لمحتك
من شاطئ الغيب تأتى …لمحتُ الغياب
كأنّ خيالا
يشابه طير المسافات يلمس عمق المدى والضباب
يصوّر وجهك
ماء المرايا المسجّاة في الطرقات بقلبي الضنين
وكفّك تشهد أنّك ماء وطيـن
يتابعك المطر المستبدّ
ويلمع فيك غبار الحنين
فكيف أضيفك؟ أحلامنا مائلات بحقد السنين
ورغبة جديَّ في أن أكون
تفجّر فيَّ ارتكاب التجنّي
أنا لست جسراً
وعمّا قليل
ستنتفض الأرض تحت الجنون
ليذهب جدي وما قد رجاه
فماذا جنيتُ وماذا جناه ؟
ليصبح ترساً
يعلَّقُ في عجلات الخليفة والطامعين
ليصبح أضحوكةً في الزحام
تقبّل كفَّ الأنين
ليصبح قافيةً من نصوصِ التراب
وباقةَ وردٍ بأيدي سراب
وقفنا كلانا ..
غريبين عن ذاتنا .. بريئين من ذنبنا …
يذوّبنا العجـز في صمتنا
وحادي الهزيمة يدعو بنا
وبعد الكتاب الذي ضاع من بيننا
نحلّق في ملكوتِ النداءْ
نحاول في غفلةِ المستحيل اللقاءْ
لقد سكرَ الكــــونُ من حزننا ..
فمتى يستفيق الرجاءْ ؟!
تراث من الذلّ للذلّ يمشي
فأين البداية حتى نرى منتهاه ؟
ونحيا إذا أسعفتنا الحياة
دعِ الخوف يطرقُ مرتفعات الكلام …
دعِ الريح تنشرُ جنح الظلام
دعِ الروح عاملةً في مزاد
أنا تحتَ ظلي بواد ……
ملامح من عبروا بالحداد
وأنت بواد
فكيف نمدّ الطريق بأقدامنا المرهقات ؟
وهذا المدى ملتقى الطائرات …
وأبواب هذى المفاتيح ممتنعات
وسيفي على حائط الذكريات
وفى عهدتي ألف عام من الأمنيات
وكم ميّت يتنفّس تحت الرفات !!
وكم ميّت سابح في الفرات !!
فكيف أضيفك والعزم فارقني ؟ ..حين جدّ البكاءْ
وذلك ملح العشاء
…فأين العشاءْ ؟؟
وذلك ثوب الهوان
.. فأين البناءْ ؟؟
حبال التناسلِ قد أوشكت ..
ونظنّ العلا في انتظارْ !
وخطب الزمانِ استدارْ
ومجد لصوصِ المزارع أن جعلوها قفارْ
وأعينهم واللياليَ والبوم تصعد وجه النهارْ
كتمتُ المآذن في خاطري
وألّفتُ بعضي على سائري
وقسّمت يأسى على حاضري
كلام ….
أغيّر فيه ويأبى علىَّ
….كلام يعيد الكلام الكبير
ورأسيَ مكشوفة للطيور
فدعني أهيل التراب على صبوتي …
وأسعد أنّى اقتربت إلى شيبتي
وهيّأت من سنبلات القوافي كؤوسي التي ….
إذا ملّني التيهُ في فترات المسير
بُنىَّ: وئدت قصائد قبلك عندي
وآثرت نافذتي والصّلاة
فكيف بريد الغمام أطلّ ؟
وكيف تجّمع حول صداه
ليدخل في عتمة العتبات
يردّ على خائف ما سلاه
لمحتك من شاطئ الحلم تأتى
تفسّر ما حملته الجباه
لمحت خيالا وراء المغيب ينير المصابيح فوق دجاه
وأنَّى رجعتُ إلى عالمي … عاودتني خطاه
ليأخذني البوح حيناً
ويتركني أتعثّر بين الحقيقة والاشتباه
سلمت يمينك شاعرنا وطبيبنا العزيز
فخورون بك