- إلى ذكرى (محمود عبد الوهاب).
استقبل هذا المساء كضيف ثقيل، أتمنى لو يغادر الآن، ممكن جدا افتعال حوار لفظي محتد والتصرف بنذالة لجعل ضيف بشري يغادر، لا يمكن هذا مع ليل بليد أصلا، سألغي وجودة بافتعال اهتمامات أخرى تصرف الوقت إلى مجاري مياه العدمية الثقيلة. حسن فلنبدأ بقهوة تركية وخنق كتابا بين كفين واستنطاقه بما بداخله. هل جربت القراءة سابقا بملفات ال pdf المقرصنة؟ كاتب تطلع شقوقا بفلقة مؤخرة كاتبه من البحث والخيال ثم الكتابة ليأتي ناسخ رقمي فيجعله مستباحا على كل مواقع التحميل في الإنترنت، ثم تتناسل السرقة والمشاركة وقد يطلب منك مقابل بسيط للتحميل. تعليق سخيف أو ملصق أيموجي مستهلك. استسهال آخر في حياة مركبة ومعقدة. لذلك أقسمت بكوكل رب الأرباب الرقمي العظيم والمقارب لبعل وآشور” و”مردوخ “وآمون” فروهر” و “إلوهيم ” على أن لا أقرأ مقرصنة. جميل هذا التوصيف يحيلني إلى مقرنصات شوارع البصرة التي كلفت ملايين الدولارات ثم تآكلت كحلوى شكر لمى (حلوى من السكر) باول مخه مطر.
بعد مراسيم القهوة التي انتهت باردة إلى منتصف الكوب، سأستمتع يوتوبيا بمقطع فيديو ما، هكذا قررت دون أن أحدد، دع فوضى الفيديوهات المقترحة المتقنة جدا تختار، يقال إن ما يقترح لكل مستخدم يخضع لقراءات سيكولوجية للمشاهد، بعدها يتم إرغامه بنعومة على أن يشاهد المحتوى، أرفض الإكراه ولو بنعومة، قد يخضع ذلك لمصفوفات حسابية غير ظاهرة تتحسس رغباتنا قبل أن نرغب أصلا، أو قد يقاس على كثرة المشاهدات، لا أدري، قراءة مرة أنك لتشاهد كل محتوى اليوتيوب فإنك تحتاج 120 سنة على ما اذكر على افتراض عدم إضافة مقاطع جديدة خلال هذه الفترة الخيالية، إي هارد أو ذاكرة خبئت كل هذا؟ لو ظهر اليوتيوب قديما لعبد في الشرق، استمع لكلاسيكيات (ويتني هيوستن)، هي المفضلة لدي، في يوم موتها لم أذهب للعمل احتراما لصوتها الذي تتطاير منة دخان المراكب فجرا وهي تصل بأسلافهم كعبيد (للعالم الجديد)، أشعر بصوتها اللافح وهي تستهلك روحها كل مرة تتصاعد فيها على المسرح، تلتقي وتني هيوستن مع المغنية البصراوية (ربيعة) المشتعلة سمرة وبحة، لايهم التوزيع الجغرافي او الوطني، (بيفرلي هيلز) او (الحيانية)، كالفورنيا او البصرة حصل هذا الانزياح عشوائيا بفوارق زمنية ومكانية، كلاهما روح أفريقية حرة في غير ترابها.
(ربيعة) البصراوية رحلت دراماتكيا أيضا، موت غير مبرر لكليهما إذا كان هناك من يبرر الموت ببيان وفاة رسمي، اعتقد سيكون منطقيا أن يكتب سبب الوفاة هو الحياة نفسها، أحيانا تغادر الروح الجامحة مبكرا إذا لم يسعها الجسد، لما تسيطر على قيمة الموت هذه الليلة!
يهاتفني محمود عبد الوهاب، تتوقف ويتني قليلا عن أداء (when you believe) قليلا بانتظار العودة إلى اليوتيوب بعد المكالمة.
:…
: نعم اعرف سأحاول النوم، متوتر قليلا، أنت تعرف.
:…
: ليس هكذا، أنا سأدبر الأمر اطمئن، لن يحصل أسوأ مما نحن عليه الآن ، خليها على الله.
:…
:؟
:…
: محمود أنا تعبت وبكره سأنهي الموضوع، تصبح على خير، أنهى حديثي مع مشرفي التربوي وصديقي محمود عبد الوهاب، يمر زمن ضبابي وأنا غارق في القلق والتفكير بقرار متزن يحفظني على الأقل كما أنا. لايميتني ولا يحييني، أعود لنفسي فأجد أن اليوتيوب اختار لي (I have nothing)، ليس لدي شيء أوانا لا شيء كما أحب ترجمتها. عندما تهدد أمام طلابك أما ينجح فلان بن المهم في الدولة أو…، من يرغمك على هذا هو أيضا قادر على أن ينكحك في ساحة المدرسة أمام طلابك وقت تحية العلم، نفس المبدأ، عندما تنحني مرة ستركب كل مرة، أي تزويق آخر هي تبريرات للتنازل بدافع الخوف الذي نعيد تدوير تسميته بتوخي الحذر أو السلامة، قول لا فقط “لا” حرفين لام، ألف، قولها سيكون باهظ الثمن، خسارة ومكسب، فقدان وامتلاك، موت وحياة في ثانية واحدة.
لما لا أبدد الوقت بالرسم مثلا، بقلم الفحم على شراشفي خربشات قلقة، أبدعت ليلتها اسكتشات مذهلة، صورت نفسي أسير على فوهة مسدس مزود بكاتم وكان حولي قردة تتقافز ويصفع أحدها الآخر في الأعلى مشهد رهيب لرأس ينصهر مخلفا دخان كل ما ارتفع يستحيل لأفاعي تلتهم أصابع مقطوعة تنزف للأعلى متحدية الجاذبية انتهيت من ذلك ولدي إحساس المحكوم بالإعدام، تساءلت لما نخشى كلمة إعدام وكأنها أقسى ما يمكن أن يحدث لأحدنا، كل من يغادر رحم أمة إلى باحة سجن الحياة معد بالضرورة للإعدام، بعد ثانية أو بعد قرن من الزمن، الإعدام الحقيقي هو الترقب، سنموت حتما يوما ما، ربما بعطسة أو حتى خلال إغفاءة، لن أموت بالتجزئة، الحياة صراع إرادات وتحكم عن بعد بمؤثرات الخوف أو الترغيب، لن اسمح لشجر القلق أن ينمو أكثر، الآن وقد قررت ما سأفعل غدا سأنام بضمير طفل غير ملوث، لن اكون (الدجاجة) كما في لعبة الموت الامريكية المشهورة أو كما في الحياة.
…………….
يتطوع شاب معضل لكسر الباب، يتجمهر الجيران وقد كمموا أنوفهم بأكفهم، فوضى وشرطة، أهم بالنهوض، أكلمهم، شنوا الموضوع؟ ياناس ؟ يعبثون بالأثاث، أحدهم رأيته يحمل حقيبتي ويفرغ ما بها على الأرض، ضجيج وأصوات تتكاثر، اصرخ بهم اخرجوا جميعا، من سمح لكم،، كلكم اطلعوا برا،، لا أحد ينتبه لي، هل فقدوا السمع؟ معقولة كلهم مرة واحدة، الأيادي تعبث بكل ركن، بيتي يتناس، الشرطة موجودة ولأتمنع أحد، لو أقدر أقوم، جسدي جدران ، من مل وخفيف كأني نفاخة تعوم بين أكف صبية صغار، استسلم لنوم مريح، وعيني على دفتر علامات الطلاب المدرسية الذي قرب وسادتي.