بيني وبين الأنظمة العربية علاقة حَذِرَةٌ رَجْراجَة، علاقة الفيل المفروض عليه أن يقف على رأس الإبرة، ولكن دون إجبار فوري، بل بإعطائه الوقت الكافي لابتكار طريقة تمكّنه من إيجاد وسيلة تمكنه من السيطرة على وزنه وضخامته، وضآلة الإبرة واستدقاق رأسها، ومما لا شك فيه أن مثل هذه العلاقة تعتبر علاقة معقدة في مفهوم الوزن والجنس والنوع.
ولكن العلاقة التي بيني وبين المثقف العربي، علاقة أكثر تعقيدا من علاقة الفيل مع الإبرة، لأنها تمتد من مساحة العقل إلى مساحة الجنون، ومن مساحة الإيمان إلى مساحة الإلحاد، بل إن الكلمات والتعابير التي يمكن أن تصاغ حول مفهوم هذه العلاقة، ستبقى أقزم كثيرا من أن ترتفع إلى المعنى الكامن في نفسي نحوها.
وهذا الناتج قادم من رأي زَجَّهُ أساتذتي في رأسي منذ الطفولة، والقائم على مقولة، أن المجتمعات والأمم لا يمكن أن تتقدم أو تتطور، أو يكون لها أي شيء ذو قيمة، إلا إذا أراد أصحاب الطبقة المثقفة ذلك، وهي مقولة دفعتني للبحث في عقول المفكرين العرب وغير العرب عبر ما كتبوا وألفوا، وعبر ما أرخوا وسجلوا، فتركت “أرسين لوبين” و”أغاثا كريستي”، وهجرت الألغاز وقصص الحب الرومانسية، قاتلا بذلك عمرا من طفولتي، لأبدأ بـ”عباس محمود العقاد” و”الرافعي”، و”طه حسين” و”زكي مبارك”، فذهلت، ذهول موجة غادرت البحر لتستوطن صحراء قاحلة، كانت الانتقالة أكبر من حجمي وقدراتي، وأكبر من وعيي وتفكيري، فبدأت أَرْتَجُّ بين ما أحب وبين ما أريد وأتمنى، وظللت كذلك إلى أن جاء أستاذي ليقول لي: “لا تقفز من القفة إلى أذنيها”، عندها قررت فعلا أن أخرج من حالة الارتجاج إلى حالة التوازن، وقررت فعلا أن أُثْبِتَ لأستاذي ونفسي بأني قادر على القفز من القفة إلى أذنيها بالمثابرة والاستمرارية والإصرار.
وهكذا بدأت الرحلة، رحلة صعبة، أخذت من طفولتي وشبابي الكثير الكثير، وكنت كلما خطوت خطوة في أعماق الرحلة كلما ازددت عطشا وحيرة، فحاولت أن آكل الصفحات وأهضم الكلمات بسرعة تمكنني من السيطرة على كَمٍّ من الأفكار يتساوق مع رغبتي وعطشي، فأدركت بأنني كلما قرأت صفحة كلما ازددت عطشا وجوعا، وأدركت بأن هذا العطش يزيد كلما ظننت بأنك ترويه، وأن الجوع يتضخم كلما ظننت أنك تُقِيمُ أَوَدَهُ.
ولكني لمست بخبرة المقارنة بين الأفكار والعقول بأن المعركة القائمة بين المفكرين، إنما هي معركة بين مجموعة ترى في الشرق وديانته وعاداته وتقاليده ولغته مصدر فخر وعزة للأمتين العربية والإسلامية، ومجموعة ترى أن الشرق يحتاج إلى إحداث انقلاب كامل في منهجه العقلي، ومنابع تفكيره، كالدين والعادات والتقاليد واللغة، واستعارة جلد الغرب وإهابه، كي نتمكن من مجاراة الأمم الأخرى التي بدأت تخرج من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، وهناك مجموعة ثالثة رأت التوسط بين المجموعتين السابقتين، فهي تطالب بمراجعة التراث العربي مراجعة تدقيق ومنطق، وكذلك مراجعة الفقه الإسلامي الذي يمكن أن يخضع للمراجعة والبحث والتصويب والتنقيح، مع الأخذ من علوم الغرب وثقافته بما يتناسب مع معتقداتنا وإرثنا الحضاري.
وقد كنت ميالا للمجموعة الثالثة ذهنيا وعاطفيا، ولكني لم أكن قادرا على بلورة فكرتي الذاتية ضمن قالب المجموعة الثالثة، وذلك لفقر في أدائي الاستنباطي لما أقرأ ولما أدوّن، فَرَكَنْتُ إلى المجموعة الأولى عَلَّني أستطيع من خلالها الانطلاق نحو مفاهيم المجموعة الثالثة يوما ما.
ولأني بغير شعور واضح أحمل بذاتي تعصبا للدين الإسلامي وتعصبا للأمة العربية، اندفعت بكل ما أملك من قوة في خضم المجموعة الثالثة اندفاعا يشبه اندفاع التيار الغاضب من جوف عاصفة هائجة، فتحدثت مع “العقاد”، وسامرت “الرافعي”، وجالست “أحمد حسن الزيات”، وسهرت مع “المازني”، وبكيت مع “المنفلوطي”، وعانقت “حافظ إبراهيم”، ووقفت احتراما وتقديرا “للبارودي”، وهاجمت “طه حسين”، وازدريت “قاسم أمين”، وودت لو أستطيع مقاضاة كل من يطالب بإحلال اللهجة العامية محل الفصحى مقاضاة جلاد يملك أسباب البقاء والفناء، وانعطفت نحو “زكي مبارك” و”أحمد أمين” وغيرهم كثير كثير، ثم يَمَّمْتُ بوجهي نحو الغرب.
فعرفت “غوستاف لوبون”، و”جيمس هنري براستد”، و”جان جاك روسو”، و”ديكارت”، ثم انطلقت نحو “جوته”، و”فولتير”، و”ديكنز”، ولكني ذهلت حين أمسكت بصفحات “فيكتور هيجو” و”دوستويفسكي”، وأصبت بالصدمة التي خلخلت توازني لفترة من الزمن حين عرفت “جان بول سارتر” و”ماركس”، ولكن الله العلي القدير أنقذني من شباك فكرهم البراق لحظة وقوعي على هَرْطَقاتِ “فرويد” وعُقَدِهِ النفسية الموروثة من عائلته الكريهة التاريخ والأخلاق.
وفي هذه الأثناء واللحظات الزاخرة بالتوتر والتوزع النفسي ساقني القدر نحو كتاب، كتاب مَلَكَ لُبِّي ونفسي، ومزق كل سواد قد يكون تبقى منه شيء بقلبي أو عقلي، كتاب رفع درجة يقيني وإيماني إلى أعلى سقف من الاعتقاد واليقين والتثبت، كتاب “قصة الإيمان” للشيخ “نديم الجسر”، وكان هو ذاته نقطة انطلاقي الجديدة نحو حجة الإسلام “الغزالي”، و”ابن تيمية”، و”ابن سينا”، و”ابن عربي”، و”إخوان الصفا”، وصدفة -محض صدفة- التقيت بـ”زكي نجيب محمود” و”كولن ولسون”، فكانا الاثنين رغم تناقض فكرهما مصدرا يوجهني نحو علوم المنطق والاستدلال العلمي المصاغ بنَفَس أدبي رقيق الطابع، مَخْمَلي الملمس.
ولم يمض وقت قصير حتى اندفعت اندفاع المحموم نحو مكتبة المسجد الجديد في “طول كرم”، فغرقت بين موسوعاتها وتفاسيرها، وهناك عانقت “سيد قطب”، و”حسن البنا” و”سعيد حوا”، و”محمد قطب”، و”خالد محمد خالد”، ولكني ذهلت حين وجدتني حيثما أتنقل أجد “العقاد” يُحَدِّقُ بي من خلال صورته التي تتوج مؤلفاته.
وكَبِرْتُ، وبدأت ملامح المرحلة السابقة تتضاءل في ذهني وإدراكي، ودون إرادة واضحة بدأت التوجه بشكل مكثف نحو القصة القصيرة والرواية.
فدُهشت، دهشة هزت كل مقومات شخصيتي من الجذور، حين شاهدت التاريخ المروي بعمق الألم عبر سطور كُتّاب تحس وأنت تقرأ لهم، عذاب روحهم، وانكسار حلمهم، وحيث تدقق في العَبَرات المُنْهَلّة من السطور وهي تبلل القلوب، وتغمر الروح، تجد نفسك محاصَرا بين ما كنتَ تعرف من كتب، وما تجد هنا من ألم وعذاب وقهر وكبت ولوعة وأسى.
عشت حياة “العم توم”، وقضيت مع “أحدب نوتردام” لحظات عمره العصيبة، وبكيت مع “كوزيت”، و”جان فالجان”، وانتقلت للمغامرة مع “الطروسي”، وجمعت العظام مع “مكسيم غوركي”، وأشفقت على “راسلينكوف”، وذقت معاناة “جين أير”، وتحدثت مع “سعيد حزوم”، ورأيت الشيطان الذي زار موسكو، وتنقلت من ضَياع إلى ضَياع في “سوهو”، ورافقت الرسائل التي خرجت من “منزل الأموات”، وأرهقني السفر في “سباق المسافات الطويلة”، وأذهلني وجود “رجال في الشمس”، وقبلت كف “أم سعد”، وأدهشني “اللاز”، كما حيرني “مصطفى سعيد” بخطوات “هجرته إلى الشمال”، وعرفت “كيف يسقى الفولاذ”، وقارنت بين “الحب والحرب” و”الحرب والسلم”، وعرفت “قصة مدينتين”، وأدركت معنى “الحب في زمن الكوليرا”، وكثير كثير.
كانت الرحلة شاقة، ووعرة، فيها من الصعاب ما لم أحسه لحظتها، وما لم أدركه حينها، فللكتب فعل في النفس يشبه فعل السحر، بل ويفوق كل أنواعه، وكانت المعاناة والحسرة تترسب في النفس والذات وتستقر، كترسب الموت البطيء في الجسد المُعَنَّى والمُلَوَّح، ولكن دون إشارة أو تنبيه لوجوده في الجسد المتقدم نحو مراحل لا يمكن العودة منها أو التراجع عن الاستمرار فيها.
وكانت أمي المسكينة، تنهرني أحيانا وتشتمني في أحيان أخرى، كانت تشفق على طفولتي وشبابي من الصدمة والدهشة، لكنها كانت تتراجع معلنة استسلامها الكامل وعجزها المطلق حين تمد يدها إلى صدرها لتخرج ما ادخرته “عن صدأ أسنانها” لتمنحني إياه من أجل شراء كتاب.
وكان والدي يعلن غضبه المطلق وحَنَقَهُ المؤجَّجَ من ارتباطي بالكتب وإهمالي للعمل، وكم من خلاف عسير نشب بيني وبينه حين كنت أفِرُّ من العمل لأعود إلى البيت لأغمس نفسي بين طيات الكتب وبين فواصل الحروف ومعامع الأحداث، لكنه في النهاية، وبإيحاء من أمي أعلن استسلامه وصمته.
في تلك الفترة، التقيت بمجموعة من الأصدقاء، كانوا يتنقلون بين الصفحات ويعيشون لحظات الألم والعذاب، بل وكانوا على موعد معي وكنت على موعد معهم.
وانغمسنا جميعا بحالة من الذوبان في عالم هُلامي، حين اعتقدنا جازمين بأن الكتب تمثل روح الإنسان، وأنها تملك قدرة فياضة على استخراج المصاعب والظُّلَم من الذات لتضعها في عقد من المشاعر المثالية التي يتمناها الكاتب أو الراوي أو القاص.
وفي الجهة المقابلة، كانت مجموعة أخرى من جيلنا قد اختارت العمل والعناء والمثابرة، ووضعوا لأنفسهم أهدافا محددة، تتعلق بالمال والمسكن والسيارات، وضخوا من طاقاتهم الفتية بأوردة أهدافهم سيولا من عرق متصبب، وثابروا مثابرة النمل والنحل، ولكن دون أن يعقدوا مع الكتب أي صلة، أو مع الفكر أي سبب.
وحين تقدم العمر قليلا، وجدنا أنفسنا على زاوية الحياة، مُفْرَغِينَ من أسباب العيش، متخمين بالأفكار والمبادئ، وحين توجهنا نحو البنوك، وجدنا ما نملك وما نحن متخمين به: “لا رصيد له على الإطلاق”.
أما المجموعة الثانية، فكانت حساباتهم تبدو قُوَّتُها ومَنَعَتُها من سياراتهم البراقة، وجدران بيوتهم اللامعة، ومن احترام الناس لهم، وتَقَرُّب الجميع منهم.
وهنا كان الافتراق، وكان الخلاف، بين زمن مضى ولا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال استرجاعه، وبين زمن نحن فيه عارين ومعرين إلا من بطون كتب وكلمات من شعر “عنترة” و”عمرو بن كلثوم”، وبعض آلام على ذكريات مضت وأوقات التهمتها خطى الزمن.
كان “يوسف سعيد أبو طوق”، الأول على المدرسة بلا منازع، بل وأكثر الطلاب قدرة على الانتقال من مرحلة في العمر إلى مرحلة أخرى دون عناء أو تعب، وكانت المدرسة بكل مدرسيها والتربية بكل موجهيها ترى فيه علما قادما للعالم في وقت قريب.
كنا نحسده ونغبطه، وكنا نغار منه ونتمنى له مستقبلا رائعا، وأحيانا كنا نتمنى أن تزول قدراته وتنتهي، بسبب إلحاح مدرسينا على ذكر اسمه بطريقة مستفزة، لكنه ومن بين كل التناقضات، كان يشق طريقه نحو البقاء في الصدارة، دون جهد أو تعب، بل بقدرات خفية تتركز في وعيه وعقله.
حتى جاء يوم، ووصلت بعثة من بريطانيا، وهي بعثة كانت تتخصص في التقاط الأطفال الأذكياء وذوي النبوغ في مدارس اللاجئين تحديدا، لتأخذهم عبر البحار والمحيطات وتَكْلأهم بعناية خاصة تنسيهم الوطن والدين، وتغرقهم بمبادئ حضارة الغرب وأعرافه وتقاليده.
ووقع الاختيار على “يوسف”، وطالبٍ آخر لم أعد أَذْكُر من اسمه إلا “فريد”، وثارت ثائرة الأم والأب، ورفضوا وبشكل مطلق خروج “يوسف” إلى عالم لا ينتمي للعرب والمسلمين، وظل يوسف في المدرسة…
إلى أن جاء يوم بصاعقة…
زلزلت المدرسة، “يوسف أبو طوق” ترك المدرسة، والده مات، وكان عليه كطفل في الإعدادية، أن يترك توقعات العالم له، وأن يزج بجسده الطري الناعم، وبخجله المفرط، وحيائه الموصول بحياء دائم، في أتون عمل بمنشآت كيان الاحتلال.
حاولت المدرسة، بكل ما تملك من طاقة، ومن أساليب الإقناع، إقناع والدته بإبقائه بالمدرسة، وتعهدوا باقتطاع مبلغ من رواتبهم بشكل شهري للعائلة، لكن حياء الأم وأنفتها دفعاها للرفض.
ها هو صديقي، ورفيقي، ومؤنس عذاباتي، “يوسف سعيد أبو طوق”، ملقى على حافة زمن لا يقيم للذكاء أو الحياء أو النبوغ بالا. ها هو يكافح كما كافح من أجل عائلته وأمه، ها هو يكافح من أجل زوجته وأولاده، وها هو الزمن يسير، دون أن يلقي بالا لمصيبة إنسان، كان الكون حقا يستعد للقائه.
وها هو “محمد الصويص” يقبع خلف طاولة في بقالة، وها هو “منتصر حبايب” يقطع الحواجز العسكرية بين “طول كرم” و”القدس” بين حياة أو موت من أجل انتزاع لقمة العيش وسط استغلال صاحب العمل وطمعه.
وها هو “سليمان عوض” يتنقل من مكان إلى مكان من أجل تدريس طلاب السياقة القوانين النظرية.
وها هو، وها هو…
وها أنذا ملقى على حافة الكون، في أقصى الشمال الأوروبي، أعاني الوحدة والانطواء، وأحمل في كل يوم ظلم الناس الذين مَلَّكْتُهُم أمري وروحي، وأمْرَ أولادي وروحَهم، أعاني ظلما يفوق ظلم الاستبداد الموصوف بالكتب والروايات، وأتجرع سُمَّ حقدهم وكرههم لكل من يقف ليقول لا، أو يقف ليسأل عن حق منحته إياه قوانين البلد.
أعاني ويلات لا يحتملها جبل، بل وتَنُوءُ بحملها الجبال والبراكين، فمرة أُهَدَّدُ بسحب أولادي مني ليوضعوا مع عائلة مسيحية، ومرة يوقف الراتب الشهري، ومرة يُقْتَطَعُ من الراتب مبلغٌ بحجج كاذبة مختلقة، ومرة نُترَكُ دون طعام أو حتى دون القدرة على الوصول إلى طبيب.
نعم، هذا ما جَنَتْهُ الكُتبُ علي، وهذا ما جناه عليَّ أساتذتي حين قالوا: بأن الثقافة هي التي تصنع الأمم.
الثقافة أيها السادة منحتني القدرة على التعبير، منحتني القدرة على الإفصاح، لكنها لم تمنحني حسب قول أبي وأمي “كرامة الامتناع عن الحاجة”، لأن زمن “عرق الشباب ودم الشباب وقرش الشباب الذي لا يعوض” حسب قول والدي -رحمه الله- قد وَلَّى وانْصَرَم.
وها هم المثقفون العرب، الذين حَلَمْنا يوما أن نصبح منهم، أو أن ندور بدائرتهم، مغلولين نحو ذواتهم ورغباتهم، ومنضوين تحت راية الظالم هذا أو ذاك، يَسْتَجْدُون ويَشْحَتُون ويَسْتَعْطُون، ويُحَوِّرُون المبادئ والقيم والدين من أجل مصالح كنا نتصور بأن الثقافة ذاتها ستقف حائلا بينها وبين شخصياتهم المنتمية للكتب والمبادئ الغاصة فيها.
سألني صديق يوما -وأنا أبوح له بمكنونات نفسي-: أهو الندم؟ أهي الحسرة؟ أهي اللوعة؟ أم هو الكفر بكل ما هو موجود؟
عجَزتُ عن الإجابة، ووقفتُ موزَّعا بين الذهول وبين كل ما قال، فأنا اليوم مُغَطًّى بالعجز والشلل، وملتحما بالحيرة والتساؤل، دون أن أملك القدرة على الإجابة.
النرويج: بدون تاريخ أو زمن