رأيتك حبيسة الفكر، جالسة في زاويتك تحيكين الجدران البكماء، لماذا جعلت أيامك حطبا وحطاما في مدفأتك الباردة لا تنطقين بأحلامك كأسراب النوارس بعيدة عن الآنام؟ أو
حتى تفتحين بابا للسلام؟
أجابته بحرقة :ما عدت أطلب زخارف الدنيا، ولا زخرفت لنفسي الآماني، حفظت الدرس مؤخرا بعدما غزا الشيب رأسي وتقوست عمداني…..أمشي وحيدة فوق أشواك الألم، بملامح شبه كاذبة لأخفي براكين الاحتراق داخلي، فما أصعب الرحيل! وماأصعب أن تبكي بلا دموع! وما أصعب أن تذهب بلا رجوع!! أجابها بعنفوان : كفاك تألما يا من ترفعين رايات الخيال، لتهربي من واقعك المحتوم، لتخفي سواد الليل وأحلامك التي تبددت في السماء مثل الغمام.
تنهدت بكل قوتها : آه من الأنين المخنوق في صدري، يتردد في الاجواء، يتيهني في دنياي، ويجعل قدري لا يشبه الأقدار.
يا معذبتي انهضي بكل قوتك الضاربة كالجبال، تزيدك طاقة فوق خيالك الذي طاله الكتمان، واطو كل الصفحات الموشومة بأحزانها ومآسيها حتى تصلي لأجمل النهايات…
واجعليها بدايات…. لكل ما مضى وفات، وارسمي بها بسمة تجلي رحابة صدرك، وسعة احتمالك، بسمة وسعادة، وفرحة ترى في الله عوضا عن كل الذي فات.