عندما تجتهد لتقدم الأفضل للناس وتقدم الحكمة و النور و التنوير , يتهمونك و يخلقون ألف شائعة لتدميرك و يكسرون يدك و يفجرون رأسك , حتى تتوقف , لأنهم أعداء الإشراق , أنشر الجهل والتفاهة ينصبوك مؤثر
فى زماننا هذا، تمكن التافهون والتافهات من السيطرة على حياتنا، وفى طريقهم الآن لإفراغ المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية من معناها..
الابتذال هو السائد، والتسطيح يضرب بجذوره وبضراوة فى وجداننا، واستسلم المجتمع لمنتجى التفاهات من مشاهير مواقع التواصل ومن نطلق عليهم «يوتيوبر».
والتفاهة فى معجم المعانى الجامع: وجمعها تفاهات، وتَوَافِهُ، تعنى النقص فى الأصالة أو الإبداع أو القيمة، وتَفِهَ الطَّعَامُ: أى بِلاَ طَعْمٍ أَوْ ذَوْقٍ وتَفِهَ الوَلَدُ فِى تَصَرُّفِهِ: أى كَانَ غَبِيّاً، بَلِيداً، وتَفِهَ العَمَلُ: قَلَّ وَحَقُرَتْ قِيمَتُهُ.
سهولة الشهرة من خلال توفر الهواتف الذكية لكل شخص, قديما كانت عملية التصوير تتطلب مالا ووقتا ولكنها تبقى خاصة لا تنشر ويحتفظ الشخص بصوره؛ اما اليوم فقد أصبح كل منا يملك كاميرا ويصور كل شيء؛ وحين يصور أتفه شيء يكون مرشحا لأن يصبح نجما من لا شيء مثلا يكفي أن يقول كلاما مضحكا يستحسنه زوار اليوتيوب للسخرية منه ويتم نشره على نطاق أوسع؛ لكن هذا لا يعني أن الأمر بريء مطلقا؛ فقد تعتزم حكومات معينة تغذية المواد التافهة لكي يزداد “الاستحمار” لدى أغلب مكونات شعوبها.
هذا ما يتجلى اليوم في كل شيء أمامنا، وفي كل تفاصيل المشهد من حولنا.
فقط ما عليكم سوى أن تجيلوا النظر من حولكم، وتلمحوا التفاهات التي تحاصرنا، وفي كل شيء نلمحه ويجول من حولنا، فأصبح الإنسان سلعة رخيصة الثمن، في زمن التفاهة والانحطاط، وتكاد تتلاشى القيم النبيلة في عالمنا اليوم.
وفي القلب من عاصفة التفاهة الراهنة يقع العرب، ويقدّمون أنفسهم وذواتهم وحاضرهم ومستقبلهم بأحط أنواع التفاهات والانحطاط، من ضياع وانهيار دولهم الوطنية، حتى موت قيمهم العروبية والإنسانية تجاه بعضهم بعضاً، وتجاه ذواتهم ومصالحهم.
ففي عصر التفاهة لم يعد أحد يفرّق بين مصلحته ونقيضها.
الكل يعمل ضداًحتى لمصالحه الخاصّة، في ظل شيوع حالة السطحية والتفاهة الحاكمة للأفكار والأذواق والأنساق والأنماط المعاصرة للتفكير والقرار.
انظروا من حولكم ماذا ترون في عالمكم العربي الكبير، المقسم والمجزوء، والغارق في حروب داحس والغبراء.
العربي وحده اليوم مادّة وحيدة لأخبار الحروب والكوارث والمجاعات والصراعات
وحده اليوم مادّة للتندر والسخرية، فما بالكم والعربي نفسه هدف لكل هذه التفاهة الحاكمة من حولنا من واشنطن، مروراً بلندن، وصولاً إلى عواصم عربية محكومة بعصر الديمقراطية المزدهرة.
نعرف أنه من الصعب أن تتغلب على شيء أصبح ذا أهميه كبرى ومحط تقليد وإدمان لكن نحن لن نستسلم أبداً لاستفحال هذه الآفة، بل سنقف سداً منيعاً أمامها، على المستوى التعليمي يجب أن تكون هناك ثقافه استخدام الوسائط والوسائل التي نعبر من خلالها عن حريتنا وآرائنا وإعجاباتنا التي يجب أن تكون هادفة وعلى المستوى الفكري أن نتخلص من تلك الأشياء التي تدفعنا لقبول التفاهة أو لنشرها وأن نتمتع بفكر سليم ومشبع بالأشياء ذات التأثير الراقي بأنواعه..
في مجتمعنا اليمني ..وهذه خاصه ومحسوبة لمجتمعنا اليمني ..كوننا اصحاب قضية ..مصيريةوهي التحررمن الهيمنة هيمنة الخارج وفرض القراروان نكون نحن اصحاب قرار..وللدفاع عن ارضنا والحفاظ على كرامتنا ..وبالتالي يصبح القول انه من غيرالمنطقي والغيرمعقول ايضا ان لاتكون ..اقلامنا وعصارات ابداعنا ..في وسط المرحلة المشاراليها..بكل الامكانات !!
وفي الأخير أود أن أشدد على أن حرية التعبير ليست مقيدة ولن تكون مقيده ولن نقبل تقييدها إلا أننا يجب أن نكون أشخاصاً لا تنطلي عليهم تلك التفاهات..ولاننجروراءصانعيها !!
مقالات ذات الصلة
14/10/2024