لَستُ من طابورِ الشُعراء
ولا من حَديقة الأمراء
لا أجلسُ على مائدة العشاء الأخير
لا أُشعلَ القَمر بِيَدي
ولا أُضيءَ زُقاقَ حارَتي
لا أُدْعَى إلى وليمةٍ من أعشاب البحرِ
ولا إلى كأسٍ من برميلٍ خَشَبي عَتيق
حُجرتي تَملأُ لي كأس الإنتظار
أَغسِل طبقي بلا ماء بلا طبق
دُخان سيجارتي يتصَاعَدُ نحوَ سقفٍ مُشقّقٍ
يَخِيطُ في الهواءِ أحلاما مًعتوهةً..
الشِعرُ خيمة ذاتُ أوتاد
لا يَجوزُ التيممً فيها إلا بالقلمٍ والمِداد
أنا إمام الأقلام ورَعيلٌ من الأحلام
أنا الباكي ذات ليالي مقمرة
معتكفا حول معطف الليالي
أشتكي للسماء غياب الهلال
أكتب لحُورٍ الغزالِ وأميرة المُحالِ
أَستَنزِفُ كلّ وَصلٍ كاد يَكتَمِل
وَروحي التي لا تَحتَمِل..
يَقرأُ لي المُختَلُّ وصاحِبُ الضَمير
أَستَعينُ بِيَدي اليسرى لأكتُبَ
فَاليُمنَى حَمّالةُ قِيَمٍ
تَجُوعُ ولاَ تَبيعُ ثَديَيها
أَقنِع قلمي بالتَسَيُبِ فَيَجفَّ حِبرَهُ نِكايَةَ
أَستَدرِجُ مِعطًفي في ليالي الحَرّ
فَيترُكني في شديد القَرّ
أَهمسَ في أُذني فَتَسمَعُني الأُخرى
أَتَوارى عنها خَجلا بِسيجارةٍ تُخيطُ لي أحلاما مَعتوهَة.