هي اقوى امرأة عراقية بدنيا بصورة رسمية، لم تستطع أية امرأة انتزاع هذا اللقب منها حتى هذه الساعة، إذ تؤدي جميع تمارين القوة البدنية بمطاولة وصبر وثبات شديدات.
وهي من تكسر الظن بان الرياضة النسوية في العراق قد اضمحلت وانتهت، وتثبت لك أن الرياضة النسوية يمكن لها ان تحتل مكانة عالمية، رغم ما يكابده البلد من مآس ورزايا وكوارث لم يشهدها بلد من قبل، وذلك بفضل طيبة وسواها من لبوات العراق.
لقد ادركت شخصيا اننا نمتلك جوهرة وعالمية بحق.
فهي بطلة مصارعة جبارة كسرت شوكة مصارعات عربيات كبيرات وقديرات، لم تزل تحتفظ ببطولة العراق في المصارعة الحرة والملاكمة ، وبطلة كيك بوكسنغ نالت بطولة العرب وافريقيا في انجاز لم تسبقه اليه احد ، أضف إلى ذلك وهو مالفت النظر حقا وهو موضوع حديثنا ، كونها اَول اديبة رياضية عراقية وربما عربية.
لقد بحثت طويلا عن المواضيع التي تناولتها الاقلام النسوية، فوجدتها تتحدث عن القضايا التي تخص النساء عموما، مثل قصص الحب والخيانات الزوجية والمشاكل العائلية وانحرافات افراد الأسرة، غير اني لم اجد كاتبة واحدة تتحدث عن عالم الرياضة واجوائه واسراره ومكابدات المرأة الرياضية، لا سيما من امرأة داخل الوسط الرياضي، حققت من الانجازات ما تحفظه السطور وتضيق به الصدور، مثل اللاعبة طيبة.
لقد كتبت قصصها التي تزيد على ثلاثين قصة منشورة بأسلوب الكاتبة المحترفة القديرة، قوة وايجازا وقابلية على السرد وجمال الطرح، وتفهم لقضايا المرأة كونها واحدة منهن، طالبة حقوق ورياضية وناشطة نسويه لا نبالغ اذا ما قلنا انها تقضي شطرا كبيرا من وقتها في نصرة المرأة ونبذ التنمر والاستضعاف، وكذلك الاستكانه والضعف والخنوع من المرأة نفسها، فهو امر لا داع له، في زمن اصبحت كل مجالات العمل متاحة للمرأة، وجميع فرص تفجير الطاقات متاحة أمامها دون قيود.
يمتاز اسلوبها بالمتانه والتماسك وجمال العبارة وقوة السبك والحبكة القوية وروعة الفكرة، وقد أثارت الانتباه فعلا قصصها التي نشرت من قبل، لاسيما قصص : اسد ولبوة، امي، اصمتي ودعي البساط يتكلم، حين نازلت الطويلة، فتجد فيها وبحق كاتبة من طراز فريد، تصف كل شيء بدقة، وتتلمس فيها نفسا انسانيا جميلا يفيض احساسا نسويا بالحنان، لتثبت ان المرأة تظل تلك الرقيقة الحنون، المناصرة لبنات جنسها، المتأثرة بحقوقهن، وهي القادرة على الدفاع عن نفسها عبر توظيف مهاراتها وقدراتها الجسدية في الدفاع عن نفسها عند الضرورة، وكذلك المحامية المستقبلية باذن الله.
لقد اشاد بموهبتها الكثير من النقاد العراقيين والعرب، منهم على سبيل المثال : مهدي ناقوس، الدكتوره نهى الحداد، بلقيس القيسي، حافظ السالم، متناولين سطورها بالنقد والتحليل والاستحسان مؤكدين أنها وبحق رائدة للقصة الرياضية النسوية دون ان يسبقها أحد.
طيبة فاهم ابراهيم موهبة عراقية حقيقية كبيرة ، ادبيا ورياضيا، لو كانت في دولة غير العراق لاهتم الجميع بامرها ونالت من الامتيازات ما تستحق، لكنه العراق الذي لا يهتم بالمواهب والانجازات، تلك التي فرضتها لاعبتنا واشرقت مثل شمس على الجميع.