها
سمتْ في سجايـاها فقَــلّ نظيرُها
ونبعُدُ عنها و(الشَّجا يبعثُ الشَّجا)
كأنَّ الخُطى شَـوكٌ وجمـرٌ نسيـرُها
عروسـةُ كلِّ الأرضِ ، إنْ مرَّ ذكرُها
وإنْ سارَ ركبُ الأرضِ فهي أميرُها
وإنْ جاعتِ الدُّنيا تكـــنْ زادَ جائـعٍ
وتقصِـــدُها كــلُّ الدُّنى فتُجيـرُها
هنا آدمٌ عـــافَ الجنَـــانَ وجــاءَها
يكاثـِـــرُ جنّــــاتِ الإلــهِ كثيـــــرُها
هنا هبطتْ عُشتـــارُ والعِشقُ دينُها
وفي جنّةِ الأهــــــوارِ كان سريرُها
هنا ملهمــاتُ الشِّــعرِ حطّتْ ركابَها
وأبدعَ ربّـــاتِ القـــــوافي جريرُها
هنا لبناتُ النحــوِ قد شـادَ صَرحَها
وسنَّ عروضَ الشعرِ فيها خبيــرُها
هنا ربّتِ الدنيــــــا روائـــــــعَ فنِّها
سقتها مياهُ الشــــــطِّ عذبًا نميرُها
سلامٌ على عشّـــــارِها وضــــفافِها
وسحــــــرِ عذاراها وعينٍ تديــرُها
سلامٌ على سيّــــــــابِها وخليـــــلِها
على عُودِها يشدو فيسلو سميرُها
على القرنةِ الغنّاءِ تحنو ضفــــافُها
وتعشقُها الدّنيـــــا هوىً فتصيرُها
ألَا ياحمامَ الأيكِ قِفْ وانعَ غربتي
وإلاّ فأَلبِسْني جنـــــــاحاً تُعيـــرُها
ألَا لا تلُمْني لو تنشّـــــــــقتُ تُـربَها
فإنّي ، وقد بَلّــــغتُ ، إنّي أسيرُها