لطالما كان الهم الأكبر هو تحفيز الشباب والمراهقين على فعل القراءة ، وعجز أغلبنا ككتاب عن أن نخترق عوالمهم وأن نتبنى أفكارهم بعيدا عن الوعظ والإرشاد ، أن نكون القدوة وكفى وأن تكون حروفنا على خط واحد من نقط الجمال التي تراها أعينهم قبل أن يكبروا ويكتشفوا الوجه القبيح لهذا العالم ،
كلنا كنا مراهقين يوما ما وكلنا كنا نبحث عن الكتب التي تشبهنا ، القصص التي قد تجعلنا نحلم أكثر ونستسيغ الدفء الذي قد يتسرب إلى دواخلنا بكل طمأنينة وحب وأمل .
وأنا أتصفح كتاب *عشق في ومن كورونا* لكاتبه الأديب رحال مبارك خديد وهو عبارة عن مجموعة من الروايات القصيرة والتي تدور أغلب أحداتها بزمن الجائحة والمواقف المتناقضة التي انبثقت عن أيام الحجر الصحي والمنع ، حيث كانت فرصة لاكتشاف الذات ، والاقتراب أكثر من عوالمنا الخاصة والغوص في ذكرياتنا وبالتالي خلق شخصيات تشبه الجزء الحالم فينا ، مجموعة الروايات الصغيرة بلغتها السلسة وجماليتها الأخاذة كانت سبيلا للعودة بي إلى الحلم الدافئ في داخلي بأسلوب نقي ومحفز وبسيط ، بساطة السهل الممتنع الذي قد يصلح لأجيال متعددة وبالتالي كتاب يصلح رفيقا لشبابنا وفاتحة شهية للقراءة إلى جانب طبعا أنه يصالحنا نحن الكبار مع جماليات أخلاقية من قيم ومبادئ كادت تندثر من مجتمعاتنا .
كتاب * عشق في زمن كورونا * يتكون من 152 صفحة ويحتوي على ستة روايات تختلف في مواضيعها وتجتمع أغلبها في بعدها الزمني المرتبط بأيام الجائحة ، الروايات تعيدنا للتصالح مع دواتنا واكتشاف مجموعة من المصطلحات التي تنبني على قيم النبل والإنسانية والعطاء واحترام المرأة ، نصوص تنتصر للخير والجمال والإنسانية والوفاء ، ما أحوجنا لمثل هذه النصوص .
الكاتب رحال مبارك خديد شاعر وكاتب وباحث وعضو النقابة الوطنية للصحافة .عرف بغزارة إنتاجه سواء الشعري أو السردي باللغتين العربية والفرنسية.