عديد الأعياد ، لها عديد ملائكي الحديث ، مطرزة أطرافه بنعيم الحقول، يتهادى على سفحه الحرف عربيا،لغة لها الحق في الحياة والتحرر والتطور المستمر ، عيد يطل على خراب لغة ذاهبة إلى لغات ،اللغة ملاذ ولمالك حداد هي المنفى ، وللمتنبي كامراة ولدته وربته،رضعها في البادية، قسوة والد لذيذة. لغة لنبع الحياة والأمل والشهادة عند الموت ، لغة يقراهها الكثيرون ، يحفظها البعض وتتوه الغالبية عن فهمها، تتنافس مع الكثيرات على اسطورة لغة الجنه، ولغة الاله، ولكنه خاطب موسى ونوح بلغات غيرها ، يغار حرفها من التشكيل، ولدت دونه ودون تنقيط ، جمعت،عجنت ولعب بها سيبويه والفراهيدي، فاخرجوا دررها، وكان لها تاج العروس،فهنيئا لعروس تتجدد عذريتها ونقاءها كلما عصف عاصف ، حمتها صلبان جبل لبنان ، وصانتها سراديب بغداد بعد مجزرة النهر التي رمى فيها هولاكو الكتب كالجثث الموبوءة ، لغة تمردت تمترست في قواميس وتوابيت ، وتوالدت تحت اعمدة النار ، واسطح المنازل ، تغادر بها حكايات الجدات إلى افاق الخيال ، وتحلق بها اجنحة ملائكة الى معراج المعري ، لغة حلم بها ادونيس ، وسكر بها سعيد عقل ،وذبح بانشوطتها فارسها النبيل ، ابن الوردة طرفة بن العبد ، وجلجل بها امريء القيس ، لغة وحد فيها انسي الحاج الجمال والحداثة ووشاح المهجر ،لغة لاتنام الا لتصحو ، مغناة ، منشدة ، وتتلى وتتتالى وتفركها فتتفحت وتتفتت كحبات الكريستال الشفاف ، وبذور الورد ، هي لغتي ولغتك ولغة كانت الأولى ، ينطق بها الكون وتردد صداها الكواكب السيارة ، فلا تذبحوها ، لا نقل حافظوا عليها ففي ذلك فناء لها ، نقول اعتقوها من القيود ، وحرروها من قوانين و قوالب الماضي ، حدثوها بلغات العصر ، تتعصرن وتتلون ببهجة السماء وضوع الضحى ، لكم لغة لم يخلقها الأسلاف ، خلقتها الأرض التي اوجدت المسمارية والفينيقية والعبرية والارامبة ومئات من اللغات التي انقرضت ، تلاقحت ليلا نهارا لتاتيكم بمعتق القول ، ورحيق البيلسان ، فكونوا حراس سلام لهذه اللغة ، الإله والاب والام ، ومولدة الأحلام.