يا أخي في الوَطن الجريح
وَحدي في الزنزانةِ
أتعذَّبُ بسياطِ السجّان
شَرَّدَني أعوان السُّلطان
عن عشقِيَ الولهان !
وَظَلَّ الموتُ يُطاردُني …
يحلمُ بِيَ !
لا أبصِرُ شيئا
لا أسمَعُ شيئا
رَغم تكاثُر الاشياءِ، خلفَ الجدران
كنتُ وحيداً …
حين صادفتُ مُشاغبي الامنِ والامان
رَغمَ ظمأي القاتلَ للحياة …
سقوا أحلامي الدَّمَ القاني !
وقد ذبَحوا زميلي خلفَ القُضبان
وهو ينشرُ صُورَ شهداءَ العدوان
وقد ظلتْ بنادقهُم ثكلى …!
أصابهَا الصَّدأ بين الظلمِ والبُهتان !
فصَبراً يا عُشاق الوطن الشجعان
*********
وَحدي يا أخي وحدي …
لا شئ في هذا الوطن
إلاّ أسراب الغِربان
تطيرُ وتهبِط تحرسُ قِلاعَ الطغيان
وتَسرقُ الاطفالَ من الاوطان
وتهتكُ النساءَ !
وتُزيل ُحلماً للعاشقِ الوسنان
كانت تحملُ أجنحتِها نذيرَ شؤمٍ
تتساقطُ غبارهُ على ا لرِّمالِ
حيث تنبتُ أزهار الشرِّ
وتبلعُني ثعالبُ الصَّحارى كأطيارِ الليل
وقد تركتُ قلبي يحبو في أرض الغربةِ
كي أوسعَ من حُلمي
وأقطعَ أزهارَ طموحي من وطني