مرحباً بهمّي الجديد
أهلاً بمولودي الذي لا يكفُّ عن الأسئلة
سأقيمُ لك حفل استقبالٍ هذه الليلة
لِتعرفَ من أنا ومن تكون
سأحتفي بكَ على طريقة بلا قواعد
فأنا لا أحبُ القواعدَ كلها
القواعد تعقِّدُ وصولنا إلى الحقيقة
وتعرقلُ طريقنا إلى الحرية
ولا أحبُ قواعد اللغة لكنني أكرهُ التخلِّي عن القواعد من النساء
لا أحبُ عريف الحفلة المُهرِّج والمنافق
وبرغم ذلك سأكونُ عريف حفلتكَ
سأكونُ عريفاً فاشلاً قياساً إلى قواعد الحفلات
فقد علمتني الحريةُ
أن أتحدثَ عن هزيمتي بشجاعة
وأن أُعلنَ عن فشلي بنجاح
علمتني أن الهموم لا تستوطن الصدور الرحبة
فلا عليك…
مرحباً بك إذن…
وبرغم الازدحام ستجدُ لك مكاناً ما في صدري
سأُعرِّفكَ إلى عشيرة همومي
صغارَها وكبارَها
أحياءَها وأمواتَها
فكثيرٌ منها وُلدَ صغيراً
وظل يكبرُ .. يكبرُ حتى صار أكبر من ليلي
ونهاري
وقليلٌ منها وُلِدَ كبيراً
وظل يصغرُ .. يصغرُ حتى مات في فمي فابتسمت في جنازتهِ حينها
نعم… يا همّي الوليد، فهمومي هي عائلتي التي تعيشُ فيَّ وليس معي
تخنقني أحياناً
وتمرحُ في أحشائي أحياناً أخرى
أسمعها تغني:-
لي ما أشاءُ من البَليدْ
لا شيءَ يمنعُ ما أُريدْ
لي صمتُهُ وصراخُهُ
لي مَضجعي حبلُ الوريدْ .
…………….
ياااااه… كِدتُ أنسى أن أُعرِّفكَ إلى شيخ عشيرة همومي
كيف غفلتُ عن ذكره!
آه..ربما لأنه لا يحبُ حفلات التعارف، أو لأنك لستَ من مقامه
فللهموم شخصياتُها ومزاجُها، وتاريخ هذي الأرض جعلني أَخبَرَ العرب بها
حسناً.. ستزداد شرفاً بمعرفة شيخ همومي
ذلك الهمُّ المهيبُ العجيب
الهمُّ الذي يعيشُ على دم الفقراء وقصائد الشعراء
إنه الهمُّ العظيم
إنه العراقُ العظيم
إنه العراقُ العظيمُ يا همّي الصغير.