حينما اخلدَ وصفي إلى النَّومِ كانَ النَّهر الذَّي مرَّ عليهِ جميلاً. لم يكنْ يتذكّر ما جرى، كانَ الْحُلمُ قد اخذَهُ في النهار يوم قضى فيهِ وقتَهُ مع صديقهِ رائد.
اخذ يتقلّبُ في فراشِهِ قائلاً:رائد انظر إلى سَّياراتِ السَّباقِ الْملوّنةِ كمْ هي جميلةُ؟
ردَّ رائدُ: وهذهِ الْمراجيحُ الْمنتصبةُ هنا. يتركُ وصفي المراجيحَ ليصعدَ عبرَ السَّلالمِ إلى مكانٍ مرتفعٍ، يجلسُ بعدها في مستطيل منحدرٍ إلى أسفل. كانَ يُلوّحُ بيدِهِ إلى رائد انْ ينزلَ من أعلى المستطيل امسكَ بجوانب الصّندوقِ ثمَّ نزلَ مسرعاً إلى الأرض،وهو يضحكُ. امّا رائد فقد قفزَ إلى المرجوحةِ ثانيةً يدفعُ جسمَهُ إلى الأمام ثمَّ يرجعُ إلى الخلفِ، ويداهُ على سلسلتي المرجوحةِ.
قال له وصفي:رايتُكَ خائفاً.! لستُ خائفاً هذه الْمرّة الرابعةالتي اركبُ فيها المرجوحةَ قالَ رائدُ. ياوصفي إنظر إليّ، ولا تضحك عليَّ انا لستُ خائفاً يدفعُ جسمَهُ بقوّة قفز.َ إلى الأرض.ِ مازالت الْمرجوحةِ تتحرّكُ في الْهواءِ.
فرح وصفي ورائد بما قضياه منْ متعةٍ ووقتٍ جميلٍ.
فجأةً نهض وصفي من فراشِهِ فوجدَ امّه امامَهُ
_قالتْ لهُ: رايتُكَ تتقلّبُ كثيراً في الْفراشِ.!
_ردَّ وصفي :كُنتُ في جولةٍ ممتعةٍ مع صديقي رائدَ، ا
_اينَ ذهبتما، وانتَ نائمُ؟
_ذهبتُ مع رائد إلى السُّوقِ إستوقفني الشَّارعُ الذَّي إمتلا بالالعابِ القديمةِ.!
_وهل هذاْ مكانها؟
_كُنَّا نتمنّى ان نجدها في المتنزّهِ جميلة وحديثة؟
_وماذا حصلَ لكُما.؟
_إستمتعنا بساعاتٍ في اللّعبِ.!
_اراكَ فرحاً حينَ تقلّبتْ في فِراشكَ.!
_صحيحُ يا امّي.. ولكن هذه الألعاب اليستْ من حقّنا ان نستمتعَ بها في الحدائقِ.؟ نحنُ نعيشُُ بعيدينَ عنِ السَّعادةِ، وفّروا لنا فرصةً للسّعادةِ.
_املُنا يا بُني ان نُساهمَ في إسعادِكم، كانتِ الْقُبلاتُ التي حصلَ عليها وصفي صباحَ ذلكَ اليومِ قد جددّتْ أمله في أن يحلم ثانية.!
علي إبراهيم.. البصرة.. ٢٠٢٣.