الشاعر كاظم الحجاج
اعتدنا في ملحق ادب وثقافة، ان نحتفي بوجود ضيوفنا من الادباء والفنانين من خلال لقاءات تذكر بامثال طريفة حول استخدام الضيوف وتوجيه اسئلة سريعة الاجابة.. يستطيع الضيف من مكانه وفي وقت قصير ان يجيب على بعض الاسئلة العامة خارج التخصص الدقيق له ثم نبعث باجوبته الى المطبعة.
حصلت هذه اللقاءات الطريفة مع العديد من ادبائنا وفنانينا الذين زاروا القسم الثقافي فانتبذنا لهم مقعدا للكتابة على حساب مستقطع من وقت الضيافة، الا ان الشاعر كاظم الحجاج، لدى زيارته الاخيرة لنا، آثر ان يحتفظ بورقة الاسئلة مؤجلا الامر حتى يصل البصرة ويبعث باجابته من هناك مما اضاع علينا سؤالا آخر،اقترحه احد الزملاء بعد فوات الاوان ولم نستطع الحاقه بالاسئلة ففضلنا اخيرا ان نلصقه بالمقدمة
ليعد تداعيا بدلا من ان يكون مجرد سؤال.. يقول السؤال: هذان اسمان حجاجان الاول يعلق بذهنية العراقيين التاريخية كونه مثالا للجور والطغيان فيما ننسى هذا اللقب عندما نقرا قصيدة لشاعر رقيق يحمله ونسيناه كسؤال ايضا ان نوجهه الى شاعرنا الحجاج.
* كيف تتعامل مع كلمة الوقت تحت كل الظروف؟
– الوقت عندي هو (الآن) دوماً. فحتى الماضي يكون حاضراً، وانا اعيشه وانزعج من هفواتي فيه، بل وابكي اخطاءه وخساراته. وحتى المستقبل يمكن استحضاره الان بالتخمين وبقراءة الحاضر.
* بغداد مدينة منفجرة غير ان مدن الجنوب العراقية تحتفظ بغطاء البركان..
ما تعليقك؟
وهكذا هي العواصم دوماً. لابد ان تبقى منفجرة. لان انفجارها او تفجرها يعني حيوية انسانها. اما اذا كنت تعني اضطرابها الآن، فهو عارض، وكذلك الامر مع مدن الجنوب. اننا الان في المخاض، وعلينا فقط تحديد شكل الولادة، وملامح المولود.
* النكتة العراقية اختنقت ما قولك؟
– انا ارى العكس. فالنكتة العراقية صارت علنية. الذي اختلف فقط هو (الهدف) من النكتة. نعني ضحيتها. كما اختلف من يعاقب على النكتة الآن. لم تعد السلطة هي هدف المنكتين لان السلطة لم تعد تخيف احدا. بل المخيف الان هم الخارجون على السلطة وعلى القانون. وهم مخيفون اكثر من السلطة السابقة. ومع ذلك فالنكتة العراقية علنية وشجاعة.
* كيف ترى حال المنصة الشعرية (المنبر)؟ ثمة من يعتقد ان الواقع العراقي اكبر من اي عالم شعري؟
– انا افصل ما بين الشعر والمنبر او المنصة. لان الشعر لم يعد شفاهيا منذ ابتكار التدوين.الشعر الحقيقي هو الذي نقرأه في ديوان او مجلة او صحيفة. اما المنبر فهو حالة (تعارف) طارئة ما بين الشاعر المعروف مسبقا وبين قارئه الذي يعرفه من قبل. الشعر لايولد في القاعات، بل في داخل مكتبةالشاعر ومن داخله هو.
* انت كاتب عمود.. هذا يعني انك مندمج في كائنية الثقافة والابداع في فضائهما الاجتماعي، وتلك حالة نادرة في المشهد الابداعي.. ما رأيك؟
– كتابة العمود-على اختلاف الوانه-هي فعل حركي، بل انه تفعيل اكثر منه فعلا. انك مع العمود تضع الاشياء كلها في اناء صغير، لكي تجعلها ملموسة او منظورة اكثر مما هي في تشتتها. وبالنتيجة فالعمود هو فعل ابتكاري كذلك.
وليس هامشا للموجودات السابقة، على الرغم مما يبدو كما لو كان اعادة صياغة للاشياء.اما هدفنا الان من كتابة العمود في هذا الظرف فهو لقناعتنا بان الذائقة الشعرية والفنية عموما قد توقفت بشكل طارئ.ان الناس الان محتاجون الى الرأي اكثر من حاجتهم الى الفن.
* فاقد الشيء لايعطيه. كيف تطبق هذا المبدأ على مؤسساتنا الثقافية. ام هناك امل؟
– انا لا ارى خللا كبيرا في فعلنا الثقافي. كما يبالغ الكثيرون.بل الامر هو اننا اصبحنا اكثر حساسية لاننا قد غيرنا مواقعنا من منتجين فقط الى منتجين ومراقبين. المؤسسة الثقافية السابقة كانت تراقبنا. ونحن الان نراقب مؤسستنا.
كنا نخافها وهي الان تحسب لنا مليون حساب. كانت (أباً) لنا ونحن آباؤها الان. كانت المؤسسة الثقافية بيتا بناه آخرون وعلينا ان نسكنه فقط. اما الان فلقد هدمنا ذلك البيت، غير اننا لم نتفق بعد على طريقة بنائه.
عن/جريدة الصباح
حصلت هذه اللقاءات الطريفة مع العديد من ادبائنا وفنانينا الذين زاروا القسم الثقافي فانتبذنا لهم مقعدا للكتابة على حساب مستقطع من وقت الضيافة، الا ان الشاعر كاظم الحجاج، لدى زيارته الاخيرة لنا، آثر ان يحتفظ بورقة الاسئلة مؤجلا الامر حتى يصل البصرة ويبعث باجابته من هناك مما اضاع علينا سؤالا آخر،اقترحه احد الزملاء بعد فوات الاوان ولم نستطع الحاقه بالاسئلة ففضلنا اخيرا ان نلصقه بالمقدمة
ليعد تداعيا بدلا من ان يكون مجرد سؤال.. يقول السؤال: هذان اسمان حجاجان الاول يعلق بذهنية العراقيين التاريخية كونه مثالا للجور والطغيان فيما ننسى هذا اللقب عندما نقرا قصيدة لشاعر رقيق يحمله ونسيناه كسؤال ايضا ان نوجهه الى شاعرنا الحجاج.
* كيف تتعامل مع كلمة الوقت تحت كل الظروف؟
– الوقت عندي هو (الآن) دوماً. فحتى الماضي يكون حاضراً، وانا اعيشه وانزعج من هفواتي فيه، بل وابكي اخطاءه وخساراته. وحتى المستقبل يمكن استحضاره الان بالتخمين وبقراءة الحاضر.
* بغداد مدينة منفجرة غير ان مدن الجنوب العراقية تحتفظ بغطاء البركان..
ما تعليقك؟
وهكذا هي العواصم دوماً. لابد ان تبقى منفجرة. لان انفجارها او تفجرها يعني حيوية انسانها. اما اذا كنت تعني اضطرابها الآن، فهو عارض، وكذلك الامر مع مدن الجنوب. اننا الان في المخاض، وعلينا فقط تحديد شكل الولادة، وملامح المولود.
* النكتة العراقية اختنقت ما قولك؟
– انا ارى العكس. فالنكتة العراقية صارت علنية. الذي اختلف فقط هو (الهدف) من النكتة. نعني ضحيتها. كما اختلف من يعاقب على النكتة الآن. لم تعد السلطة هي هدف المنكتين لان السلطة لم تعد تخيف احدا. بل المخيف الان هم الخارجون على السلطة وعلى القانون. وهم مخيفون اكثر من السلطة السابقة. ومع ذلك فالنكتة العراقية علنية وشجاعة.
* كيف ترى حال المنصة الشعرية (المنبر)؟ ثمة من يعتقد ان الواقع العراقي اكبر من اي عالم شعري؟
– انا افصل ما بين الشعر والمنبر او المنصة. لان الشعر لم يعد شفاهيا منذ ابتكار التدوين.الشعر الحقيقي هو الذي نقرأه في ديوان او مجلة او صحيفة. اما المنبر فهو حالة (تعارف) طارئة ما بين الشاعر المعروف مسبقا وبين قارئه الذي يعرفه من قبل. الشعر لايولد في القاعات، بل في داخل مكتبةالشاعر ومن داخله هو.
* انت كاتب عمود.. هذا يعني انك مندمج في كائنية الثقافة والابداع في فضائهما الاجتماعي، وتلك حالة نادرة في المشهد الابداعي.. ما رأيك؟
– كتابة العمود-على اختلاف الوانه-هي فعل حركي، بل انه تفعيل اكثر منه فعلا. انك مع العمود تضع الاشياء كلها في اناء صغير، لكي تجعلها ملموسة او منظورة اكثر مما هي في تشتتها. وبالنتيجة فالعمود هو فعل ابتكاري كذلك.
وليس هامشا للموجودات السابقة، على الرغم مما يبدو كما لو كان اعادة صياغة للاشياء.اما هدفنا الان من كتابة العمود في هذا الظرف فهو لقناعتنا بان الذائقة الشعرية والفنية عموما قد توقفت بشكل طارئ.ان الناس الان محتاجون الى الرأي اكثر من حاجتهم الى الفن.
* فاقد الشيء لايعطيه. كيف تطبق هذا المبدأ على مؤسساتنا الثقافية. ام هناك امل؟
– انا لا ارى خللا كبيرا في فعلنا الثقافي. كما يبالغ الكثيرون.بل الامر هو اننا اصبحنا اكثر حساسية لاننا قد غيرنا مواقعنا من منتجين فقط الى منتجين ومراقبين. المؤسسة الثقافية السابقة كانت تراقبنا. ونحن الان نراقب مؤسستنا.
كنا نخافها وهي الان تحسب لنا مليون حساب. كانت (أباً) لنا ونحن آباؤها الان. كانت المؤسسة الثقافية بيتا بناه آخرون وعلينا ان نسكنه فقط. اما الان فلقد هدمنا ذلك البيت، غير اننا لم نتفق بعد على طريقة بنائه.
عن/جريدة الصباح