لقد طلّتْ على رأسي طلولُ
بها من كلّ ريبٍ مستحيلُ
على رأسي بنيتُ ديارَ صمتٍ
وفي رأسي تألقتِ الطبولُ
بذلتُ الصبرَ حتى قيلَ :
صارتْ يقدّسُها المُعرَّفُ والدخيلُ
وما نزّهتُ نفسي ،
كنتُ شكّاً يربّيهِ التمسّكُ والعدولُ
إلهةُ خاتَمي الخشبيّ وحدي
ووحدي مسرحُ الدنيا الخجولُ!
ملائكتي تشيّعُ فردَ قرطي
وعنّي لا تُمالُ ولا تميلُ
وعيني كلَما مرّت بعينٍ
يحدّقُ في مراياها العذولُ
أنا خَطرٌ علَيَّ ،
أ فيَّ جمعٌ حزانى يسكنون ولم يقولوا؟!
وهل في وعيهم أنْ تحتَ جلدي
ينام الحيُّ أو يصحو قتيلُ؟
على رأسي أفاقَ سكونُ موتٍ
ووقعُ الطبلِ فيها لا يزولُ
تعيثُ بها طيورٌ غاضباتٌ
وأشباحٌ لها باعٌ طويلُ
بها موتى كثارٌ
أو قبورٌ من الذكرى
ودمعٌ لا يسيلُ
أنا معنيّةٌ بالطيرِ
حتى إذا فوقي تهدّمتِ الطلولُ
أنا مَن ليس تُنكرُ
لو غصونٌ تميلُ على الجذورِ ولا تُطيلُ
ومن بئر الحقيقةِ كنتُ نبعاً
تربّى عندها قلبٌ عليلُ
أنا لي كلّما واجهتُ وجهي
وليس من العذاب أذى قليلُ